أعمدة

د. طارق عبدالله يكتب في (المحجة البيضاء) .. إغتيال بريمة ..تحت الجريمة وميض نار

× كان ممكن أن تكون جريمة إغتيال العميد شرطة ـ علي بريمة ـ عادية نفذها ثائر غضبان أو مندس وهي بتلك الوصفة لاتتعدي أن تكون تصرف فردي مرفوض من القائمين على أمر المواكب وقادتها يتبرئون منها تحت زرائعاً شتى ، ولكن المتابع للحملة الإعلامية التي صاحبت جريمة الإغتيال ومحاولة اللصاق التهم بجنود الفقيد والتشكيك في مقتله قبل يوم من الموكب يؤمن أن الجريمة ورائها عمل مرتب ومنظم وأنها ليست وليدة الصدفة وقد لايكون الترتيب مستهدف العميد في شخصه ولكن الواضح كان هناك ضحية من الشرطة أُعد لاغتياله لهدفاً سيتضح من خلال التحريات مع المقبوض عليهم .
× كانت سرعة التعاطي الاعلامي بالتشكيك في جريمة القتل مثار دهشة الكثيرين وقد جنحت لاساليب عديدة لتضليل الراي العام ،كل تلك الدلائل تثبت بما لايدعو مجالاً للشك أن الجريمة مرتبة ولم تغفل الجانب الاعلامي الذي نجح في تضليل بعض (السذج ) وهو مؤشر يدق ناقوس الخطر الى أن هناك أيادي دموية اتخذت مقعدها في مواكب الثوّار لتقوم بتنفيذ عمليات إغتيال على تلك الشاكلة وأن تلك الايادي ستنزع من الثوًار السلمية التي يراهنون عليها وانها بداية للمواجهات بين القوات الامنية والمجموعات المسلحة .
×يؤمن الجميع أن الخرطوم ستشهد مواجهات مسلحة ، ويتوقع البعض أنها ستكون بين (الجيش والدعم السريع )أو بين (الجيش والحركات المسلحة )او (الدعم السريع والحركات المسلحة ) ويشيعون بوجود خلافات بين قادة تلك القوات وعدم رضاء بوسط القاعدة ولكنها تحليلات في تقديري ليست الا جزءاً من الحملة الإعلامية للفتنة بين المكونات العسكرية تكذبها الحقائق أن القوات النظامية والدعم السريع وجيوش الحركات المسلحة تربطها مصالح وإتفاقية وأن الإحتراب بينها بعيد جداً ولكن الحرب ستخرج من بين صفوف المتظاهرين .
× قد لايربط الكثيرين بين ظاهرة التجنيد والرتب العسكرية التي شهدتها الخرطوم بعد التوقيع على اتفاقية السلام بمدينة جوبا بعد أن قامت قيادات هاربة من قادتها بالمناطق المحررة للعاصمة ومارست حياتها وفور التوقيع عادت لتقوم بممارسة الاحتيال بتجنيد عناصر مقابل المال فاصبحت قوى كبيرة اخذوا يساومون بها قادة الحركات الذين رفضوهم ،فاصبحوا اجسام لها مقرات وقوات واسلحة واليات وفرضت واقع أنهم تشكيلات عسكرية يجب أن يتم دمجهم في بند الترتيبات الامنية باتفاقية جوبا تلك المجموعات هي الاقرب لحمل السلاح وإدارة الحرب الاهلية داخل الخرطوم ويبقى أن التراخي وعدم الالتفات لتلك الظواهر السالبة يضع الخرطوم على شفا الهاوية ومايدل على ذلك عمليات نهب مقرات اليومانيد بدارفور

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى