أعمدة

د. عمر كابو يكتب في (*ويبقى الود) .. فولكر .. هل وعيت الدرس؟!

لا أتفق مع الرأي الذي قال أن التعيس فولكر رفض الخروج لاستلام المذكرة الشعبية الرافضة له ووجوده في البلاد وتدخله السافر في شأننا الداخلي استخفافًا وعنجهية وغطرسة٠
كلا وألف لا فهذا الأحمق لم يخرج للجماهير المحتشدة لأنه أصيب بحالة من التردد والذهول والخوف من هذه الجماهير الضخمة التي خفت سراعًا لمجرد دعوة عادية تمت عن طريق (الواتساب) من منسقية حملة (سودانيون) من أجل السيادة فإذا بالملايين من أبناء الشعب يهرعون إلى الشوارع ينتظمون فيها في مشهد مهيب وبديع لم تألفه الخرطوم حماسةً وتنظيمًا وتنسيقًا واحتشادًا..
ما أصابه بالذهول والاضطراب وجعله في حالة من الحيري والارتباك إلى الحد الذي عطل لديه التفكير السوي و أفقده القدرة على تحمل صدمة المفاجأة التي خلطت وعقدت حساباته والتي لطالما صورت له قيادات اليساريين أنهم القوى السياسية الوحيدة التي بيدها وفي استطاعتها تحريك الشارع وحشده وتحديد مساراته لا ينزاعهم في تلك الملكة إنس ولا جان فعاش هذه (الوهمة) إلى درجة أنه لم يطلب قوة معضدة لتأمينه ولم يتهيب الحضور للمكتب فداوم دوامه العادي اعتقادًا جازمًا في دعاوى تلك القيادات الفجة فكانت المفاجأة التي أدخلت الرعب إلى نفسه وملايين الشعب السوداني تحاصر مكتبه مطالبة بطرده ومغادرته الفورية للسودان وهي تهتف بقوة وحماسة وشراسة:-
نحنا الشعب الديمة مصون
مابحكمنا حفيد غردون
ارتعدت فرائصه ومترجمه الخاص يفسر له:-
نحنا أحفاد المهدي ودقنة يا فولكر ما تهددنا
مشهد رهيب أخافه وأرعبه وجعله يتمنى ألف مرة لو تسوى به الأرض وربما ردد في سره ((يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا ))
ومن المؤكد حتما أنه تذكر في تلك اللحظات القاسيات وهو يشاهد من كاميرات مكتبه أو من خلف نافذة هدير أصوات الحشود مقتل غردون باشا وتدبر ميراث شعب له سجل ناصع حافل خالد في التضحيات والبطولات٠
كم وكم قابل الموت في صبر واحتساب وصمود بلا وهن ولا انكسار ولا خذلان لقد قرأ بطولاتهم وسمع بها..سمع بالفدائي الشهيد البطل عبد المنعم الطاهر وهو يخطب خطبته الأخيرة في جنده ثم يسبقهم في رحلة عروجه إلى الله شهيدًا : -((بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على أشجع الرجال وأقوى الرجال المصطفى صلى الله عليه وسلم وزي ما قال سيدنا موسى وعجلت إليك ربي لترضي عجلنا إلى هنا ما جئنا لدنيا نصيبها أو امرأة ننكحها ولكن جئنا لنصرة دين الله ونقيم المعطل من الحدود..
وإحنا يارجال أماتنا لمن ولدننا ما كحلننا بكحل كحلننا بالشطة عديييل..
وإحنا أبواتنا علمونا بطن كرعينا مايشوفا راجل.
وإن شاء الله يلاقونا وإن شاء الله يلاقونا
مافي دفن دقن يارجالة الله أكبر
والله ناكلهم بسنونا وخلاصة القول أنا أغلقت الفما
وتركت للرشاش أن يتكلم))..كانت آخر ماقال شهيدنا قبل أن يتقدم جنده للمعركة في بسالة تعز على الرجال
لأجل ذلك نظلم هذا التعيس إن ظننا به خيرًا أنه رفض الخروج غطرسة منه وتعاليًا.
أجل هذا الجربوع لم يخرج لأنه خاف بطشة شعب ظل فيه عبدالمنعم الطاهر (قرن شطة) قائدًا ودليلاً وأميرًا وسراجا منيرا
حشود أول البارحة بداية معركة جلاء المستعمر الغازي الغشيم..
معركة هيأ الشعب السوداني لها نفسه وهو يعلم صعوبتها وكلفتها وأهوالها فأعد لها عدتها وحسب لها حسابها فإما أن ينتصر وإما أن ينتصر وكيف لاينتصر؟؟!! وكلمات الشهيد عبدالمنعم الطاهر مازالت ترددها الألسن وتعيها القلوب عن إدراك ومسؤولية..
فهل يعقلها هذا الأحمق التعيس أم يعمي الله بصيرته فيهوي إلى الجحيم عبرة لكل المرجفين في الداخل والخارج؟ ..
ختامًا إني لأرجو من ياسر عرمان رمز الخيانة الوطنية أن يترجم له كلمات الشهيد الفذ عبدالمنعم الطاهر إن لم يكن قد قرأها أوسمع بها بعد أن يقدم له شرحًا وافيًا مستفيضًا لبسالة وإقدام شعب رفض المساس بجزء من ترابه فحارب عشرات السنوات من أجل جزء من أراضيه فكيف يكون الحال إن كان المفدى وطنًا كاملا بحاله؟ وطن في جلال وروعة وبهاء السودان و (الله أكبر وهلا هلا علي الجد)٠٠٠
حاضرة:
إطلاق سراح المعتقلين السياسيين مطلب عادل نوجهه لكل طاغية مستبد يرفض الحرية لأبناء شعبه إرضاء ((للخارج)) اللئيم٠

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى