أعمدة

(الراصد) .. فضل الله رابح .. فولكر .. ورجل إفريقيا العنيد ..!!

لا شك أن حراك مسؤول بعثــة يونتاميس بالسودان فولكر بيرتس ومحاولاته المستمرة لتبني مشروع الطرف السياسي الفاشل ( الحرية والتغيير) صنع صراعا عنيفا بينه والإتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد قبل أن يواجـه فولكر الكتلــة السودانيــة الصلبـــة صاحبـة رأس المال الشعبي والسياسي الأكثر رسوخا وتطورا وهي القوي السودانيـة الشعبية والسياسية الحية التي تجاهلها فولكر في مقابلاته وتخطاها في تقريره التجميعي للقاءاتـه بالقوي التي سماها القوي السودانيــة الواسعـة وهي في حقيقتها مجموعات ضيقة وصغيرة ولم يتعد التقرير سوي أنــه جماع رؤي سياسية لتجمعات وواجهات وتنظيمات متوافقـة مع المجموعـة الدوليـة المتآمرة علي السودان كوطن وليس نظام سياسي محدد .. إن تجاهل فولكر للقوي السياسية والاجتماعيـة الفاعلـــة والمؤثرة في إستقرار السودان ومحاولته إظهار السودان كدولة أكثر تخلفا متجاهلا بذلك كل الإرث والتجارب الوطنيـة منذ الإستقلال مرورا بـ ثورة 1964م ثم إنتفاضــة 1985م وحتي الإنقاذ ذلك مثل المؤشر الذي جعل فولكر ينجب مبادرة سفاحا ويدعمها بحفنــة من سارقي مجهود السودانيين وحاصدي ثمار ثوراتهم وثرواتهم عبر الحقب التاريخية .. إن التلخيصات المشوهــة التي وردت في تقرير فولكر الأخير ومحاولتـه تجاهل الحقائق الماثلـة في توصيفـه للراهن السياسي السوداني هو من جعل الإتحاد الإفريقي يسعي لتصحيح أخطائه السابقـة وسحب إعترافـه بمجموعة سياسيـة صغيرة وإسناده لها في تشكيل مافيا نهب المبادرات والإتفاق علي الوثيقة الدستورية وتشكيل الحكومتين الانتقاليتين الفاشلتين .. إن تراجع الإتحاد الإفريقي عن دعمه المطلق للحرية والتغيير وهيكلها السياسي الفاسد هي خطوة مهمة في طريق الاصلاح و تحقيق الإستقلاليـة والعدالة والإبتعاد عن مسار المحاور وأجندات الدول التي تدعم مبادرة فولكر وعلي رأسها بريطانيا وأمريكا نوعا ما .. حسنا أن الإتحاد الإفريقي بدأ يستلهم تراث وتاريخ السودان السياسي والحضاري وريادته بدلا من إتباع سلوك المنحطين سياسيا وسلطويا وهو سلوك خلط الأمور في السابق وجعل المجتمع الاقليمي لا يفرق ما بين المواقف الشعبية والوطنية وما بين الشوفونية السياسية وهو الإسلوب الذي برز في شكل السعي الأجوف للسيطرة والقمع والإرهاب الذي تم بإسم مؤسسات العدالة وهو وضع أرهب حتي مؤسسات الدولـــة وأفقدها مهنيتها .. إن الإتحاد الإفريقي ومنظماته إكتشفوا مؤخرا أن السودانيين الخقيقيين لا يتهاونوا بكرامتهم وسيادتهم وبمواقفهم زادوا إعجابهم بالشخصية السودانية والأعجب أن السودان بات في نظرهم رجل إفريقيا القوي ومن ردة فعلهم الأخيرة تجاه فولكر واضح أنهم باتوا يقيمون للسودان وزنا جديدا بدلا من حالـة الإزدراء التي شكلها القحاتـة ورموزهم السياسيـة من الذين إحتقروا السودان خلال الفترة السابقة وسلموا إدارته للبعثــة الامميــة دون أن يقيموا الشعب السوداني وإرادته علي حقيقتــه .. اليوم فعلا أدرك الاتحاد الافريقي والسودان ان فولكر ومناصريه القحاتــة المتحمسين لعودة الاستعمار من الشباك يريدون أن يكرروا جريمة الغرب في العراق ودول أخري مرة أخري في السودان دون النظر لمصالح الشعب السوداني وبالسياسيــة العملية فشلت خطـة فرض الوصايا الدوليـة وتكريسها من خلال بعثــة يونتاميس وتدخلاتها الفعالــة في الشأن الداخلي السوداني حيث ماتت كل تصورات الذين يرون في الثورة المصنوعـــة فرصـة لإستدعاء تجارب قمع الشعوب والحروب الباردة وطريقا آمنا من شأنه أن يتيح لدول الإتحاد الأوربي والغربيين فرصة اللعب مجددا بملف السودان وإبتزازه لجني مكاسب إستعماره عبر القوي الناعمة ومن ثم خدمة دولهم ونهب ثرواتــه وموارده تحت فوضي الفترة الإنتقاليــة ولكن الشعب السوداني الذي كان بعضه مستغفلا وبعضه الآخري غافلا قد وعي وبات هو الآخر ينبـه السلطـة الحاكمـة بمخاطر مبادرات وتقارير فولكر علي المدي البعيد والقريب ويفترع مسارات الإنقاذ من جديــد ..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى