أعمدة

هيثم محمود يكتب .. الحرب الروسية الأوكرانية.. إعادة تشكيل العالم

*الحرب الروسية الأوكرانية أكدت جبن الغرب وعدم قدرته على المواجهة، ففي الوقت الذي وعدت فيه أوروبا أوكرانيا بالدفاع عنها تجاه أي عدوان روسي وحملتها على الحرب لم يتجاوز دفاعها عمليات الوعيد والتهديد وحشد العالم للتنديد!!.*

*في الوقت الذي تقتحم فيه القوات الروسية كييف وينزح فيه حوالي نصف مليون أوكراني تعلن أوروبا عن عقوبات إقتصادية على موسكو ودعم لوجستي لن يعيد الأمن لكييف ولن يوقف القصف الروسي!!.*

*الحرب الروسية الأوكرانية أسقطت قناع الحريات الذي يتدثر به الغرب وأكدت على دكتاتورية أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية فقيامها بحظر مؤسسات إعلامية روسية مثل (روسيا اليوم واسبوتنيك) يؤكد عدم إستعداد الدول التي تدعي حماية الحريات لسماع الرأي الآخر.*

*الحرب كشفت حقيقة أوروبا ودول عدم الإنحياز التي يجب أن تكون رأس الرمح في حل مثل هذه القضايا، لكنها سقطت في الإمتحان ونزعت عباءة الحياد وانحازت لصالح أوكرانيا بإعلان السويد عن دعم عسكري لأوكرانيا.*

*معطيات الحرب على أرض الواقع تشير إلى أن السلاح وحده مهما بلغت قوته لن يقاتل فانهيار دفاعات أوكرانيا في أول ساعات القتال وفشل الترسانة الروسية في اقتحام كييف لخمسة أيام تؤكد أن العقيدة القتالية والخبرة في الحرب أهم من قوة السلاح.*

*العقوبات الإقتصادية على روسيا وإخراجها من نظام التحويل المالي العالمي (سويفت) سلاح ذو حدين سيتاثر به الغرب أكثر من روسيا التي تمتلك نظاماً بديلاً للتحويل المالي بالإضافة لامتلاكها لسلاح الغاز الذي لن تستطيع قطر وإيران حله وسد الفجوة فيه بالإضافة للقمح الروسي الذي يمثل أكثر من ٢٣% من استهلاك العالم و٧٥% من استهلاك أوروبا والشرق الأوسط.*
*من المفارقات الغريبة أنه في الوقت الذي تزيد فيه أوروبا من حدة التصعيد وافقت أوكرانيا على التفاوض مع روسيا في بيلاروسيا التي فتحت أراضيها واجوائها لعبور القوات الروسية بل وارسلت جنودا لدعم روسيا!!.*
*إعلان الرئيس بوتين وضع قوة الردع النووي تحت حالة التأهب القصوى يؤكد أن الدب الروسي تجاوز غزو أوكرانيا لحرب شاملة على دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) مما يشيء بحرب عالمية ثالثة.*

*الواقع يؤكد أن الحرب الروسية الأوكرانية ستعيد شكيل العالم على نحوٍ جديد وأن العقوبات الإقتصادية على روسيا لو تم تنفيذها ستؤدي لأزمة مالية عالمية جديدة.*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى