أعمدة

فتح الرحمن النحاس يكتب في ( بالواضح).. الإرادة الوطنية بين خيارين.. ماذا سيختار البرهان..؟!

أفرغت حقبة قحت المقبورة كل مافي جوفها من عوامل الدمار التي لم يعرف مثلها تأريخنا منذ فجر الإستقلال وحتي ذاك الحين، فلم تسلم (الإرادة الوطنية) من الجرح الغائر، ولاتوفر (الحصن المتين) للسيادة والأمن والقرار الوطني، واتسعت دائرة (استهداف) الدين والخروج علي حرمات و(قيم) وسلوكيات المجتمع الموروثة، وتعرضت العدالة (لأبشع) صنوف الإنتهاكات وتبع ذلك تفشي (الظلم والأحقاد) والإعتقالات الجائرة، وأصيبت الحرية، و(حقوق المواطنة) في مقتل، وتحولت التنمية المنتظرة (لحكايات) من التأريخ القريب والبعيد، وتمدد الغلاء وعزًت لقمة الخبز، وافتقد التعليم الإستقرار، و(ذبحت) أحلام الشباب وتحولت جموعهم (لإحتياطي) للتظاهر والهتافات، …فكان لابد وقتها أن تمتلئ صدور الشعب (بالغبن) ويتلون الفضاء بالإحباط والأسي والخيبة جراء (ضعف وغياب) قيادة الدولة، وصمتها المريب والمخزي تجاه (الجرأة) في طعن وإيذاء الجيش والأجهزة الأمنية و(الإساءة) لضباطها وجنودها والتحرك المفضوح تجاه تفكيكها و(دك) بنيانها الراسخ..!!
*وإزاء هذا المشهد القاتم كان لابد أن تصوب الأنظار ناحية جيش السودان ليكون (طوق النجاة) من الإنهيار الوطني، خاصة وقد تعاظم (الغضب الشعبي)، واشتد صرير الأقلام النازفة (وجعاً) والراعفة بضجر وكدر وأحزان الأغلبية الشعبية، وقد جاء إعتصام القصر (ناطقاً) بهذا الغضب الشعبي، ورافضاً (لقتامة وبشاعة) ذاك المشهد الوطني، وانتظرت الجموع المتزاحمة أن يسفر الصبح عن (عافية) تعم الوطن…وبالفعل جاء (الخلاص) في 25 أكتوبر الماضي، وطربت الغالبية الشعبية وظنت أن زمن (الأسي) قد ولي إلي غير رجعة..!!*
*لكن قبل أن يبحر بنا الزمن الجديد، تأتي الرياح بما لاتشتهي (سفن الخلاص)، فقد خرجت قحت المقبورة من الباب، لتعود علي يد حمدوك من (الشباك)، والقيادة العسكرية تتفرج والبرهان قائد الجيش يمنح حمدوك (حرية إختيار) مساعديه ومعاونية وهذا يفعلها، ومن حيث يدري البرهان ولايدري (يمزق) بيديه الإتفاق المعلن بينه وبين حمدوك ويتجاهل (تعهداته) أمام الشعب…وتبقي العدالة في (سقمها) والسجون (مطبقة) علي السياسيين من رموز النظام السابق وآخرين غيرهم لم يسمع الناس عن (ذنب) ارتكبوه غير (الصدع) بكلمة الحق…وبقيت الشريعة الإسلامية (مغيبة) في ما أسموها بالوثيقة الدستورية، أما قوانين وإتفاقيات نصر الدين عبد الباري فهاهي تبقى بكل أمراضها، والعداء للجيش والأجهزة الأمنية والسخرية من البرهان تزداد كيل بعير…فكأنما قحت المقبورة تعود في هندام جديد بكامل فشلها وجوعها وغطرستها، بل وتكسب أكثر..!!
*الآن فإن البرهان بين خيارين لاثالث لهما فإما (الإنتصار) لإرادة وتطلعات الغالبية الوطنية المسلمة وإنقاذ الوطن من الحريق و(الدمار)، وإما الإرتماء في المشروع العلماني المأسوني اليساري وبيع الوطن (رخيصاً) وتكون خسرت الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين… فماذا ستختار يابرهان..؟!*

*سنكتب ونكتب…!!!*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى