أعمدة

علي كل محمد عبدالقادر

علي كل
محمد عبدالقادر
الشرطة.. شيطنة ونزيف مستمر!!

سنظل دوماً ضد أي محاولة لشيطنة الشرطة باعتبارها جهازا قوميا مهنيا جديرا بالدعم والاحترام والمساندة، سيظل موقفنا المعلن ان غياب هذا الجهاز الحساس يعني الفوضى وإضعافه يفقد البلاد جهازها المناعي المطلوب لمواجهة العدوان على المواطن وأمنه وعرضه وثرواته ومقدراته.
كثيرة هي مداخل الحديث عن اهمية احترام الشرطة في هذا التوقيت المهم، لسنا من دعاة التغاضي عن اية اخطاء ولكنا سنظل ضد وضعها ككيان قومي في منصة الاستهداف والانتياش بسهام التشفي والغبينة تنفيذا لاجندة واهداف معلومة.
تخيل عزيزي القارئ انك استيقظت صباحا ولم تجد شرطة ، كيف يمكن ان يكون الحال في التامين واجراءات منع الجريمة والقبض علي الجناة ، كيف ستغدو المحاكم ، المرور في الشوارع، اين سنجد الوثائق الثبوتية، الجواز والبطاقة وشهادات الرقم الوطني والميلاد ترخيص المركبات ومن سينفذ المعاملات المدنية ، كيف ستبدو الشوارع ومن سيضبط ايقاعها الامني ، ماذا سيحدث للسجون والنزلاء ، وكيف سيدخل الناس الي المستشفيات ويتلقون العلاج بلا ارانيك او اجراءات ، بل كيف سيتمكن المواطن من دفن موتاه، كيف سيكون الحال في الموانئ والمطارات، من سيضبط حركة السفر ، والي اي مدى سنكون قادرين علي ضبط وجود الاجانب، المقيمين والقادمين، ماذا سيحدث في حركة البضائع والجمارك، كيف ستنساب الي الناس، ومن سيفصل بين المتنازعين ويحفظ حق المواطن في الخصومات اذا ما اغلقنا دفاتر البلاغات ويوميات التحري واغلقنا اقسام الشرطة وسرحنا جنودها… وكيف وكيف؟!!.
بصراحة غياب الشرطة سيشل الحياة ويوقفها تماما ، سيسلبنا الامن والطمانينة، ويدخلنا في دولة يغيب عنها القانون وتكثر فيها الجرائم واخطاء الانسان في اخيه الانسان.. الشرطة موجودة في كل تفاصيل حياتنا وهي مهمة لاكمال اي جملة مرتبطة بحياة الناس.
الاحظ هذه الايام وجود هجمة ممنهجة علي شرطة السودان، نحن مع محاكمة كل من يخطئ في حق المواطن ولكن توجهنا للتصحيح ومحاسبة المخطئين ينبغي أن لا يقدح في نزاهة الشرطة وتوجهات منسوبيها الوطنية فقد عجمت كنانتهم معامل تدريب وإعداد وحد عقيدتهم تجاه الوطن والمواطن ووضعهم في (حزية) القومية المطلوبة للحفاظ على وطن مزقه الصراع العرقي والاستقطاب القبلي و انهكته (عمايل) الساسة الرعناء.
الشرطة ظلت تدفع فاتورة التغيير الذي طرأ علي البلاد منذ اندلاع الثورة، نزفت الكثير من القيادات في تصفيات مستمرة انتجها وضع ملغوم ومرتبك، فقدت رصيدا مهما من خيرة كوادرها وابنائها في سباق تسوية الصفوف بعد الاعفاءات المستمرة ومحاولات حفظ التراتبية.
قبل عدة ايام تابعانا كيف ان التعديلات الاخيرة في قيادة الشرطة قذفت بكثير من كوادرها المؤهلة الي خارج الخدمة امنياتنا لهم بالتوفيق في مقبل تجاربهم القادمة وهم كالغيث اينما وقعوا نفعوا.
منذ ديسمير 2019 شغل منصب مدير عام الشرطة ستة من القيادات، وهذا رقم قياسي لا اعتقد انه حدث في تاريخ العالم، هذا التغيير المستمر استلزم ترتيبات متواصلة اثرت علي كيان الشرطة وحرمته من وجود كوادر وتواصل اجيال ونقل خبرات بالضرورة الامر الذي سيؤثر كذلك علي اداء الشرطة في المرحلة القادمة.
هذه التحولات صاحبتها حرب كراهية ممنهجة ضد الشرطة ينبغي ان تضع اوزارها ان كنا حريصين علي وطن تسوده العدالة ويحكمه القانون وتظلله المدنية..فلنحترم الشرطة ولا نجعل منها دوما ( الحيطة القصيرة) والشماعة الجاهزة لتعليق اخطاء الساسة حكاما ومعارضين ، عسكريين ومدنيين.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى