أعمدة

رؤى متجددة (ابشر رفاي) .. جدل المفاهيم الشعبية العود برمي جمرايتو والنار تلد الرماد والرماد يلد !

في الفكر اللغوي وفلسفته تمثل الشعارات بمختلف مرجعياتها ومفاهيمها تمثل صيغة منتهى جموع الاهداف المحددة ، وفي ذات السياق تعبر الامثال الشعبية كخلاصة لتجارب الوعي المعرفي تمثل صيغة منتهى خير الكلام . والشاهد هنا بأن من ابرز الامثال الشعبية التي تتماشى ومشهدنا السياسي التراكمي الراهن الذي ظل وما انفك ملازما للبلاد منذ سقوط النظام السابق والى يومنا هذا الامثال الشعبية ( الفشة غبينتو خرب مدينتو ) ( والسارح بيك مابودرك ) ( وفحل ما مات وخواف ما مات ، مات المباوي ، والمباواة بمعنى التردد والملاوزة ومن الامثال الشعبية ( العود برمي جمرايتو ) بمعنى جمره فالعود الكبير برمي جمراية كبيرة والعود والاعواد الصغيرة ترمي جمراية صغيرة وماتنسى هناك جمر الاقيق القصب وجمر شجر الارد مجتمعة ومنفردة مابتدلي البراد بمعني لا تنضج مافيه الذي في ماعون البراد في اشارة شعبية للشاي وكذلك هزال جمر القصب والارد ، ومن الامثال ( النار تلد الرماد) وكذلك تلد (الملة ام جمرا حي ) والملة رماد تحته جمر حي ، والرماد كما هو معلوم من مخلفات النار ، وفي الرواية الشعبية يلد السجم فتقال هكذا في العامية السودانية ( سجم الرماد) فالجدات والحبوبات وامهات الزمن الجميل درجن على نعت الاعمال فاقدة القيمة نعتها بكلمة سجم الرماد ومنها سجمي ، سجم خشمي ، سجم الرماد ، مع ان الرماد مع تقديرنا لرأي الحبوبات له فوائد تراثية كثيرة منه اي الرماد ، يستخلص من خلطته السحرية محلول شعبي يسمي (بالشرورو) يستخدم كمحلول مقطر في اعداد ملاح اللوبا( الكمبو) ، ومن اقوال الحبوبات وامهات الزمن الجميل يرددن كثيرا عبارة الكرم والحنو بقولهن يا ولدي ( اليوم ده ناوية بسوي ليك ملاح شرورو كمبو حادق سن العجل ) في اشارة منهن عن حجم وجودة اللوبا المستخدم ) ، ومن استخدامات الرماد كذلك يستخدم في تخطيط وترسيم خطوط الملاعب الشعبية المفتوحة خاصة ملاعب كرة القدم عند المباريات الاحتفالية والاحتفائية الشعبية الكبري وهي في العادة القديمة مباراة في المدن الكبيرة تجمع بين فريقي الحامية والمدينة ، والبروجي كأداة للتشجيع وبث الحماس عند فريق الحامية تقابله طبول الاداء المدنى والشعبي الصاخبة الدفوف والطبول اجواء بصراحة في منتهى الروعة والوطنية والاحترام والتقدير المتبادل وقد شهدت بأم عيني هكذا مباراة جمعت في منتصف سبعينيات القرن الماضي جمعت بين فريق الجيش حارسه يلقب بكبده وهو جزار يعمل بجزارة حامية مدينة تلودي التاريخية يدعى كبده وحارس فريق المدينة الراحل المقيم الاستاذ مكوج دينج مكوج وقد تقابل في تلك المباراة التاريخية الشهيرة الاب وابنه في مباراة واحدة وهما الراحلان عمنا الصول منا بنات دامره ( من الفرقة الخامسة مشاة الهجانة ام ريش) عن فريق الجيش وابنه الموهبة الكروية المهندس ابراهيم المنا فريق المدينة ، تخيل هذا النوع من الود والاحترام والرقي الاجتماعي والوطني والحضاري مقارنة بما يحدث اليوم من جفوة وفجور في الخصومة السياسية المفتعلة بين المدنيين والعسكريين.. وايضا من استخدامات الرماد يستخدم كمبيد وسماد في العمليات الفلاحية ، ومن استخداماته يستخدم في طقوس المصارعة السودانية بوضعه على اجساد المصارعين لاغراض متعدد لايسع المجال لذكرها وذكر تفاصيل اسرارها الطريفة ، وكذلك يستخدم الرماد بصورة غير مباشرة في التعبير عند مجانبة الحقيقة ، حيث يقال لا داعي لذر الرماد في العيون ، ويقال كذلك عند خيبة الامل الكبرى (الرماد كال حماد) ومن طرائف استخدامات الرماد في الارث الشعبي القتالى يتعمد الفارس على قلب نقاطة اناء الرماد على رأسه وهو جالسا على ركبتيه في اشارة لمرثية حماسة التراث الشعبي ( دايره ليك ميتة ام رمادا شح ) والنقاطة هي عبارة عن اناء في هيئة غربال معبأ بالرماد يستحضر من خلاله محلول ( الشرورو ) .فالذي يعلم والذي لا يعلم السودان يمر منذ سقوط النظام السابق يمر بأوضاع تاريخية مأساوية بالغة الخطورة وفي حال سارت وصارت الامور على ما هي عليه سيولة امنية وتسييل لهيبة الدولة واستشراء مسألة الهشاشة الاقتصادية والتردي المعيشي والفتن الاجتماعية والسياسية الحقيقية والمصنعة خصيصا ومصطنعة مع سبق الاصرار والترصد والتصيد بجانب الانسداد التام في الفكر وافق الحوار ، والارتهان للاجنبي ارتهان بالوكالة وبالاصالة وبغيرهما ، هذا يعني ان البلاد مرشحة في نهاية المطاف مرشحة لنتائج ومألات حتمية مؤسفة ومثيرة للاسف ، ومنها الموت السريري ، الانهيار المفاجئ ، الفوضى العارمة عبر بوابتي التفلت الجنائي والسياسي وبوابة الحرب الاهلية الشاملة ، وبوابة التدخل الاجنبي وعبره يتم تقسيم البلاد الى دويلات او الابقاء عليها دولة موحدة في هيئة خضراء الدمن حسناء في منبت السوء . (فدم الرأس ما بخطئ الاكتاف ) مثل شعبي والحي بشوف ، ولنا عودة بأذن الله حول اهم الاسباب الجوهرية التي قادت ولازالت تصر على دفع البلاد والعباد تحت عدد من المسميات السميات وعبر نضالات بكل اسف تتم بأسم الثورة والتغيير وباسم المحافظة على الوطن ضد الانزلاقات دفع الوطن والمواطن تجاه الهوة السحيقة التي يقف الان عند حافة هدامها السياسي والامني والاقتصادي والمعيشي والاخلاقي ، والله غالب على امره ولكن اكثر لايعلمون ويتجاهلون …

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى