الأخبار

مصطفى ابوالعزائم يكتب : (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. فوضى بلا كوابح …!*

ليس لديّ أدنى شك في إن هناك من يسعى لزراعة الفوضى في بلادنا ، فوضى مدمّرة وغير منتجة ، تخدم مصالح زارعيها ، بينما لا تخدم السّودان وأهله .
لست ضد ثورة الشّباب ، ولا أريد أن أكون ضدّهم في يومٍ من الأيام ، فالتمرّد والإحتجاج جزء من طبيعة هذه المرحلة العمرية ، التي يحلم أصحابها بواقع جديد ، غير الواقع الذي يعيشونه ، هو واقع يعبّر عن تطلعاتهم في الغد الأفضل ، لكنني مع ذلك أكاد أوقن بأن هناك من يريد لهؤلاء الشباب أن يتحركوا في إتجاهات غير التي يريدون ، بل يريدون الدفع بهم إلى أتون المحرقة ، لذلك أرى أنه من المحزن والمخزي لنا جميعاً هذا الذي يحدث من تقتيل وإصابات في كل موكب أو مظاهرة ، كلنا مسؤول عمّا يجري ، وهذا يكشف لنا عجز القوى السياسية التي عجزت عن إستقطاب الشّباب وإقناعهم ببرامجها ، ويكشف بجلاء عن غياب مشروع وطني مُتفقٌ عليه من الجميع ؛ وهو ما يعطي الفرصة ل ( الأيدي الآثمة ) للتدخّل ، وتفرّق بين أبناء الوطن الواحد .
لابد من جهة ما تضبط الحراك الشعبي المجتمعي والحزبي ، جهة تستند وتعتمد على قواعد العمل المهني غير المنحاز ، تعمل على ترسيخ مفاهيم الأمن والذي هو أحد قاعدتي الإستقرار في المجتمعات ، بعد معاش الناس ، فقاعدة الإستقرار كما ظللنا نكتب منذ وقت طويل ، هي ما جاء به القرآن الكريم في سورة قريش ، إذ قال المولى عز وجل : ( لإيلاف قريش .. ايلافهم رحلة الشتاء والصيف .. فليعبدوا رب هذا البيت .. الذي أطعمهم من جوع .. وآمنهم من خوف .) صدق الله العظيم .
إذاً الأمن قيمة عظيمة بها تستقر الأمم والدول والمجتمعات ، ونستطيع القول إن قرار رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، الذي أصدره قبل نهاية العام ، والخاص بإعادة سلطات جهاز الأمن والمخابرات العامة ، قد منح هذا الجهاز الذي لا غنىً لدولةٍ عنه ، منحه الحق والقدرة في التصدّي لكل المهدّدات التي تواجه البلاد ، وقد أثبت الجهاز قدرته تلك في كشفه لخلايا إرهابية من خلال عمل استخباراتي دقيق ومعقّد ، وهو قد إستطاع في فترة وجيزة بالتعاون مع بقية مكونات المنظومة الأمنية ، من ضبط عمليات تهريب البشر والسلاح وتجارة المخدرات ، ومحاصرة الجريمة ، وإنتشار عمليات السلب والنهب في كل البلاد ، هذا غير الصراعات الإثنية والقبلية التي أطلت برأسها من جديد .
نحن نخشى على بلادنا وعلى شبابنا وبناتنا من أي تدهور في الأوضاع الأمنية ، لأنهم سيكونون هم الضحايا ويكون الوطن أيضا ،لذلك نتمنى أن ترقى أحزابنا ومؤسساتنا الحزبية والسياسية وترتقي إلى مستوى المسؤولية ، وأن تعمل على نشر الوعي السياسي بين أبنائنا وبناتنا ، وأن تواجه التحديات الكبرى التي تواجه بلادنا ، وأن تبادر بتقديم كل ما يمكّن بلادنا من تجاوز هذه الأوضاع الحرجة ، وقد سعدنا حقيقةً بتصريحات سابقة لمدير جهاز المخابرات العامة ، الفريق أول أحمد إبراهيم علي مفضّل ، التي قال فيها إن جهاز المخابرات العامة سيعمل على تقديم وتبنّي المبادرات الوطنية التي تعمل على إخراج بلادنا من وهدتها إلى أفق جديد وآمن ، مع ترسيخ مبدأ المهنية والإحترافية والقومية في عمل الجهاز .
دعونا جميعاً نعمل من أجل وطن حر ، وطن تكون فيه شعارات ثورة ديسمبر ( حرية ، سلام ، وعدالة ) واقعاَ حقيقياً لا مجرد شعارات نخرجها عند اللزوم .

Email: sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى