مقالات

(وطن النجوم) .. *علي سلطان* ..*الذهب.. الذهب يكاد عقلي يذهب!!**

لا اتذكر على وجه الدقة كم مرة او آخر مرة دخلت فيها عمارة الذهب الشهيرة الكائنة جنوب الجامع الكبير العتيق الجميل الذي حافظ على طرازه المعماري الرفيع في موقعه المتميز في قلب الخرطوم.
ثلاث مرات فقط تقريبا دخلت فيها عمارة سوق الذهب.. المرة الاولى في منتصف تسعينيات القرن الماضي.. وكان دخول المضطر لبيع بضع غوائش انتزعتهن ( ام عبدالرحمن) بحب لكي نبيعها ونكمل مشوار الغربة تلك..! والمرة الثانية كانت مرافقة لصديق والاخيرة في عام 2018 ربما لامر مشابه.. ومنذ ان تعرفنا في الهند على الذهب الهندي المقلد الذي يكاد يطابق الذهب الاصلي في الصنعة اصبح لنا وامثالنا حيلة جميلة للزوج اوالرجل عموما وكذلك لاضفاء رونق على مظهر حياة مبهرجة زائفة.. ويمنع من الحرج(لا اكذب ولكني اتجمل).. في كثير من المناسبات السعيدة التي يُسمع فيها رنين حُلى النساء اعلى صوتا من موسيقي المناسبة.. َكشكشةَ حلي الذهب في ايدي النواعم اعلى واجمل صوتا من موسيقي ومزامير الافراح..! او هكذا تزعم النساء..!
الذهب فعلا آسر وجاذب كحلية انيقة رائعة النقوش والتصاميم ولكنه محفوف بالمخاطر كسلعة ومادة بين يدي الباحثين والمنقبين والمشترين والطامعين.

لقد انسقت في الكتابة وراء الذهب نفسه بدلا عن الكتابة عن عمارة الذهب ذات الطوابق الخمسة التي امر عليها من بعيد عددا من المرات خلال الاسبوع.. واستغرب حقيقة من وضع عمارة ثمينة المحتوى و بهذا الصيت و الغنى بما في جوفها العميق من معارض مشغولات ذهبية وفضية وربما معادن ثمينة اخرى أعلى سعرا من الذهب والفضة..!!
واستغرب مرة ثانية وثالثة ورابعة من هذه العمارة على ثرائها شهرتها واهميتها الاقتصادية وموقعها الفريد فهي لا تتناسب مع ما فيها من ذهب وفضة وغيرهما.. وكان من البدهي ان تكون عمارة الذهب على غرار او تشبه احدى عمارات الذهب في دبي او دول الخليج الاخرى او تركيا مثلا!! من حيث تصميمها المعماري وتامينها والحفاظ عليها من السرقات وغيره.. وقد شهدت هذه العمارة العديد من التعديات الامنية والسرقات فضلا عن مخاطر الحريق والسلامة.. وهي ايضا هدف سهل ومنطقة مستباحة في كل حالة خرق للقانون..!
العمارة شهدت قبل سنوات تغييرا في شكلها العام.. ولكن ماتزال وهي في هذا الموقع المميز في حاجة الى تغيير لحيث تكون عمارة حديثة تتناسب مع التطور المعماري والتأميني وطريقة العرض.. الخ.. والمدهش ان مخطط العمارة وتصميمها الاول ان تكون العمارة برجا مذهبا من أحد عشر طابقا منذ ان اتفق كبار تجار وصاغة الذهب مع ادارة الوقف الذي شيدت عليه العمارة.. ولكن الاتفاق لم يتم.. وشيد المؤسسون من تجار الذهب العمارة من خمسة طوابق..!؟
وعلى كل يمكن ببساطة الاستفادة من تجارب وخبرات تجار الذهب في دبي وفي سوق الذهب في الشارقة الذي يعد تحفة معمارية ومقصدا لمحبي الذهب من النساء والرجال أيضا .. واذكر ونحن في الشارقة قبل سنوات ان صديقا لنا رحمه الله عندما حضرت عروسه من السَودان سالته مندهشة عن هذا المبنى المعماري الجميل.. فقال لها هذا سوق الذهب ولكنه خاص فقط لمواطنات الامارات وتمنع النساء الوافدات من دخوله!! وصدقت العروس كلام زوجها المؤتمن.
ولكن بعد شهور عرفت من صويحباتها ان سوق الذهب في الشارقة مفتوح لجميع النساء والرجال. َوكانت ازمة تدخل فيها اولاد وبنات الحلال.. وقد اصبح الزوج وزوجته بعد الصلح التاريخي زائرين دائمين لسوق الذهب ولو بقصد الفرجة واشباع العيون المشتاقة لبريق الذهب ناهيك عن التزين به..!!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى