أعمدة

احمد عبدالوهاب يكتب في (فنجان الصباح) .. لا بديل للإنقلاب سوى (الإنقلاب) !!

لو كنت مكان (اليسار) السوداني لما وسعني غير أن أقوم ب(انقلاب) عسكري.. (سجن سجن)!! ( غرامة غرامة)..
إذ ليس لديه ما أخسره.. بل إن الخسارة الكبرى، والضربة القاضية، هي في الانتظار البليد ل(معجزة) يسارية تعيدنا للسلطة.. إن الخطأ القاتل يكمن في انتظار الطوفان العسكري، وهو يكتسح ماتبقى من ضفاف عجاف، وجزر يسارية معزولة..
طوفان عارم سيفكك ما بنيناه في عموم مفاصل الدولة، منذ سقوط الانقاذ.. فكل ما جمعه النمل اليساري في أعوام، يطأه ويبعثره الفيل العسكري في أيام ..
..و اخ من ده الوحيح المابفارق دربي..
لقد وجدنا ثورة هاملة فسرقناها، وحكومة بلا غفير فسطونا عليها.. لقد كانت فرصة من الذهب الخالص، لا يجود بمثلها الزمان السوداني، ولا ينالها الحظ اليساري المنكود، ولا يوجد مثلها ومثالها لا في اليمن الجنوبي، ولا في أمريكا الجنوبية،، ولا في جنوب الحزام..
إن اليسار السوداني كان قد اختصره (الدوش) في (الضل الوقف مازاد).. ولكن هذا (الضل) (الرقراق) نراه يتراجع اليوم، وينقص باضطراد.. ويظل اليسار ممزقا، ما بين حزن الغنا، وانحسار الشارع، ونوستالجيا الامس. ودياسبورا المنافي.. كشاحنة في رمال المفازة، لم يبق لها سوى جاز المصافي..
كانت السلطة على بعد خطوة. وعلى قيد رمح، بعد أن تم إحكام الخناق على شارع بلا قيادة وسوق حكومة بلا خطة، ورئيس وزراء بلا إرادة .. لقد دخل خريجو مدرسة الكادر لكل المرافق والوزارات.. وبسطوا سيطرتهم على كل مفاصل الدولة، وكل دواوين الحكومة..
وتم طرد الكيزان من الخدمة المدنية، ومن المؤسسات العسكرية. واقيم بدل تمكينهم العميق (تمكينين) علي طريق (لينين) .. وتم بناء تحالف صلب مع حركات التمرد، لتكون ذراع اليسار العسكري، وعصاه التي يهش بها علي القطيع الحزبي المغفل..
ومع ما لدى اليسار من خلايا (نايمة) وأخرى (حايمة)، سيكون الذراع العسكري القوي في انتظار ساعة الصفر .. ولا بد أن يكون هذا الانقلاب مكربا والتصحيح محكما يتفادي كل أخطاء انقلاب (هاشم العطا) القاتلة.. أخطاء قادت القادة الكبار للمشانق.. وقادت اليسار ليمشي طريق الاحزان، ويلبس ثوب الحداد حافي حالق..
ولهذا لا بد للانقلاب أن ينجح ، وبأي ثمن، فلنا مع الجميع ثأر قديم..
ان أي تأخير للانقلاب، يضرب الخطة في مقتل، ويضعضع موقفنا ويشد من ازر العسكر.. ولات ساعة مندم..
ان اخطر مافي هذا التاخير الوخيم.. وتقدم العسكر الظافر انهم سيفتحون لامحالة كل الدفاتر القديمة والجديدة، وسينكشون المستندات، ويقلبون الاحجار الساكنة.. وسيطلقون يومها مارد فسادنا المخبوء ببدلة (حمدوك).. ولجنة التمكين، ودخان لجان المقاومة.. ويومها سينكشف المستور، ويفتضح كل مخبوء، من مال مسروق.. او (دم مسفوك) في الحراك الثوري عبر السنين.. خصوصا فض الإعتصام .. الطعم الذي صنعناه بذكاء ، ووضعناه بإحكام، وابتلعه العسكر.. لطخنا به ثيابهم وسمعتهم، وغسلنا أيدينا من الدم الحرام.. ومسحنا (خشومنا) من عطايا الغرب السخية..
سيتتبع العسكر الخيط إلى كل دولار أخضر، دخل جيوبنا.. وما اكثر ما دخل هذه الجيوب من دعم السفارات.. ومال المخابرات.. وسيصل العسكر إلى (اتر) كل الضحايا الذين سقطوا في الحراك الثوري الذين كانوا يتساقطون وسطنا كاوراق الخريف وكنا نظن أننا قد أضعنا الاثر في الموية…
لقد تساقطوا بالجملة وبالقطاعي.. ولا أحد منهم.. لا الضحايا ولا العسكر، ولا الثوار يعرف من أين انطلق الرصاص..
بينما الرصاصة لا تزال في جيبي..!!
لا حل في (جبهة) اليسار السوداني من انصار لينين إلى (فرع الرافدين) سوى في انقلاب دموي.. انقلاب بتخطيط محكم وصارم..
حل واحد لا ثاني له..
انها مهمة انتحارية.. لا مراء..
مهمة من أحرق كافة مراكبه..
ومهمة من ليس لديه ما يخسره..
ومهمة من ليس لديه بديل غير الانقلاب..
حيث لا بديل للانقلاب.. غير الانقلاب..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى