أعمدة

بابكر يحي يكتب في (صفوة القول) .. *عندما (يشف) البرهان (الفكرة) من البشير..!

*بصورة واسعة تداول الناس كل الناس صور البشير وهو يتفقد المرضى في مستشفى علياء بأمدرمان ، البشير ظهر مواسيا للمكلومين متناسيا جرحه العميق ، متجاهلا مرضه وأزمته التي يعيشها منذ أكثر من ثلاثة أعوام – ثلاثة أعوام ونيف قضاها صابراً محتسبا متحملا جحود السودانيين ونكران جمائله ، وخيانة من قربهم إليه واوكلهم أمره، واضطهاد وظلم الذين كان يظنهم من الأخيار..!!*

*ظهر البشير هاشا باشا كبيراً في عيون الناس كعادته ولم تظهر على ملامحه الشيخوخة والعجز ، كما لم يظهر متكلفا أو شاعراً بتغير أوضاعه وتبدلها وتحول نعمة الله عليه بل ظهر وكأنه في برنامج (الراعي والرعية) ، ظهر وكأنه يعتذر للناس عن التقصير الذي أحل بهم ، كأنه يريد أن يخفف على الجميع آلامهم من جور الزمان عليهم ومن خلافة الفشل التي أتت من بعده وحكمتهم ، ظهر وكأنه يريد أن يقول (إني عفوت عنكم في شهر العفو) ، كأنه يريد أن يقول (للسودانيين ) (أبقو عشرة على البلد) ؛ نعم يقولها للسودانيين في (هذه المرة) ..!!*

*لم تمض على زيارة البشير للمرضى سوى سويعات حتى قام رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بزيارة أخرى مماثلة ومشابهة ومفاجئة ايضا للمصلين في الجامع الكبير بالسوق العربي وتناول معهم وجبة إفطار رمضان على طريقتهم وبزادهم البسيط ، نعم فعل ذلك وهو يريد أن يسحب الأثر الإيجابي الذي حققته زيارة البشير، ويريد أن يظهر بعفوية أخرى ، وبسودانوية مختلفة لعلها تمحو آثار زيارة البشير وتصرف الناس عن تداول تلك الصور، ويصبح نقاشهم في مجالس السمر عن زيارة البرهان العفوية، وليس نقاشهم عن جولة البشير داخل مستشفى علياء..!!*

*لعل زيارته ( أي البرهان) تمحو آثار (فض الاعتصام) ، لعلها تنسي الناس السنين العجاف التي قضاها بشراكته مع (جوغة اليسار) ، لعلها تنسي الناس هذا التدهور وهذا الفقر ، وهذا البؤس، وهذا الشقاء، ويركزوا فقط على جانب افطاره المصنوع خصيصاً لتحسين الصورة ، لعل زيارته للجامع الكبير تنسي السودانيون حالة الفوضى ورهن بلادهم للإمارات والعالم الخارجي ، لعل زيارته تنسي الناس ضياع كلما هو جميل في هذا البلد الأخضر..!!*

صفوة القول

*تبقى زيارة البشير للمرضى هي الأهم وهي الأولى وهي الأكثر عفوية والأكثر جمالاً وهي الأصل ، و(الأصل ما ببقى صورة) ، اقول وأعني ما اقول، والله المستعان.*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى