بيانات

بازار مصري في الخرطوم ، والقاهرة ترتدي “الجلابية”.. بقلم : علي يوسف تبيدي

عجًت الخرطوم خلال اليومين الماضيين بأحداث كبيرة ، لكن ابهاها وأكثرها زينة تلك التي حملت العلامة المصرية ، ان الشعوب هي المفتاح الحقيقي لاي نهضة وسلام متبادل ، وان الانظمة والحكومة هي خادمة مطيعة ، وهي متغيرة ، لكن دائما ما ننظر الي ما يربط شعبا وادي النيل بتلك الآصرة ، لحمة الشعوب كما نحب دائما ونردد ، وعندما يعلو السقف الشعبي علي الرسمي ، وتمتزج الالة الشعبية لتتقدم علي الامر السياسي فان النجاحات تتولد بلا مخاض، سريعا سريعا ، اننا في القاهرة والخرطوم يجب ان نبدأ من هنا ، حيث العلاقة الازلية فعلا.

لايمكن بالتأكيد تجاهل حيثية كبري خلال اليومين الماضيين في تاريخ رباط البلدين بالزيارة التاريخية لطيف من منظومة المجتمع المصري ، هو لقاء تم في ردهات رسمية ، واستقبله رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ، لكنه عناق يتحقق بصورة يومية هنا في الخرطوم ، من المجلات والكتب ، و الإصدارات ، من “السينما المصرية” التي تستحوذ علي شغف السودانيين وحبهم للسينما العربية ، من الدراما التلفزيونية المصرية الساحرة والاخاذة ، تلك التي جرت عليها النادرة الشعبية “الحرامي الحريف بجي وكت المسلسل المصري شغال” ، وبقدر ما تنقل منسوبي المجتمع المدني المصري وعقدوا من لقاءات في العاصمة الخرطوم الا انهم ايضا جاءوا يحملون كل تلك الخواطر اليومية التي يحملها السودانيين في اذهانهم عن نجوم المجتمع المدني وكتابه وشعرائه.
ورأس وفد المجتمع المدني المصري وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي ، وضم الوفد أعضاء من مجلس النواب ، عدد من أساتذة الجامعات ، الباحثين والإعلاميين، ويبدو انه اختار ميزان قوة المجتمع السوداني عندما هبط في جامعة الخرطوم ، ورد وقال مدير الجامعة بروفيسير عماد الدين عرديب الجميل بحديثه “إن الزيارة تعد فاتحة خير لتبادل علمي بين الجامعات السودانية والمصري ، مؤكداً أهمية تبادل الخبرات بين الجانبين” ، ليدعو ايضا رئيس الوفد المصري محمد العرابي إلى التكامل بين الجامعات السودانية والمصري ، مبيناً أن المرحلة المقبلة تستلزم علاقات أكبر بين الشعبين.
وأكتملت زينة البازار المصري في الخرطوم بطلة من الزي السوداني لاعضاء وفد المجتمع المدني المصري وهم يتزيئون بالجلابية الانصارية العتيقة بينما ارتدت السيدة المصرية المعروفة والصحفية اسماء الحسيني “الثوب السوداني” علي جماله ونضاره ، وهو المشهد الاكثر تأثيرا اذ ان الاحتفاء بثقافات الشعوب وتقديرها ومنحها صفة الانتماء اليها تزيد من رابطة التقارب ، وزاد من تلك الحميمية المصرية السودانية انه وفي ليلة راشد دياب ذاتها التي تغنى فيها الفنان سيف الجامعة ردّد معه السفير المصري بالخرطوم حسام عيسي اغنية (يا وطنى يا بلد أحبابي ، في وجودى أحبك وغيابي”، اليس في ذلك مدعاة لنا نحن السودانيين والمصريين لفتح بلادنا في لحمة واحدة، وجسد واحد، وباب وقلب واحد.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى