بيانات

ماذا خسر السودانيين بفقدان الكيزان(1) بقلم : المهندس حامد عبدالرحمن على

ست وستون عام من الاستقلال ظلت بلادنا، مابين حكم مدني أو إنتقالي أو إنقلاب عسكري !!! فشلت الأحزاب السودانية في الإتفاق على أية صيغة توفيقية بينها حول نظام الحكم والدستور ، من ثم إخفاقها في تقديم حل لمشكلات البلاد المتراكمة بالإضافة لتردي الأحوال الاقتصادية مما مهد كل ذلك لتدخلات الجيش لإقصائها من الحكم، مستغلاً السخط الجماهيري المتزايد بتأزم الأوضاع في البلاد.
كان إستيلاء الجيش بقيادة الفريق إبراهيم عبود على السلطة في 17 نوفمبر 1958م، أول ضربة لنظام التعددية الحزبية (المتشاكس) ومقدمة لسلسلة طويلة من الانقلابات العسكرية والتي وجدت هي الأخري مسوغاً لفعلها ومنها دخلت بلادنا الحلقة المفرغه (انقلاب عسكري ..حكومة انتقالية .. حكومة مدنية).. ومانعيشه اليوم جزء من هذه التراكمات المستمره للأزمة بصورتها الكاملة ….
فثورة الإنقاذ الوطني أيضاً جاءت لتعالج ذات الإختلالات وتضع حداً لذات الأزمات والمشكلات المتراكمة لمخلفات وتركة القوي السياسية(لو شالها كلب… ) !!! فقدمت في ذلك الدماء والاشلاء كفاتورة لمواجهة الإستهداف ومقاومة الإنهيار !!! ومن أجل صون وعزة البلاد ووقف نزيف الدماء !!! ومنع التدخلات الدولية والإقليمية..وبموجب ذلك إنتظمت مفاوضات السلام وموتمرات الحوار ليشارك الجميع في مستقبل بلادهم دون إقصاء لاحد.. فضلاً عن تنفيذ المشاريع التنموية والبنية التحتية في كافة المجالات والتي أحدثت نقلة نوعية في تطور البلاد ونهضتها فتغير الحال من إبن إفريقيا المريض الي أسد إفريقيا وقائد عزها وشموخها..
فكانت مسيرة الثلاثون عام من العطاء والتضحيات الكبيرة أعادت التوازن للمشهد السياسي وخلقت إستقرار في الحياة الإجتماعية والإقتصادية وصار السودان علماً بارزاً في المعادلة الدولية وفي توازن المنطقة باثرها رغم إستمرار الإستهداف لمشروع البلاد الوطني وتوجهها القيمي !!! وذلك بتأجيج الصراعات والحروب الإستنزافية وفرض الحصار الدولي والاقتصادي من أجل شل القدرات والعمل على تدهور الأوضاع في كافة أطر الحياه !!! للحكم بفشل المشروع الإسلامي في السودان…
فجاءت الثورة المصنوعة لتكون خاتمة المطاف لإسقاط النظام عبر إنقلاب تم التحشيد له من القوي السياسية المتهالكة تحت شعارات (الحرية والسلام والعدالة) .. مطالبين بنقص الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية حينها رغم وجود الإرادة لحلها ومعالجتها.. فكان ١١/إبريل ٢٠١٩م خاتمة لإعلان الإنقلاب من قادة الجيش حينها ومنا هنا بدأت حقبة جديده قائمة على الإنتقام والتشفي والشيطنة لكل الشرفاء والأفياء من أبناء هذا البلد مابين معتقل ومسجون ومظلوم …
……سنواصل….

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى