مقالات

 قضايا شرق السودان الرؤية والمنهجية(1-2)..  بقلم المستشار فائز بابكر كرار

جاء اتفاق سلام مسار الشرق فى الباب الرابع من اتفاقية جوبا لسلام السودان تأكيدا للتوصل لحل دائم لقضايا شرق السودان لإيجاد تنمية شاملة وعدالة مستدامة .
اتفاق مسار الشرق ولد معلقا وموقوفا  والأطراف الموقعة ليست حكرا على تنفيذه ، تطبيق بنوده موقوفا على الاستكمال من مخرجات  المؤتمر التشاوري والية تنفيذه معقودة على لجنة مختصة بمتابعة التنفيذ.
فى المادة(11) من اتفاقية مسار الشرق نص على إرساء أسس السلم الاجتماعي بين مكونات الولايات وإقامة الورش والمؤتمرات اللازمة .
استكمال مستحقات السلام :-
جاء في المادة (34) ينعقد مؤتمر جامع لقضايا شرق السودان تشارك فيه كل القوى السياسية والمدنية والاهلية بشرق السودان،  وفى المادة (37) تعتبر توصيات المؤتمر جزءا مكملا للاتفاقية تلتزم الحكومة الاتحادية بتنفيذه ، وفى المادة (38) تشكل لجنة لتنفيذ الاتفاق .
هنا نستطيع القول إن الاتفاق الذي وقع باسم مسار شرق السودان جاء موقوفا على ضرورة الاستكمال وقيام المؤتمر التشاورى لشرق السودان ويعد هذا المؤتمر مكملا وينعقد تنفيذ المسار على تشكيل لجنة لتنفيذ الاتفاق يشارك فى تشكيلها الحكومة الاتحادية واطراف مسار الشرق والقوى السياسية والمدنية والاهلية بشرق السودان .
السمة البارزة والقيد القانونى فى اتفاقية مسار الشرق أنه جاء موقوفا على تنفيذ بنوده فى ضرورة قيام المؤتمر التشاوري لشرق السودان، وتشكل لجنة معنية بتنفيذه ، هنا نستطيع القول ان الاتفاق ولد معلقا على شروط تمنع تنفيذه منذ التوقيع عليه ، وفتح الباب واسعا للمشاركة وكل احتمالات الرؤى المختلفة. 
 مظاهر الاحتشاد والمطالب الاقليمية بين احقية المطالب وحماية المصلحة العامة فى تحقيق الأمن القومى،  وغياب الإرادة السياسية ومهددات  الانتقال الديمقراطي، أي  تحليل لقضايا شرق السودان يجب أن يستصحب شرح المطالب الاقليمية ، وسد ثغرات المطامع ، والنظرة الكلية لانسان الإقليم ،فإن اى منهجية للتعامل مع الأحداث لا تتبع ذلك لا تجدي نفعا في تحقيق مصالح الأمن القومى واستقرار الإقليم.
حماية المصالح القومية العليا للدولة لا تخضع لاستراتيجية المساومات ولا تخضع للمطالب السياسية للمجموعات،  وكفالة القانون و الحق فى المشاركة السياسية لا تعني تعطيل مؤسسات الدولة والمجتمع القومية، وعلى الدولة تنفيذ استراتيجيتها القومية وحمايتها تحت كل الظروف ومنع التهديدات لأجل تحقيق الأمن القومى.
مدخل اول : الالتزام بالاتفاقيات الموقعة  والابتعاد عن المواقف الأحادية ، والتحلى بروح الوطنية وتقديم مصلحة البلاد وشعبها.
مدخل ثانى : العدالة الانتقالية هى فن الموازنة بين تطبيق العدالة ومجابهة المخاطر،  و انعدام الارادة السياسية هى عقدة المشهد الان المتمثل فى الاستعداء وتشاكس الشركاء والإقصاء المجتمعى وخطاب الكراهية.
 والعدالة والتحول الديمقراطية لا يتحققان   إذا انعدمت  الإرادة  السياسية وعدم الالتزام ببنود الاتفاقيات المبرمة .
قياس الأمن يتم وفق نسبة التهديدات القائمة والمحتملة للمصالح العليا للدولة وهو جزء من سياسة الحكومة في تحقيق الأمن القانوني وسيادة القانون فى الحفاظ على المكتسبات القومية وتطبيق القانون، “وإن الحكومة التى لاتضمن تطبيق العدالة لاتستطيع حماية امنها القومى ”
أحداث شرق السودان وعلاقتها بالأمن القومى
“لا يقل الأمن الاجتماعي أهمية عن غيره من أنواع الأمن ، الاقتصادي والسياسي والعسكري”.
إن أي عملية تحول لا تتبعها عدالة سليمة وإجراءات عدلية ينفذ بها حكم القانون بواسطة منظومة عدلية وقضائية مستقلة لا تنتج أثرا ولا تخدم عملية التغيير والتحول الديمقراطي، والعدالة والديمقراطية لا تتحقق  إذا انعدمت  الإرادة  السياسية والتوافق وقبول الآخر، والعدالة لا تحقق بغياب سلطة التشريع والرقابة الدستورية،  وسمو حكم القانون صمام الأمان في تنفيذ متطلبات الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي والتوافق السياسي ، والتعايش السلمي والمجتمعي هى المخارج الامنة والضمان من المخاطر.
مبادئ استقرار المجتمع:-
من المسلم به أن واجب الدولة القانونى العمل على استقرار المجتمع والحفاظ على أمنه وتوفير سبل العيش الكريم إذ تعتبر من مبادئ حقوق الإنسان التي تتطلب ميزانية وعمليات حكومية شفافة تعمل على الحد من معاناة المجتمع وتوسع نطاق الحقوق الاقتصادية، وليست مجرد تطلعات برامج يمكن التراجع عنها والتبرير لعدم الوفاء بها، لذلك يجب إشراك المجتمع اشتراكا ذا معنى فى عملية صنع القرار وتمكينه من المراقبة،  وإنشاء المؤسسات والهياكل الاقتصادية التى يمكن عن طريقها مساءلة واضعى السياسات عن أعمالهم.
العدل دعامة لتحقيق الأمن والاستقرار المجتمعى، وضرورة اشراك المجتمع في عملية التشريع، وإن من أهم المبادئ القانونية مبدأ سيادة حكم القانون ، ويعد إنشاء مؤسسات معنية باحترام سيادة القانون أمرا حيويا لترسيخ الأمن الاقتصادى والاستقرار.
ان من يريد تنفيذ القانون عليه أن يسلك طريقه وقواعده ويلتزم بكفالة الحقوق كافة ، بالمقابل مناهضة اى قرار أو مطالب  يجب ان تكون وفق الآليات والقواعد المقررة قانونا بعد اتاحة المجال للتمتع بها للكافة دون حيف أو إقصاء ، والعدالة لا تتجزأ.
عدالة المطالب لا تبرر التخريب وتعطيل مصالح البلاد ، بالمقابل على الدولة وأطراف الشراكة السياسية عدم الاستثمار في الأحداث وخلق معسكرات اقليمية وقبلية تعطل من اجلها ماتم التوافق السياسي عليه ،فإن ذلك المسلك يعقد من حدة المشهد ويعمل على تفتيت و هتك النسيج الاجتماعي.
كيف تصنع الأزمات وتحقق المطامع ؟
الفهم الخاطئ للحريات السياسية والحقوق الاقليمية، وانسداد الأفق السياسي وانعدام الإرادة السياسية والتوافق بين شركاء التغيير والتحول الديمقراطي واحدة من أسباب صنع الازمات علاوة على المطالب الغير مؤطرة ،والإقصاء وعدم قبول الآخر،ومنهجية الادارات الاهلية ومكونات المجتمع فى شرق السودان فى التعامل والتعاطي مع أحداث الإقليم .
يجب عدم إغفال مؤثرات السياسية الخارجية في التأثير عن ديناميكا الأحداث التى يمر بها إقليم شرق السودان وإعادة قراءة تطورات الأحداث والأطماع الخارجية،  دون إغفال دور القوى المحلية في تأجيج الصراع، واتخاذ القرارات والمواقف غير المدروسة .
نواصل بإذن الله 
تحياتي مستشار  فائز بابكر كرار 
Faiz Karar 27/9/2021
Faizkararf77@gmail.com 

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى