أعمدة

لواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب في (قيد في الأحوال) .. أحزابنا السودانية.. فاقد الشيئ لا يعطي ولا يغيث!!!

العمل التطوعي هو الخدمة التي يقدمها الإنسان لأخيه الإنسان وقت الأزمات والحوجات ، دون التفكير في الأجر ، وذلك بتقديم يد العون للمحتاجين ، وخاصة في مثل هذه الأيام التي يعاني فيها الوطن من كوارث وسيول وفيضانات وأمطار ضربت الكثير من مناطق السودان ، أهمها الدمار الذي لحق بمنطقة المناقل وماجاورها، الأمر الذي جعل معظم سكان تلك المناطق في العراء ، دون مأوى وغذاء .

هذه الفاجعة التي ألمّت بالسودان، قد زادت الطين بلّة، إضافة لوضعه السياسي والإقتصادي والأمني المائل المنهار ، وتداعت كل الدول من حولنا وتفاعلت وخاصة الأشقاء العرب ، حيث أكدوا مواقفهم الثابتة مع السودان في الكوارث والأزمات ، وسيّرت المملكة العربية السعودية وقطر ومصر والإمارات العربية جسوراً جوية من المواد الغذائية للمتأثرين ، وقد وقف سفير السعودية، على بن حسن جعفر، بنفسه بمطار الخرطوم ، خلال اليومين الماضيين ، على الإعانات التي قدمتها المملكة، وناشد السفير القطري بالخرطوم ، السيد الكبيسي، المجتمع الدولي لمد يد العون للسودان.

رغم الفاجعة والمصاب الجلل الذي تفاعل معه العالم من حولنا إلّا أنه كان تفاعل أحزابنا السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكياناته بطيئ جداً، مقارنة مع حجم الحدث الذي أودي بحياة أكثر من ثمانين شخص، وترك آلاف الأسر بدون مأوى.

أحزابنا التي يملأ رؤساؤها وسائل الإعلام ضجيجاً، وخاصةّ في قنوات الجزيرة والعربية والحدث ، والتحليل في الشأن السياسي ، هم عندما جاءت “حوبتهم”، ووقعت الكارثة الآن ، لزموا الصمت !…. ولماذا لايلزمون الصمت ، وكتبنا أكثر من مرة بأنّ هذه الأحزاب معظمها فرقعة إعلامية، أحزاب معظمها لم يقيم مؤتمرات تأسيسية لتقنِّن وجودها على الساحة السياسية بصفة قانونية وشرعية ! ، في الوقت الذي تطالب فيه غيرها بالشرعية ! “وفاقد الشيئ لا يعطيه”! أحزاب معظمها ليس لها عضوية مسجلة !،.. وإلّا .. فأين أمانات شباب الأحزاب لتتقدم الصفوف ، وتدخل القرى المنكوبة، وتغيث الملهوف ؟!… أحزاب معظمها ليس لها دُور مفتوحة تعج بالعضوية !، أحزاب معظم رؤسائها الذين يعتلون المنابر السياسية الآن هم بدون سند شعبي ، ولم تأتي بهم قواعدهم عبر انتخاب من داخل جمعيات عمومية. ولنبدأ من حزب الأمة القومي ! ، والحزب الاتحادي الديمقراطي، والمؤتمر السوداني، والحزب الشيوعي، والبعثي والناصري الاشتراكي، وقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” وقوى الحرية والتغيير “التوافق الوطني” وغيرها…من الذي رشّح وفوّض قادة تلك الأحزاب ليفاوض باسمها ؟!!… بل ليتحدث مجرّد الحديث باسمها؟؟!…وإني أتعجّب أشدّ العجب من قنوات عربية تدّعي أنها منابر حرّة للديمقراطية.. هل سألت يوماً واحداً رئيس حزب سوداني من ضيوفها عن إثبات هويّته التي استمدّ منها شرعيته ليتحدث باسم ذلك الحزب؟!.. وهل ذلك الحزب مسجل رسمياً في سجلات أحزاب السودان؟؟!… ومتى كان قيام آخر مؤتمر عام لذلك الحزب؟!.

الجواب .. صفر كبير ! ..

والدليل لم يشهد المواطن السوداني منذ عهد بعيد مؤتمر تأسيسي أو جمعية عمومية لحزب لينتخب لجنته التنفيذية.. إذ كل هؤلاء الذين يدّعون أنهم رؤساء أحزاب ، هم رؤساء “صوريّون” !!… شخصيّات تفرض نفسها فرضاً.. وتحشر أنفها حشراً في الشأن السياسي !!، حتى أمست مسخرة.. يسخر منها أدنى سوداني في “أولى سياسة”!!… وهذا هو شأن كل من يدّعي أنه مسئول ولم يأت عبر المؤسسية ! … حيث أنّ أساس المؤسسية هو الجمعية العمومية التي تختار قادتها بالأغلبية المطلقة ، أو “نُص زايد واحد”…. وهذا ما لم يحدث في السودان من قبل أكثر من خمسين عام !.. معظم من يعتلون قيادة الأحزاب الآن ، إمّا بالعامل الوراثي ! ، أو بعامل “الكنكشة”!، واللّهِ إنه لأمر مؤسف ومخجل ومخزي، حين تفرض نفسك على زعامة القوم وقيادتهم !!!
وقطعاً قيادات مثل هؤلاء لايُرجَي منهم رجاء، والدليل ، أكثر من ثلاث سنوات من عمر “تسقط بس”، وهم “قاعدين بس”!!.. ومازالوا… ويقعدون “فوق قلب الشعب السوداني” الذي مات قلبه هو الآخر !!… والإختشوا ماتوا !!.

والله المستعان

لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
25 أغسطس 2022

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى