أعمدة

(بُعْدٌ .. و .. مسَافة) .. مصطفى ابوالعزائم.. *جهود شعبية للإرتقاء بعلاقاتنا الخارجية …

الجهود الشعبية في ترقية علاقات البلاد الخارجية ، تعتبر من العناصر المؤثرة في جانب تطوير وتنمية وتقوية علاقات الدولة بجوارها المباشر ، أو جوارها الإقليمي ، أو على مستوى تعاملاتها الدولية ، وتلك الجهود تكون في العادة ترجمة للمصالح الشعبية العليا ، وهي مصالح يجب على السّاسةِ الدفع بها للأمام لا الوقوف في وجهها ، فالشعوب هي التي تصنع القيادات التي تعمل على حمايتها وعلى حماية مصالحها .
زيارات السيّد رئيس مجلس السّيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، وزيارات نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي ، إلى الخارج يجب أن تكون في إتجاه المصالح العامة والمشتركة بين تلك الدول ؛ وقد شهدت الفترة الماضية نشاطاً ملحوظاً في هذا الجانب ، حيث جاءت الرحلات الخارجية من أجل مصلحة السّودان وشعبه ومصالح تلك الدول وشعوبها ، ونحن على سبيل المثال لا الحصر ، نعرف معنى الإرتباط الديني والثقافي والإقتصادي بدول مثل مصر والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، ودولة تشاد ، ودولة جنوب السودان ، وإثيوبيا ، ونعرف إن الثلاث دول الأخيرة تتداخل مكوناتها الإثنية والعرقية ، والقبلية مع السّودان تداخلاً قد لا تحكمه القوانين والتشريعات ، بل تحكمه حدود القبيلة لا حدود الدولة ، لذلك لابد من العمل على تقنين مثل هذه التداخلات الإجتماعية ، فالمخاطر كبيرة ، إن لم يكن الآن ففي المستقبل ، خاصة وإن هناك علاقات شد وجذب بين الأنظمة الحاكمة وبين بعض معارضيها ، وهذا يتطلب تعاوناً بين دول الإقليم لمنع أي مخاطر محتملة .
هناك دول تتطلب المصلحة العليا لها أن تعمل على معالجة أي خلل ناتج عن التداخلات الإجتماعية ، وبعض الدول يتطلب التعامل معها المزيد من الترابط وتقوية علاقات التعاون والتبادل التجاري ، وبعبارة أخرى يكون التكامل في مقدمة الاهتمامات .
أذكر أنه في أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر من العام 2010 م ، كنت مشاركاً في تغطية أعمال المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لشرق السّودان ، والذي إنعقد بالكويت في ذلك الوقت ، وكنت قد إلتقيت السيّد الرئيس المشير عبدالرحمن محمد حسن سوارالذهب ، رئيس المجلس العسكرى الإنتقالي الأعلى ، الذي أعقب انتفاضة السادس من أبريل 1985 م ، وقد أطلقتُ دعوة لتكوين منبر يؤسس لعلاقة إتحاد بين السّودان ومصر ، وكنت وقتها رئيساً لتحرير صحيفة آخر لحظة ، وتضمنت الدعوة أو المبادرة تبنّي أي شكل من أشكال الوحدة بين شطري وادي النيل ، وأذكر أن المشير سوار الذهب رحمه الله ، أعلن عن مساندته لتلك الدعوة ، ودعمه للفكرة ، بل قال إنه على إستعداد تام للمساهمة في جعلها واقعاً حياً من خلال تأطير الفكرة والدفع بها إلى الأمام ، سعياً وراء التكامل بين السّودان ومصر ، وحماية لشعبي وادي النيل من أطماع خارجية تستهدف البلدين .
في ذلك الوقت على ما أذكر رحب عدد من زملائنا بالمقترح خاصة من الذين شاركوا في ذلك المؤتمر بالكويت ، وقد أعلن المرحوم الشريف أحمد بدر مباركته للفكرة ودعمه لها ، وقد طالب عدد من الزملاء بتكوين منبر مماثل في مصر .
مرت الأيام والليالي والشهور ، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث أو يجد رعاية رسمية ، إلى أن جاءت مبادرة مصر السّودان في أكثر من إطار وشكل ، ووقف على رأسها بعض المهتمين بهذه العلاقة وعلى رأسهم زملاء ودبلوماسيون ورجال مال وأعمال وتربويون وغيرهم .
نرى إنه آن الأوان لأن يقوم المجتمع بدوره في تحديد أولويات الدولة في العلاقات الخارجية وأهمية الخطاب الرسمي تجاه القضايا الكبرى ، ولابد من إلتقاط نتائج زيارة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى مصر ولقائه بشقيقه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، لأن الكثير من الأزمات لا مخرج منها إلّا عن طريق ما دعا إليه السيسي والبرهان .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى