أعمدة

(علي كل) ..محمد عبدالقادر يكتب: (ويلز) تهزم العطش.. هنيئا ل(دارحمر)…

ما اعظم الانجازات عندما ترتبط بمشروعات خدمية حقيقية تعيد الحياة والامل والابتسامة لمن عزت عليهم البشريات ولازمتهم الهزائم والاحباطات خلال سنين طويلة قضت علي احلام اجيال واجيال ..
وما اروعها (الانجازات) حينما تعلن الحرب علي العطش وتستهدف الماء التي جعل منها الله ( كل شئ حي) وتتمكن من هزيمة المسغبة علي نحو ما تحتفل به البلاد اليوم في امتداد سبعين كيلومترا من منطقة ام البدري شمال شرقي مدينة النهود و حتي (عيال بخيت ) في اقصى شمال مناطق دار حمر…
تنهي تلكم المنطقة اليوم معاناة تاريخية طويلة مع العطش وهي تفتتح (مشروع مياه القرن) الذي تم تنفيذه بتمويل من بنك التنمية الأفريقي ( ١١ مليون بورو) وبتنفيذ شركة وطنية رائدة استطاعت ان تفوز بالعطاء بعد ان اشهرت مقدراتها الاستثناىية ودخلت رهان التنافس الي جانب اخريات (محلية واجنببة) ففازت بالعطاء وكانت في الموعد محققة احلام الاف المواطنين الذين اسهمت ازمة المياه التاريخية فى نزوحهم ونفوق حبواناتهم وجفاف اراضيهم وفقر بيئتهم وهاهم يستعدون للعودة اليوم بعد انتهاء كابوس ( العطش) المزمن ..
من حوض النهود الجوفي تتفجر المياه الان وتعلن عن حياة جديدة عبر عشرة ابار جوفية تم شقها في جوف الرمل باعماق مختلفة تتراوح من 130 الي 140 مترا لتنداح المياه الي حوض خرساني سعته 3100 متر مكعب يوفر اكثر من احتياج الانسان والحيوان والارض وبمنح حق التمتع بالماء القراح لاكثر من مائة وخمسين الف نسمة يقطنون اكثر من (25) قرية ، ويتوزعون في تلكم البقاع ، بحثا عن الماء والكلا والحياة الكريمة ..
استطاعت (شركة ويلز السودانية للخدمات والاستثمار ) مثلما يروى مديرها العام الباشمهندس الحاذق احمد محمد الزين وبكفاءاتها الوطنية المميزة ان تبرم للسودان موعدا مع انجاز وطني فريد ونجحت خلال اربعة اعوام ان تنفذ اكبر مشروع للمياه في السودان وبخبرات سودانية خالصة استحقت الثناء والاحتفاء..
اعتبارا من اليو الاثنين أن للارض ان تتزيا بثوب الوعد السندسي الاخضر وللانسان ان يرفل في نعيم الارتواء من الماء القراح فى مسافة 70 كيلومترا من منطقة ام البدري شمال شرقي مدينة النهود وحتي عيال بخيت في اقصى شمال دار حمر .
في مثلث العطش ببادية كردفان
وفي تلكم المناطق التي تشهد تدفق المياه اليوم بعد معاناة تاريخية مع العطش لم تفلح معها محاولات صندوق النقد الدولي واجتهادات الحكومات المتعاقبة اذ مازالت ذاكرة السبعينات تحتفظ بصورة لنائب برلماني من دائرة بارا غرب الشيخ الراحل/ مشاور جمعة سهل وهو يدخل البرلمان حاملاً (جركانة ماء) .. ومازالت القصص تحكي عن سعر برميل المياه الذي يفوق قيمة نفس الكمية من الوقود.. وتتندر المجالس من روايات تقول ان عملية الحلاقة (صلعة) كانت تكلف الصبي ان يركض مسافة طويلة حتي يخرج ( العرق ) من راسه فيستخدم بديلا للمياه..كل هذه المعاناة تنتهي اليوم بافتتاح مشروع مياه القرن ..
التحية ل(شركة ويلز الوطنية) وهي تقهر العطش المزمن من خلال مشروع (الخط الناقل لمياه غرب كردفان) بتوفير الماء للإنسان والحيوان والنبات في منطقة (دار حمر) شمال غرب كردفان ، المنطقة الأفقر من حيث المياه الأغنى بثروة حيوانية تضاهي البترول والذهب.
وطالما كان الصراع في السودان يرتبط بالموارد فان نموذج (مياه القرن) سيمثل حلا لكثير من الازمات المرتبطة بهذا الامر كما انه سيسهم في اعادة النازحين وسيفتح الباب واسعا امام نموذح يمكن تعميمه للقضاء علي العطش في السودان.
البشريات تقول انه الي جانب ضخ المياه بواسطة طلمبات طاردة عبر خطوط ناقلة إلى مسافة 70 كيلومتر من منطقة أم البدري شمال شرقي مدينة النهود إلى عيال بخيت في أقصى الشمال هنالك خط مياه آخر من جبل حيدوب إلى كنجارة بطول 70 كيلومتر كذلك بما يعرف بالخط الغربي.
هنيئا لاهلنا في تلكم المناطق بمشروع المياه ونهاية المعاناة وعودة الحياة.. وشكرا ل(شركة ويلز) التي اهدت البلاد مثل هذا الانحاز في زمن قلت فيه الاشراقات بل انعدمت تماما .. ولتكن تجربتها حادية لجهود الدولة الرامية لمحاربة العطش في مناطق اخرى…

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى