تقارير

دول (الترويكا).. إستعجال تنفيذ اتفاق سلام السودان وتقاطع الأجندة؟!

ز
وضع كثير من المراقبين العديد من التساؤلات امام طلب بريطانيا وفرنسا الاسراع والتعجيل بتنفيذ اتفاق السلام المبرم بجوبا؛ خاصة اذا علمنا ان العائق الوحيد امام تنفيذ الكثير من مصفوفة السلام هو عجز التمويل! الذي تعهدت به مجموعة الترويكا ومنها الدولتان صاحبتي المطالبة! بما يجعلنا نستعجب من هكذا دعوة ناتجة ممن هم اولى بها نتيجة قصورهم وعدم الايفاء بما التزموا به من تمويل عملية السلام بحكم رعايتهم له وهم يعلمون سلفا ان البلاد في اعقاب ثورة علي نظام ديكتاتوري وما اسقطه سوى الانهيار الاقتصادي الذي وضع الحكومة الانتقالية امام دولة بخزينة فارغة تماما! مما يعني ان هذه الحقيقة لم تكن غائبة عن هذه الدول وهي ترعي مشروع بناء السلام بالبلاد الذي يتوقف علي المال وما وعدت به هذه الدول من تمويل!
اذن لماذا تستعجل الترويكا السودان في التنفيذ وهي تعلم يقينا اي مساعدات قدمت من أجل هذا التنفيذ؟ وجميعنا نذكر ماثار من خلاف واتهامات بين الحكومة واطراف السلام سابقا نتيجة تاخير تنفيذ الترتيبات الامنية ليتضح ان ذلك كله كان ناتجا عن عدم ايفاء المانحين بما وعدوا به لهذا الجانب من المصفوفات الخاصة بتنفيذ اتفاق السلام!
وامام هكذا موقف ينطرح سؤال مركزي بعيدا عن نظرية المؤامرة وفوبيا الاستهداف وخلافه مما هو سائد مما يتم التعلل به في مثل هذه الحالات؟ وهو لماذا كل هذه العجلة والمطالبة بها ماالذي ترجوه الترويكا من تنفيذ غير موضوعي؟! لماذا يريدون ان يتم تنفيذ غير دقيق وبه عيوب نتيجة الاستعجال دون اي توفير لاي مطلوبات واقعية تعمل علي تثبيت وبناء السلام حقيقة في ارض الواقع مما يقود لانتكاسات اخطر مما لو تم تأخير تنفيذها مع احكام وضبط وتوفير لكامل المطلوبات؟!
هل لهذا الاستعجال علاقة بما يمكن ان يظهر من تحالفات جديدة مابين حركات الكفاح المسلح التي لم تنخرط في عملية الاتفاق بعد؟ ام ان له علاقة بتقاطع اجندات دول المجموعة نفسها ومصالحها في البلاد؟!.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى