أعمدة

أبشر رفاي يكتب في (رؤى متجددة) .. دارفور بين فرص السلام المثالي وجنون الحرب ودمارها وموتها المجاني !!

الاخ رفاي ما قولك في كل ما يحدث في دارفور هل هو عمل مدبر لابادة وترحيل السكان المحليين ولا توجد اجندة أخري التغير الديمغرافي للمناطق الغنيه بالموارد
ارجو منك الافاده وشاكر ليك كتير …

التعليق اعلاه يمثل واحد من عشرات التعليقات التي وردت لبريد الرؤى المتجددة حاملة اكثر من رؤى متباينة حول الذي جري بدارفور عموما وبمنطقتي كرينك والجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور بتوقيت المشهد المأساوي . …جهات كثيرة اتفقت حول طبيعة تلك الحوادث وكوارثها التي طالت الاخضر واليابس مشيرة الى وجود طرف ثالث يقف خلف تلك الاحداث المميتة والمدمرة … حسب تقديرات وقراءة الرؤى المتجددة للطرف الثالث موضوع الاشارة فأنه لن يخرج من اربع جهات في قلب الاتهام جهتان بالاصالة ومثلها بالوكالة ، وهذا يتسق تماما ورأي المثل الشعبي (دم الرأس مابخطئ الاكتاف) بمعني دم اصابة الرأس لامحالة سيمر تنقيطا عبر الاكتاف ، وبتالي الجهات الاربع بصورة فردية او مجتمعة ( كده كده ، وجاي جاي) هي في قلب دائرة الاتهام ولكن صحيح بنسب متفاوتة والله (يكضب) الشينة…… والشاهد .منذ اندلاع الحرب الاهلية في عام ٢٠٠٣ بل قبلها بسنين شهدت دارفور الوان من صور الاحتقان السياسي والاحتجاجات الشعبية في فترات زمنية متقطعة من حقب الحكومات الوطنية المتعاقبة وبمقابلها جهود كثيفة حكومية شعبية اهليه ومن اصدقاء واشقاء قدمت بغية ايجاد حلول منطقية لقضية دارفور دون جدوى ، قبل ان تتحول مؤخرا بطبيعتها وتركيبتها المحلية والمركزية وعوامل الاجندة الدولية الاستغلالية والمحلية المشبعة بأقسي واقصي معدلات الكراهية المركبة كراهية فطرية كراهية تقاطع مصالح وكراهية مصنوعة تحولت للاسف الشديد من مجرد قضية الى ازمة مركبة سياسيا واجتماعيا وانسانيا وامنيا وجنائيا واخلاقيا خاصة في مجالات التجريم وافتعال واحتراف الجرائم والاتجار فيها محليا ودوليا ، ليتحول مواطن وارض وارث دارفور التليد يتحول الى معروضات يرتاد سوقها المتبضع وصاحب البضاعة والحمال الذي يمشي بينهما ….والشاهد ايضا في ظل النظام السابق انتظمت دارفور كمية من الحوارات وجولات السلام واتفاقياتها المحلية والاقليمية والدولية ، منها اتفاقية ابوجا واتفاقية الدوحة ، يضاف لها جملة التدابير السياسية والدستورية الحقوقية والتي لاتقل مكتسباتها الدارفورية لا تقل عن حجم الحقوق والواجبات الدارفورية المكتسبة بموجب اتفاقيات السلام ، منها على سبيل المثال ، في اطار نظام الحكم السياسي بلغت موالاة دارفور بتنوعها ومرجعياتها السياسية والفكرية والايدلوجية بلغت قمة المشاركة وكثافتها .. وفي مجال نظام الحكم والتنمية الادارية نالت دارفور الفدرالية الولائية والفدرالية الاقليمية التي وردت في اتفاقيات السلام ونظام الحكم الاتحادي ، كما طبقت من قبل في العهد المايوي نظام الحكم الاقليمي اوائل ثمانينيات القرن الماضي ، وفي مجال تنمية البنيات التحتية حظيت دارفور بطريق الانقاذ الغربي وقبله طرق داخلية قديمة وجديدة تحت التنمية ، وفي مجال التنمية السياسية الدستورية ، اقتربت دارفور وكانت قاب قوسين او ادنى من سدرة منتهى سدة الحكم في السودان ، ترافق معها تطور ملحوظ في خط منحى العلاقات المركزية التي ارتقت من وضعية وضع اليد الى درجة التفويض ومنه الى التخويل وصولا الى مرتبة العلاقات الدستورية المقدرة دساتير الولايات ، والاقاليم ، وصور العلاقات الدستورية الاتحادية المشتركة ..ومع ذلك ظلت حرب دارفور ومابرحت تتخذ اشكالا حربائية بدوافع فردية قبلية عرقية سياسية ، ومسيسة متداخلة الاهداف والابعاد ، وقد ظن البعض وتيقن الاخر بعد موجة التغيير التي انتظمت البلاد وعبر اهداف الثورة حرية سلام وعدالة وكذلك احكام اتفاقية مسارات جوبا تيقن بانها ستجلب لدارفور السلام والامن والاستقرار ولكن للاسف الشديد حدث العكس تماما وفي ظل النظام المعارض السابق الحاكم الان وهو نظام معنى بالدرجة الاولى بوضع حدا اليوم قبل الغد حول امتدادات الحرب المجنونة ويرسي محلها فرص العدالتين العدالة الانتقالية والعدالة الدستورية المستدامة .. قضية دارفور اذا لم يجفف منابعها ويخاطب جذورها المعلنة والمبطنة ستظل مشتعلة تارة وفي وضعية الملة ام جمرا حي ، وحولها اكثر من نافخ كير اما ان تبتاع منه فتنة وفتنن او تشتم منه ريحة الكراهية والبغضاء او يحرق ثيابك اويحرقك بالكامل.. تتشكل مصادر فتنة دارفور من خمس مصادر بجانب اربع جهات تقع على عاتقها المسئولية التاريخية لنزع فتيل الازمة وتقديم الحلول الموضوعية العادلة .. مصدر الفتنة الاول النظرة السياسية والاجتماعية التاريخية نظرة تكتيكية واستراتيجية ممركزة وهي نظرة للاسف الشديد سياسية بحتة لم تبلغ بعد الدرجة الدستورية المقتدرة اخر صورها وليس اخرها ماجرى وظل يجرى داخل بيئة ثورة ديسمبر خاصة بعد ان ذهب بعض ذبد شعاراتها البراقة ذهب جفاء وبقية ماينفع الناس من حقائق تاريخية تتقاصر حيالها الشعارات ومشاريعها المقزومية التي فشلت ، فهل يا ترى شهداء كرينك والجنينة كشهداء الاخرين
٢– سيادة روح الاقصاء الاجتماعي والسياسي والمسيس محليا بدوافع عرقية عنصرية بحتة شعارها ومشروعها المعلن والمبطن دارفور للدارفوريين ودونهم ليس لهم حق التمتع بحقوق المواطنة الكاملة هذا النوع من التوصيف السياسي الاقصائى الاستئصالي يصادم تسلسل وتكامل الوقائع التراكمية التاريخية للمحتوي الاجتماعي والاهلي والسياسي لمفهوم الدار والديار ويصادم كذلك الحقائق الديمغرافية الطبيعة على الارض . يضاف لها أن مجتمع دارفور من منظور تاريخي انساني حقوقي كل اوناس هناك قد علموا مشربهم فلاهل القرى مشرب وكذلك الفرقان والمدن فلا مجال للالتفاف السياسي والاجتماعي على هذه الحقيقة على الارض اذا ابعدت نظرة مصدر الفتنة اعلاه ، والادارة الاهلية بجميع مسمياتها والاعيان العدول بدارفور يدركون هذه الحقيقة ٣– المصدر الثالث الاجماع السكوتي حول الاتهامات المعلنة والمبطنة بان ثمة جهات تعمل بشكل عشوائي ومنظم على التهجير القسري لسكان الاقليم التاريخيين واحلالهم بسكان جدد يقال بانهم مستجلبين من دول الجوار مثل تشاد والنيجر ومالي وغيرها من دول غرب افريقيا ، ومن التدابير السياسية والاجتماعية المتبعة لدعم حركة الاحلال والابدال حسب المفاهيم السياسية والاجتماعية لدعاة الاتهام ، عمليات التهجير القسري والتطهير العرقي والابادة الجماعية وافتعال الحرب والتوترات وضمان استمراريتها وغير ذلك من المصطلحات والمفاهيم والمفردات التي ظل وظلت ترددها هيئة الاتهام على المستوى المحلى والاقليمي والدولي ، نعم مثل هذه الاتهامات الجوفاء اوالحقائق المشهودة أن صحت ، يمكن معالجتها بسهولة عبر الية الحوار الدارفوري الدارفوري فللادارة الاهلية والاعيان العدول بدارفور خبرة وذكاء وفطنة كافية في عمليات النقر وقص الاثر واستخراج دربه ولو دخل الحوش او ( ألمي ) فالمالي مالي والنيجري نيجري ولو ترك نيامي والدارفوري دارفوري ولو ترك السودان وشنقلي طوباية والضعين وكرينك وكورنوي ومليط وعديلة وزالنجي ولبدو ورهيد البردي وكبكابية وكتم ومستريحة ، ٤– المصدر الرابع الاجندة السياسية اللاوطنية وكذلك الاجنبية الرامية لفصل دارفور او ابقائها هكذا مدخلا لتفتيت وتفكيك السودان او تركه موحدا مبغلن ظاهره الادارة الوطنية وباطنه الارادة الاجنبية ٥– المصدر الخامس تفكك وعدم تجانس الطبقة السياسية الدارفورية بكافة مرجعياتها الفكرية والساسية والتنظيمية فكل يغني على ليلاه وكل اناء بمافيه ينضح ويتناطح ….. اما الجهات المسئولة مسئولية تاريخية واخلاقية عن الذي جرى ويجري ويتجارى في دارفور كرينك والجنينة على سبيل المثال ١– السلطة المركزية ٢– الطبقة السياسية الدارفورية وامتداداتها القطرية والاقليمية والدولية ٣– الادارة الاهلية ٤– منظمات المجتمع المدني الدارفورية الانسانية والتنموية والسياسية البحتة والمسيسة ٤– الشركاء الخلص على المستوى الاقليمي والدولي واخيرا .. المجد والخلود لشهداء الوطن ودارفور وكرينك والجنينة من جميع الاطراف التي تقاتلت والتي حقا وصدقا يجمع بينها اكثر من رابط متين في مقدمته حبل الله المتين فاطر السماوات والارض الذي امر بالتعاون على البر والتقوى ونهى عن الاثم والعدوان . وكل عام وانتم بخير اهلنا بدارفور بلدنا وبالسودان كافة….

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى