أعمدة

(صف كوب) .. د.عبدالله فتحي .. شباب السودان..الآن..( مابعدين!!)

رشفة اولى:

ثورة ديسمبر السودانية المجيدة كانت في طريقها لتكون الثورة النموذج على نطاق الكرة الأرضية بلا منازع سابقا ولا مطابق لاحقا..لكنها إنحرفت عن مسارها بفعل فاعل وجد (الحبل) ملقيا على الغارب فأمسك به ونيته الخراب بعد أن تنازع فيه من لا وجه حق لديهم ولا إنتماء لمشروع الثورة الوطنية السودانية.

رشفة ثانية:

آخر خبر خارجي:(مجلس الأمن الدولي يقرر مد تفويض البعثة الأممية عاما آخر.).
لن أعلق على دوافع و تداعيات وابعاد القرار الآنية والاستراتيجية على وطننا السودان ككل..وتأثيره على مآلات الحالة السياسية خصوصا..فذلك أمر يتطلب صفحات وصفحات..لكن خلاصة الأمر أن وضع السودان كدولة ذات سيادة وتاريخ وجغرافيا وكرامة وحقوق وعضو مستقل في الأمم المتحدة يتعرض لخطر داهم!.

آخر خبر داخلي:( مجموعات مسلحة من جمهورية جنوب السودان تهجم على رعاة من قبيلة المسيرية في جمهورية السودان وتستولى على مئات من الأبقار وتعود عبر الحدود،وعندما تحرك فزع المسيرية متتبعا الأثر لإستعادة الحق المنهوب أطلقت القوات الدولية نيران كثيفة عليهم أعادتهم بقتلاهم وجرحاهم الى ديارهم ووجوههم ذل وإنكسار.).
وهكذا…الهزيمة تلاحق كل سوداني الجنسية جراء وضع وطنه المهزوم المأزوم..فما يحدث بالعاصمة وصفه الدقيق أن( القاتل والمقتول..سوداني الجنسية).فلا خاسر إلا السودان..السودان وحده الخاسر.
بإختزال شديد جدا ( السودان ليس الخرطوم!!)..فتداعيات الوضع المتداعي المتهدم من جوانبه في كل يوم والغياب الكارثة المتعاظمة للدولة السودانية يتأثر به كل السودانيين بصورة مباشرة في كل شبر من العالم وليس سكان الخرطوم وحدها.
قناعتي..(الحوار) هو الخيار الواحد الوحيد الذي يجب أن تتبناه الثورة..الآن..مابعدين!!.
حوار يقوده شباب السودان يستوعب مبادرة الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة.الاتحاد الافريقي.الإيقاد)..حوار يشيد بخطوة رفع حالة الطواريء كواحد من شروط ( ماقبل الحوار) الواجبة التنفيذ..حوار لايستجيب لأي نداءات او مطالب سياسية يمينية او يسارية..فقط مايتوافق مع مصلحة المواطن السوداني البسيط الذي يبتغي العيش الكريم في وطنه.
حوار تصاحبه برامج ترسيخ وحدة الصف الوطني في خندق واحد طوله( متر×متر)..حوار يطلق صرخة تنبذ المطالب الجهوية والعنصرية والقبلية ويدعو للإلتفاف حول مطالب الوطن الأم.. شروط الحوار تصمم ليكون (حوار أهل السودان من اجل السودان)..لاصوت للعتاب أو السباب اوالمزايدة او مكر السياسة..(لا حديث عن حقوق وجرائم ومحاكمات مالم تتكون دولة السودان وحينها تكون لمطرقة القاضي حديث).. بنود مبادرة الشباب تحدد المتحاورين..وتتبنى الحوار وترعاه..وتشرف على فعالياته التفصيلية لضمان النزاهة ودقة الإلتزام بشروط الحوار المتفق عليها والمكتوبة بأحرف بارزة والمنشورة في الشوارع الرئيسية والقنوات الإعلامية..مبادرة تشكل لجنة رقابة وطنية لمراجعة محتويات كل مكتوب قبل طرحه للمتحاورين لإتخاذ مخرجات تشكل المسودة النهائية..حوار يفضي الى دولة الحكم المدني بشورى أهل السودان..هذا.. أو..الطوفان.

(الحقيقة البائنة..أن الوضع في السودان الآن..تصنعه بدقة منهجية قوى إقليمية ودولية درست وخططت والآن تنفذ..لاشأن لأي مكون محلي في صناعته).

رشفة آخيرة:

نتمناها مبادرة إسعافية حكيمة عاجلة تأتي في وقتها( حوار أهل السودان من اجل السودان).. لتكون مشروع وطني يتابعه كل العالم بإعجاب..يمثل ثمرة الثورة السودانية الناضجة المفخرة.. يخرج بتوصيات ترسم مخرج آمن للوطن من مستنقع الخوف والجوع والخراب والتدحرج إلى أسفل..إلى..وطن آمن وعزيز وموحد وجميل ونامي مزدهر يشبه أبناء السودان الطيبين..و..معاكم سلامة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى