أعمدة

الطيب المكابرابي يكتب في (موازنات) .. انقلاب حميدتي

قبل يومين امتلات كافة وسائل التواصل الاجتماعي ووسائط اعلامية شتى بمعلومات تم تناقلها وتناولها من خلال تقريبا مطول تصعب قراءته في جلسة واحدة ..

بدا التقرير بما بشبه الخبر العاجل بل الخطير جدا حيث يقول بان توجيهات عسكرية صدرت ووجهت باخلاء قاعدة وادي سيدنا العسكرية من جميع الطائرات المقاتلة وذلك في خطوة استباقية لعمل عسكري كبير ..
مضى التقرير في سرد كثير من المعلومات محاولا ربطها بهذه التوجيهات مباشرة أو بطريقة غير مباشرة حتى وصل بنا الى ان كل هذا حدث ويحدث لان السيد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو يعمل على قلب النظام والاستيلاء على الحكم بالقوة العسكرية ….
حشدالتقرير لهذه النتيجة عددا من المبررات والاسباب من بينها زيارة حميدتي لروسيا ولقاءاته بقيادات أمنية مصرية فضلا عن حصوله على مايساعده في تنفيذ الفكرة من السلاح ….
التقرير احيانا يحاول تبرير حدوث بعض ماحدث لاسباب اخرى وكانه يريد ان يتملص مما اقره في مكان آخر وقطع به من ان حميدتي مقبل على تغيير النظام …
من القراءة الأولى للتقرير وقبل اكماله في المرة الاولى تبادر الى ذهني سؤال كبير لم اجد في التقرير كله اجاية عليه …
لماذا يقوم حميدتي بتغيير النظام ؟وهل في السودان أو العالم منطقة أو دولة يريد حميدتي زيارتها ولم يستطع وبامكانه فعل ذلك إن قام بقلب نظام الحكم؟
وهل من سلطة في الدولة أو مركز قوة يريده حميدتي ولم يصل إليه ؟
هل من قوة أو سطوة أو سلطة أو كلمة نافذة يبحث عنها حميدتي ولم يحصل عليها وهو نائب رئيس مجلس السيادة وسيتمكن من بلوغها إن قام بقلب نظام الحكم ؟؟؟
كل هذه الاسئلة وبعد بحث ذاتي عن اجابات لها لم اجد من بينها مايمكن ان نقول حميدتي يريد الحصول عليه بالانقلاب اللهم إلا ان يقال فقط ان حميدتي هو رئيس مجلس السيادة وليس نائبا ..
البلد لا تحتمل مثل هذه الحكايات والناس ماعادوا قادرين على الصرف في بيوتهم دعك من ان يصرفوا على القصص الطوال المنشورة في مواقع تستهدف القراء في جيوبهم بمثل هذا النشر وهو نشر قد يزعزع امن وحيات الناس ولكنه صادر عن خبراء في صنع القصص الجاذبية واللافتتة ..
بالعقل نقول ان كانت الانقلابات ذات نفع فإن حميدتي جزء مما يطلق عليه البعض انقلابا ويسميه اهله بالتصحيح فلماذا يبحث الرجل عن انقلاب تربيع؟؟؟
ننتظر من كل المحللين المدعين والحكايين وحابكي القصص ان يضعوا في اذهانهم ان القصص لايمكن ان تكون تقارير اخبارية وان خيال القاص لايتفق وحقائق كتاب التقارير والمحللين المجيدين وان الغرض في كل الاحوال يظهر جليا ومن الوهلة الأولى ولهذا ننتظر تقييما لعقول القراء أولا قبل النظر في الغرض السياسي وفي الجيوب ….

وكان الله في عون الجميع

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى