تقارير

الاعتصام امام السفارة الامريكية.. دعوة ملغومة لمليونية جديدة في ١٩ ديسمبر

نشطت خلال اليومين الماضيين دعوات لمليونية يوم ١٩ ديسمبر، للاعتصام امام السفارة الامريكية على غرار ما تم امام القيادة العام في ٢٠١٩، وتجئ الدعوة متزامنة مع ذكرى انطلاقة ثورة ديسمبر في العام ٢٠١٨م.
ونبه مراقبون الى خطورة مثل هذه الدعوات، ويرى القيادي بحزب الامة الموحد موسى حمدين ان جهات تسعى لجر الشباب للارتهان الامريكي، عبر هذه الدعوة الملغومة مشيرا الى ان خطورة هذا الامر، وانه يقع في خانة الخيانة ويرى حمدين ان امريكا ليست برعاية الديمقراطية حتى يلهثوا خلفها والشواهد كثيرة.
وفي السياق دق الكاتب الصحافي احمد يوسف التاي عبر زاويته اليومية بصحيفة الانتباهة ناقوس الخطر.
وشدد على ضرورة أن نتساءل ونبحث عن الجهة التي اهتدت إلى هذه الخطوة الحارقة لثورة ديسمبر، وللثوار والتي من شأنها أن تشكل دعماً كبيراً لدعاة الشمولية والحكم العسكري وتخصم كثيراً من رصيد دعاة المدنية.. ويرى التاي أن الدعوة للاعتصام أمام السفارة الأمريكية هي حلقة قبيحة من حلقات التآمر على ثورة ديسمبر، فاحذروا الغفلة أيها الثوار الشرفاء.
ويضف ان الدعوة ذات اهداف مشبوهة، لها مخاطر على الثورة وتابع لا بأس أن نُذكِّر الثوار والثائرات ببعض دروس التاريخ العالمي لاستلهام العبر… يُحدثنا التاريخ الكوني في أوروبا والعالم العربي والإسلامي أنه على مر التاريخ كان الاستقواء بالأجنبي والاستنجاد به هو المدخل الحاسم لانهيار الممالك والإمبراطوريات والثورات، فيه توسعت بلاد الأندلس واستمرت “8” قرون وتمددت في ممالك الأسبان، وبه أيضاً كان استرداد الأسبان لأراضيهم وطرد المسلمين منها بعد 800 عام من الحكم… والسبب نفسه هو الذي مكّن المغول من احتلال ولايات الدولة العباسية حينما تقاطر الحكام العرب على “هولاكو” للاستقواء به وطلب النجدة للانتصار على بني جلدتهم، واضاف التاي هذه دروس لا يجب أن يغفلها عاقل وكثيراً ما يعيد التاريخ نفسه ولكن من يعتبر؟
ويقطع التاي بان الدعوة للاعتصام أمام السفارة الأمريكية، فيها حلقة جديدة من حلقات التآمر على ثورة ديسمبر وتشويه لها وإلباسها ثوب العمالة والتخوين، ولا أشك مطلقاً أن العقلية التي تقف وراء هذه الخطوة إنما قصدت إظهار ثورة ديسمبر المسلحة بالسلمية والوعي والقيم الوطنية في ثوب الارتزاق والارتهان للأجنبي وترسيخ الدعاية التي تصور الثورة بأنها ثورة حملة الجوازات الأجنبية وعملاء أمريكا والغرب، وذلك لخلق هوة بين الثورة والشارع السوداني العريض الذي يعاف الاستقواء بالأجنبي ويمقت التدخل الخارجي في شؤونه…
ودعا التاي في زاويته، لجان المقاومة والشباب الواعي ألا ينساق وراء مثل هذه الدعوات التي تريد النيل من عزة وكرامة ووطنية الثورة السودانية، فمهما يكن الغرض والنوايا من هذه الدعوة فإن المحصلة النهائية ستكون وبالاً على الثورة بعد التصاق صفة العمالة بها، وتسال متى كان شباب السودان عاجزاً عن بلوغ أهدافه حتى يستنجد بالسفارة الأمريكية بالخرطوم، واضاف الشارع السوداني بسلميته ووعيه الشعبي أقوى من السفارة الأمريكية ومن الأحزاب التي تتلمظ لما عند السفارات، وأقوى من تحالفات الساسة والعسكر السرية والعلنية.
وراهن بأن من يظن ولو للحظة واحدة أن أمريكا نصيرة للشعوب المستضعفة أو أنها حامية للديمقراطية وحقوق الإنسان فعليه أن يراجع حساباته ويعود بالذاكرة لتاريخها الراهن وإلى تأييدها لمجازر إسرائيل في فلسطين واغتصاب أرضها، وغزوها للعراق وممارساتها في سجون “أبوغريب” و”غوانتنامو”، وغزوها لبنما في عام 1989 إبان حكم الرئيس جورج بوش الأب، واعتقال رئيس بنما مانويل نورييغا… لا أعتقد أن أحداً لا يعرف أن أمريكا تقدس مصالحها وحسب، وتسعى للتدخل في شؤون الدول باستمرار
وشدد موسى حمدين على ضرورة التحري حول ما اذا كانت السفارة الامريكية تدعم هذا التوجه، ويرى انه لا بد مناتخاذ اجراءات دبلوماسية قاسية في مواجهة السفير الامريكي اذا ثبت دعمه، ونبه في ذات الوقت الشباب ان الشارع لا يحرك الاجانب بلا للشعب السوداني صاحب الثورات ودعا حميدين البرهان وحميدتي بعدم السماح بمثل هذه الاختراقات الاجنبية ونصح الشباب بان الانجرار وراء هذا الاتجاه يقود الدولة للتهلكة، اذا ان امريكا ستصبح وصي على السودان بموجب هذا التفويض.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى