الأخبار

*مصطفى ابوالعزائم* .. بُعْدٌ .. و .. مسَافَة .. *البرهان في الإمارات .. ما وراء الزيارة .. !*

مجموعة على تطبيق الواتساب تضم عدداً مقدّراً من السّاسةِ والخبراء والمختصين ، وعدد من قيادات الدولة في المواقع السيادية ، ووزراء وولاة وعدد من أهل الصّحافة والإعلام ، هي مجموعة ( حلقة نقاش ) يتم فيها ومن خلالها طرح قضية أو حدث ما ، ثم يتم تحديد عدد من أعضاء المجموعة للتحليل أو إبداء الرأي حول الموضوع المطروح ، وتكون النتائج في العادة مذهلة ، خاصةً وإن أعضاء هذه المجموعة ينتمون إلى مدارس فكرية وعقائدية وسياسية متنوعة ومختلفة ؛ ومع ذلك نجدهم يرتقون بأدب الخلاف ، فلا سباب ولا تسفيه للرأي أو الرأي الآخر ، لذلك أكون حريصاً على متابعة الموضوعات المميزة التي يتم طرحها ، خاصة وإنني هذه الأيام مُلزمٌ ومُلتزِم بالبقاء في البيت لأسباب مرتبطة بظرف صحّي طارئ .
بالأمس تم طرح موضوع زيارة السيّد رئيس مجلس السّيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، وتم إختياري ضمن مجموعة من عضوية ( القروب ) لمناقشة الزيارة ، وتحليلها وإبداء الرأي فيها ، ولكنني رأيت أن يخرج الموضوع إلى الملأ ، فالأمر عام ويتصل بالشأن السّوداني ، وله إرتباطاته بدوائر الأمن والإقتصاد والإستثمار والعلاقات الخارجية والدولية ، لذلك رأيت أن أتداخل مع العضوية ، وأن أنشر ما أكتب للنّاس .
تحدّث كثيرون عن أن للزيارة صلة بإتفاق متوقّع ومرجو مع رئيس الوزراء المستقيل الدكتور عبدالله آدم حمدوك ، ليعود إلى المشهد ، خاصة وإن بعض الأفراد الذين يكتبون بقلمين ، أحدهما شخصي والثاني حزبي ، أشاروا إلى ذلك ، ولكن هذا بالنسبة للمراقب الفطن ، لا يعني أنه حقيقية ، وقد توفّر لي ولغيري من المعلومات ما يؤكّد أن زيارة حمدوك للبرهان ، في مقر إقامته كانت زيارة إجتماعية ليس إلّا ، وقرأت تصريحات للأخ الكريم السيّد العميد دكتور الطاهر إبراهيم ابوهاجة ، حول الزيارة أشار فيها إلى برنامجها ، ولم يتطرق إلى أمر حمدوك ، وقد ذكرت ذلك له في محادثة هاتفية بيننا ، وقلت له : قطعت جهيزة قول كل خطيب .
وقبل ذلك كنت قد كتبت في ذات المجموعة إن عودة حمدوك إن حدثت فإنها ستكون إعادة لإنتاج الفشل ، ويكفي ما شهدته بلادنا خلال سنوات ما بعد الثورة من تردٍّ إقتصادي وسياسي وإجتماعي ، في حقبتي حمدوك والذين معه .
الزيارة في تقديري الشخصي هي تأكيد على قوة العلاقات بين البلدين ، وتأكيد على موقف الإمارات الداعم لإستقرار السّودان ، رغم التحولات التي يشهدها العالم الآن نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية ، والعمل أيضاً على وقف تمدّد الفوضى التي تضرب دول الجوار الإقليمي للسّودان مثل التي تحدث الآن في ليبيا والصومال ، ونتائج الحروب الداخلية في دولة أثيوبيا الشقيقة ، والتي يتأثر بها السّودان أكثر من غيره .
وهناك قضايا ساخنة ستؤثر حتماً على الأمن الإقليمي مثل قضية سدّ النهضة الأثيوبي وما يمكن أن يفرزه من توترات في العلاقات مع دول المنبع والمجرى والمصب .
هناك قضية الإستثمارات التي ترفع من قيمة الموارد الطبيعية والطاقة في بلادنا ، ثم الفوائد المرجوة من موقع بلادنا الإستراتيجي وتأثير ذلك وأثره في المنطقة والعالم ، خاصة إطلالة السّودان بساحل ممتد لحوالي ثمانمئة كيلومتر على البحر الأحمر الذي يعتبر أحد أبرز وأهم الممرات المائية الإستراتيجية في العالم .
أرى إن زيارة البرهان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، ولقائه بقياداتها الحكيمة ممثلة في ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، وقادة المؤسسات المالية والأمنية والمشاركين في وضع السياسات الخارجية وغيرهم ، أرى أنها ستثمر كثيراً وتمنع وقف تدهور الإقتصاد السّوداني الذي أفسدته السياسة ، وستعمل على أن يجد السّودان شركاء حقيقيون في الإستثمار ليخرج من دائرة الحاجة المستمرة رغم الموارد التي يتمتع بها .
ونجد أن هناك كثيرون لعبوا أدواراً عظيمة في الترتيب لهذه الزيارة ، خاصة سفارة الإمارات العربية المتحدة بالخرطوم وعلى رأسها سعادة السيد السفير حمد محمد الجنيبي ، ومعاونوه .. وأتوقع أن يكون المردود الإيجابي لهذه الزيارة أسرع من أي زيارات أخرى قام بها آخرون .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى