بيانات

إزدواجية المعايير في رفض خطاب الكراهية بقلم : فاطمة لقاوة

ضجت الأسافير بالحديث عن الفيديو المنسوب إلى أحد محامي هيئة الدفاع في محاكمة رموز النظام السابق،والذي لم يُعلن بعد عن حقيقة هذا الفيديو-(هل الفيديو صحيح أم مفبرك)-والجِهات الإعلامية الرسمية في وكالة سونا وتلفزيون السودان لم تفصح بعد عن ملاباسات تداول الفيديو إسفيريا.
رفض خطاب الكراهية ومحاربته ظاهرة حميدة مبدئيا إلا أن إزدواجية معايير رفض خطاب الكراهية تُعتبر أُس البلاء الذي ضرب الواقع السياسي السوداني اليوم.
النعرات القبلية وألفاظ الكراهية ظواهر إجتماعية مصاحبة للسلوك البشري ،والتمييز موجود في كافة المجتمعات ،والسيطرة عليه تتم عبر سن قوانين رادعة تٌحاسب كل من يثبت إنتهاجه لإساليب العنصرية والتمييز.
ظل خطاب الكراهية والتمييز !عائقاً لتقدم نظام الحكم في الدولة السودانية منذ الثورة المهدية التي اطاحت بالإمبراطورية التُركية وحُلفاءها ،وقد كانت بوادر الخلاف بين القائد الخليفة عبدالله التعايشي والخليفة محمد شريف حامد إبن عم الإمام المهدي ،يشوبها نوع من خطاب الكراهية،الذي حسمه المهدي بتباعد القائدين ومنع إلتقاءهم طيلة حياته ،إلا أن الخلاف بين القائدين أصبح -بعد وفاة المهدي المفاجئة بعد تحرير الخرطوم – جزءا من أسباب تدهور الدولة المهدية بتحول الصراع من صراع فردي بين قائدين متنافسين إلى صراع مناطقي جهوي ،كتُبت فيه الأشعار التي تحمل الكراهية والحقد ،و بعض قصائد الحردول التي يصف فيها أهل الغرب بقوله”ناساً قٌباح من الغرب جونا
جابوا التزرعة ومن الديار طردونا.
أولاد ناساً عُزاز ذي الكلاب سوونا)!!،توضح عُمق التمييز الذي طرأ على المجتمعات السودانية وعجل بهزيمة الدولة المهدية وعودة المستعمر الإنجليز للسودان بمعاونة بعض السودانيين.
بعد خروج المستعمر ظل التمييز وخطابات الكراهية ديدن الفرقاء السياسيين وتتصدر المشهد الخلافي بينهم ،والحركات المسلحة السودانية نشأت على أساس خطاب الكراهية المفرط ،والحرب بين المركز والهامش إتخذ ذات الثوب وتدثر به ،والفرقاء في حزب المؤتمر الوطني بعد المفاصلة إتخذوا ذات المنهج في خلافاتهم الشخصية والحزبية ،وحديث الترابي كان النموذج لأشياء آخرى ظل مسكوت عنها لليوم،والخلافات داخل حزب الأمة يشوبها خطاب الكراهية المبطن والتمييز المُعلن في تراتبية دفن الموتى !.
سقطت الإنقاذ بمجهودات كافة السودانيين ولكل منهم نصيب في نجاح الثورة قد يتفاوت النصيب من فرد إلى آخر حسب إسهاماته التي سجلها التاريخ بحقه.
ومنذ سقوط الإنقاذ طرأ على الإعلام السوداني والإعلام الخارجي نموذج لخطابات كراهية وتمييز مُفرط موجهة بعناية ضد قوات الدعم السريع وقيادته ،رغم إجتهادات الفريق أول محمد حمدان دقلو في تثبيت دعائم الفترة الإنتقالية للعبور نحو التحول الديمقراطي ،ولم نسمع من الذين يتباكون اليوم على خطاب الكراهية الموجه ضد لقمان ولم تثبت صحته بعد،إنهم إستنكروا خطابات الكراهية المثبتة والموجهة ضد شخص واسرة الفريق أول محمد حمدان دقلو! وقد يكون بعض المستنكرين اليوم للخطاب المزعوم ضد لقمان هم ذاتهم المروجين الأساسيين لخطابات الكراهية ضد قيادات الدعم السريع والتي أسوأها :وصف الدعم السريع بالجنجويد وإنكار سودانيتهم ونعت حميدتي بلفظ (حميرتي)في صورة لا تتناسب مع الإنسانية والأخلاق الثورية ولا تقبلها الديانات السماوية،فأيهما أشنع ؟! قول كلمة (عب ابو نخرين،أم نسبة إنسان إلى حيوان عبر قول كلمة حميرتي)؟عِلما بأن اللفظ متداول لدي الكثيرين نقاصي القيم والمبادئ أعداء النجاحات.
خطاب الكراهية مرفوض مبدئيا ويجب سن قوانين رادعة تُحاسب كل من يتلفظ بإسلوب يحمل نعرات اوتمييز ،دون إزدواجية في معايير الرفض والإستنكار .
#محامي دارفور !!!!أفتحوا بلاغات في من يطلقون الألفاظ وخطابات الكراهية صراحة ،لأن #العدالة لن تتجزأ.
تحياتي

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى