أعمدة

(تأملات) .. جمال عنقرة أحمد عثمان حمزة .. رجل المرحلة المناسب

عندما تم تعيين السيد أحمد عثمان حمزة واليا مكلفا لولاية الخرطوم للمرة الثانية، كتبت مقالا بعنوان “أحمد عثمان حمزة .. تجربة أم بدة وحدها تكفي” وراهنت في ذاك المقال عليه لتحقيق نجاحات كبيرة في ولاية الخرطوم قياسا علي ما تحقق في محلية أم بدة عندما كان مديرا تنفيذيا لها، وكنت متابعا لكثير من ذلك، لا سيما في فترة المعتمد السيد عبد اللطيف فضيلي، وما شجعني علي الرهان عليه، الطريقة التي كان يعمل بها، فهو رجل مهني، وتنفيذي من الدرجة الأولى، وهو رجل ميداني ومتابع دقيق لمشروعاته، ولم يكن مثل كثيرين غيره من المدراء التنفيذيين، لم أره في المكتب، ولا في غير المكتب بغير الزي “الميري” ومكتبه دائما مفتح الأبواب للعاملين والمتعاملين معه، ومما عرف به أحمد عثمان أنه رجل حقاني يعطي كل ذي حق حقه، وأذكر عندما اثنيت علي اختياره الدكتور يوسف الناير مديرا عاما لهيئة إذاعة وتلفزيون الخرطوم، قال لي أنه حتى تلك اللحظة التي كنت أتحدث معه فيها لا يعرف يوسف الناير، ولم يره قط في حياته، وأنه لو رآه الآن أمامه لن يعرفه، ولكنه فضله بناء علي الورق الذي وضع أمامه، وعلي سيرته الذاتية التي لم يجد مثيلا او حتى قريبا لها بين المرشحين الآخرين، وما فعله مع الدكتور يوسف الناير، فعله مع كل الآخرين الذين رشحهم لمواقع قيادية في الولاية.
ولما قرأت اليوم خبر استئناف العمل في كوبري الدباسين بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات، وأن ولاية الخرطوم قد أعدت المال المطلوب لذلك، ومعه المال المطلوب أيضا لصيانات مهمة في جسري النيل الأزرق وتوتي ازدت اطمئنانا أن السيد أحمد عثمان يسير في الطريق الصحيح الذي يقود الولاية إلى بر الأمان، وتذكرت جلسة معايدة قبل أيام في بيت أحد أعضاء مجلس السيادة، فلما جاء الحديث عن ولاية الخرطوم، قال عضو مجلس السيادة “أحمد عثمان كتر خيره، ريح بالنا من مشاكل ولاية الخرطوم” وهذا الحديث يقرأ مع الحراك الواسع الذي تقوم به حكومة ولاية الخرطوم في شتي المجالات، لا سيما مجال الأمن والتأمين، فلقد شهدت الأيام القليلة الماضية ضبط عدد من العصابات الإجرامية التي روعت سكان الخرطوم، لا سيما في المناطق الطرفية والشعبية، هذا فضلا عن العمل الكبير في مجالات المياه والتعليم والصحة، وغيرها من الخدمات.
وتجربة أحمد عثمان حمزة في ولاية الخرطوم تعزز ما ظللنا نكتبه، ونردده، ونتمسك به، وهو أن المهنيين والفنيين غير السياسيين، وغير الحزبيين هم الأقدر علي قيادة ما تبقي من الفترة الإنتقالية، ودائما ما أقول أن الحكومة القائمة حاليا، علي مستوي الوزراء والولاة هي الأنسب لهذه المرحلة، وقد تحتاج إلى بعض ترقيع محدود هنا وهناك لمزيد من التجويد، ولذلك اتحفظ علي كل مساعي ومحاولات تشكيل حكومة توافقية في هذه المرحلة، ولو كان هناك توافق فليكن علي كيفية وآلية إجراء الإنتخابات المرتقبة في أقل من عامين، حتى الحديث عن تكوين مجلس تشريعي انتقالي أعتقد أن زمنه قد فات، وولي، فلم تعد هناك حاجة إلى برلمان يأتي بالتعيين، ولم تعد هناك فرصة لتوافق علي أسماء يمكن أن يزعم أحد أنها تمثل أهل السودان، ثم أنه لم يتبق زمن لحسم قضايا خلافية أساسية عبر برلمان غير منتخب، ومن شأن ذلك أن يعمق من خلافات السودانيين، ويزيدهم شقاقا علي شقاق.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى