أعمدة

(مجرد سؤال؟) .. رقية ابوشوك.. “حماني القيد منع”

قالوا الحجيج قطع
قاصد نور البقع
قلبي زاد وجع
حماني القيد منع
وانا اطالع “سياسات وضوابط ترتيبات” حج هذا العام (1443ه) .. الذي تم الاعلان عنها امس “الثلاثاء” عبر مؤتمر صحفي ب “المجلس الاعلي للحج والعمرة”.. وكعادة الصحفيين واهل الصحافة عرجت اولآ لتكلفة الحج هذا العام ثم دلفت لبداية ونهاية التقديم والرابط الالكتروني الخاص بالتقديم ثم اول وآخر رحلة .
نعم هذه هي التي تهم كل من ينوي ارض الحرمين لقضاء ركن من اركان الاسلام وهو “الحج”الذي ارتبط بالاستطاعة وتذكرت للفور ونحن بالمرحلة الابتدائية وتحديدآ الصف السادس كنا نحفظ عن ظهر قلب ربط الحج بالاستطاعة ونردد ونقول: (بني الاسلام على خمسة … الي ان نقول وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلآ)
عامان انقضيا ووقفت “الكورونا”سدآ منيعآ من تحقيق رغبات واشواق المسلمين في كل بقاع العالم لاداء شعيرة “الحج” والتمتع باداء مناسكه من طواف وسعي ثم الركن الاعظم “عرفات” ومسجد نمرة ومزدلفة لجمع (الحصي) ومني ومخيماتها ورمي الجمرات
ياسلام انها سياحية روحانية يتوق اليها الكل الامر الذي يؤكد ان ارتفاع تكلفة ادائها لن تكون سببا في صد من يستطيع
فالسودانيين معروفين بحبهم لهذه الشعيرة ويكنزون من احلها الذهب والفضة ويدخرون اموالهم … لذا فلن تثنيهم ارتفاع تكلفتها
نعم هذا العام تكلفة الحج تجاوزت المليارين جوآ وبحرآ بعد ان قدم وزير الشئون الدينية والاوقاف “عبدالعاطي احمد عباس” اسباب هذا الارتفاع والذي تمثل في ارتفاع تكلفة خدمة مجموعة (الحزمات) من سكن واعاشة وترحيل وغيرها
ولكننا نقول ان ارتفاع تكلفة الحج ايضآ لها علاقة وطيدة بالراهن الاقتصادي الذي نعيشه والذي يرمي بظلاله على كل مناحي الحياة … فارتفاع اسعار الصرف بمافيها الريال السوداني والعملات الاخري يؤثر بطريقة غير مباشرة على التكلفة … فتكلفة “الحج” ليس بمنعزل عن تذبذب اسعار الصرف وان كانت قد استقرت نوعآ ما خلال الفترة الاخيرة
فالدول الاخري حتي وان عقدنا مقارنة بيننا وبينها وكانت تكلفتنا الاقل فهذا لايعني اننا في وضع احسن فلابد من الوضع في الاعتبار تدني مستوي دخل الفرد في السودان مع ارتفاع تكلفة المعيشة وارتفاع معدلات التضخم الذي يجئ ارتفاعه نتيجة لارتفاع اسعار “مجموعة الطعام والشراب والسكن” وغيرها من المجموعات المرتبطة بقياس معدل التضخم والتي تنعكس في ارتفاع تكلفة كل الاشياء الحياتية
فكما ذكرت فكل السودانيين يحنون ويشتاقون لاداء فريضة الحج لكن (حماني القيد منع) … و(القيد دا) قد يكون مرتبط بنسبة كبيرة بالتكلفة لذا فلابد من التفكير الجاد في تنفيذ فكرة انشاء “صندوق الحاج” والاستعانة بتجربة الدول التي سبقتنا في هذا المجال ففكرة انشاء هذا الصندوق يجب ان تتجدد ويتم تنفيذها حتي يساهم هذا الصندوق في حل مشكلة التكلفة وذلك حتي نحقق رغبة كل من ينوي ويتوق ويشتاق ل اداء شعيرة الحج وحينها سنردد مع اولاد البرعي :
بالطائرة السودانية
لي رسولنا قوماك بي
القومة حل اجلها
بسرعة لا تأجلها
هبطنا جدة سلامة
وجاءتنا البشارة علامة

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى