أعمدة

أبشر رفاي يكتب في (رؤى متجددة) ..عروض على مسرح السياسة الدولية البغل الاوكراني في الابريق الروسي !!

اول مرة واخر مرة ادخل دور السينما كان ذلك بمدينة سنار العريقة واذكر ذلك جيدا عندما كنت في طريقي الى العاصمة القومية قادما من كردفان في فترة العطلة الدراسية ، والسبب في عدم دخولي للسينما مرة ثانية حتي نهاية عهدها الذهبي وهو فلم البطل كينكوك اذا صحت التسمية وهو الفلم الذي عرض على شاشة سينما سنار فلم يحتوي على مشاهد بها كثير من المبالغات ، مبالغات لم يستجب لها العقل من الوهلة الاولى وبتالي غابت عنا البسمة والضحكة المجلجلة كما الحال عند البقية من جمهور الفلم العريض الذي ضج بالضحك حينما شاهد البطل كينكوك وهو في حالة غضب وهيجان رهيب يضرب البناية الضخمة المسلحة يضربها بيده وبكلتا يديه حتي تطايرت النوافذ ، وفي الاثناء لاحظ احد رواد السينما من السناريين كان يجلس بجواري لاحظ الكل متفاعل مع مشاهد الفلم عدا شخصي ، فسألني عن الحاصل شنو قائلا بصراحة شديدة انت مابتنفع في عالم السينما لان مثلكم يصر على استخدام عقليات ربما قد تكون متقدمة علي ماهية واعداد واخراج الفلم ، وهذا وحده يكفي لعدم التفاعل مع بعض عوالم السينما التي تشتمل على الواقع وعلى الخيال الخصب ، والخيال الجامح واساطير الاولين والاخرين . القصة جديرة بنظر الرؤى بأن تسقط على المشهد السينمائى للحرب ( الروسية ، اورو امريكية) على المسرح الاوكراني ، وهي حرب كما اسلفنا في قراءة العدد السابق لم تقض على الموارد ومدخرات الجهات المتصارعة واخرين هنا وهناك فحسب ، وانما قضت بالضربة القاضية على القيم والحضارة الغربية والامريكية التي ملأت الدنيا حديثا لايتوقف عن حقوق الانسان والحيوان وحقوق الارض والمناخ وطرق المحافظة عليها ، مجندة في سبيل ذلك جيش جرار من الوكلاء والمبشرين والمتطوعين ، حتى كشفت الحرب الاوكرانية الدموية اللعينة كشفت عن ساقي تلك الحضارة وعن مستورها الذي تجلى قبحا في العصر الحجري والعصور الوسطى والحقب الاستعمارية البغيضة التي ساوت بين الانسان والحيوان بل الحيوان في نهاية المطاف قد تفوق على الانسان (الكلب) على سبيل المثال .. فالحروب الدموية المدمرة التي اجتاحت مؤخرا كثير من بلدان العالم تحت قناع ذات المبادئ والمعاني والقيم الانسانية النبيلة للحضارة الاورو امريكية ، نفذت بواسطة الغرب العريض وامريكا ، شيعتها اليوم بكل اسف الى مثواها الاخير الحرب الروسية اورو امريكية على المسرح الاوكراني فالحرب الدائرة الان بالمسرح الاوكراني بمأسيها وجرمها وانتهاكاتها الانسانية الجسيمة لائحة اتهاماتها لا تستثنى احد سواء بالفعل المباشر ومن خلف السواتر والستائر والسرائر فهي جرائم ترقى الى جرائم حرب وضد الانسانية والابادات وترويع الامنيين من شعوب العالم ترويعهم بخطر التلويح باندلاع حرب عالمية ثالثة بتبعاتها القبلية والاثناء والبعدية وفي الخضم ظهر الثعلب مجددا بثياب الواعظين والماكرين والمتنكرين والمدافعين عن الحق والحقيقة والنظم الحضارية والمتحضرة وهو في حقيقة الامر والمشاهد متاحة بعيد ذلك بعد المشرق عن المغرب ..نعم اكدت الحرب الروسية اورو امريكية على المسرح الاوكراني بأن فاقد الشئ طال الزمن ام قصر لايعطيه ، وفي هذا الاضطراد تابعت الرؤى المتجددة في الايام الماضية حديث المحللين والباحثين ورؤساء مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية بدول العالم الذين استضافتهم الفضائيات الاقليمية والدولية حول الحرب ومألاتها وسبل حلها فلم تخرج تحليلاتهم عن الابعاد الاطارية والاستراتيجية التي حددتها الرؤى المتجددة في قراءتها السابقة حول ماهية وهوية وهوى الحرب الروسية اورو امريكية على المسرح الاوكراني . ومما يؤسف له بان الشعب الاوكراني قد بلع الطعم المحنظل وظل يلوكه (ام جامع ) واللواكة هي المدغ العسير ولواكة ام جامع مدغ الطعم بالشدقين كما تفعل السوائم . فمن انواع الطعم موضوع البلع انتخاب الرئيس فلادمير زيلينيسكي وهو ممثل بارع في مجال الفنون المسرحية ، ولكنه وضح بأنه لم يدرك بشكل كاف ابعاد التمثيل السياسي والدستوري للشعوب ومصيرها وفن دبلوماسية وحنكة وحكمة الحفاظ على مكتسباتها وتوازن وضعها الخاص والحساس جو سياسيا ، فاكرانيا الدولة الاوروبية المنتمية تاريخيا لدول شرق اوروبا والتي لم اشاهدها من قبل الا من خلال المراجع العلمية والثقافية هى دولة وضعها اقرب الى وضعية دولة الاتحاد السويسري دولة لاتقبل حركة التمحور السياسي تمحور بالاصالة والوكالة والتواكل مع هذا الطرف او ذاك فهي بالضبط أمامها فرصتان فرصة الحياد التام ، وفرصة لعب دور حركة التمفصل السياسي الايجابي بتجسير وتجسيد العلاقات الثنائية المثالية ، وعلاقات التحاور الدولي الثابت والمتحرك والطارئ بعيدا عن اي شكل من اشكال التمحور السالب . فكثير من المحللين يرون بأن اوكرانيا قد اكلت وشعبها ومكتسباتها يوم اكل ثورها الابيض ، وهو التفريط القاتل في عدم اسناد قيادة البلاد لشخص وشخصيات تدرك استراتيجيا وتكتيكيا طبيعة ووضعية الدولة الوليدة من رحم الاتحاد السوفيتي السابق قيادة تعمل بذكاء واحترافية بعيدا عن اجواء العدائيات والحروب وتبعاتها ، قيادة تدرك كيف تؤكل كتف الدب الروسي والنمر الاوروبي والتقل الامريكي والثعلب الصيني وصيد دول العالم الثاني والثالث ، فالرئيس زيلينيسكي على الرغم من انه منحدر من بيئة التمثيل وهي بيئة مشهود لها بالذكاء والخيال الواسع وبالفطنة والثقافة والدهاء والمرونة وقراءة الواقع بأكثر من رواية وزاوية ، الا انه فعلا تنقصه التجربة والدربة السياسية ، حيث يقال بانه على عهد قريب جدا بعلم وممارسة العملية السياسة ، وربما لا يتعدى مداه الزمني ثلاث اشهر او سنوات بالاكثر وهذا مدى زمنى يتناسب والناشطين والمنشطين سياسيا ، فالسياسية سواء فنا للممكن او علما للموازنات السياسية المستمرة او رسالة لتصريف شئون الامانة اوحتي تحت مفهوم اللعبة القذرة كما اشرنا الى ذلك من قبل تتطلب خبرة وتجارب ووعي معرفي ادراكي استراتيجي متقدم والا تعرض قائد العملية السياسية ومن معه الى مقلب ومقالب او تحول وحول الى مجرد مخلب قط ، فأي زعيم وقائد سياسي محنك مطلوب منه تجنيب بلاده وشعبه خطر الوقوع في المخاطر والشرور والمنزلقات الداخلية والخارجية ، وبالتالي الحفاظ على مقدرات ومكتسبات دولته ، الامر الذي فرط فيه الرئيس فلادمير زيلنيسكي فلابطولة لرئيس بلد وقيادة ضربت بنياتها التحتية ومنشئاتها الحياتية والحيوية ومساكن المواطنين العزل وقتل وتشريد السكان الامنيين حتى صاروا بين عشية وضحاها نازحين ولاجئين واطفال وعجرة ومسنين ونساء ومستضافين من كل شعوب العالم امسوا واصبحوا تائهين هائمين على وجوههم . نعم ان امتدادات وتتمات عمليات الحرب الباردة التي تقودها الان امريكا واوربا ضد رؤسيا تقودها داخل اطر واروقة الدبلوماسية الدولية والاممية الناعمة مثل الامين العام والامانة العامة للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بجنيف بسويسرا وعمليات التحريض والتحرش السياسي المكثف بالمقاطعة والتلويح بتحريك تدابير واجراءات محكمة الجنايات الدولية وغيرها من عصي وسفاريك النظام العالمي الجديد جميعها لاتجدي مع روسيا والفعل الروسي ، وذلك لاسباب كثيرة نذكر منها ثلاثة روسيا دولة عظمي بمعني الكلمة ، روسيا وامريكا دافننو سوا والدول الاوروبية خاصة فرنسا وبريطاتيا هؤلاء عارفين محل الدافنة والمدفون . اما حكاية فتح اللعب السياسي وتمريره عبر المؤسسات الاقليمية والدولية ضد روسيا فهذه خطط تتناسب واللعب السياسي مع دول العالم الثالث المغلوب على امره . اما عزاؤنا قبل الاخير على مشهد الداخل الاوكراني وكما اتضح جليا فان الشعب الاوكراني قد مثل به في مسرحية سيئة الاخراج وحمل قفة المتصارعين داخل سوق فجر الاوديسا ، اما سعادة الرئيس فلادمير زيلينيسكي طال الزمن ام قصر فأن تاريخ الحرب واوكرانيا سيضعه في خانة الغفلة والعفوية وسوء التقدير والتخطيط الاستراتيجي وربما وضعه بشكل اسوأ في خانة مخلب القط من حيث يدري ولايدري والله ( يكضب يكذب الشينة ). ..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى