أعمدة

صلاح الكامل يكتب: وراق في بحر ابيض .. بين إمكان البقاء او إحتمال المغادرة

غض النظر عن راي حزبه وقتها، فقد استقبلت قاعده عريضه من مواطني الولاية تعين اسماعيل فتح الرحمن حامد وراق واليا علي النيل الابيض بإرتياح، أمل وعشم رغما عن عدم مشاركته في ثورة ديسمبر ولا بوقفة هجير وانه لم يغبر اقدامه في فحيح مظاهراتها ولم تكتحل نواظره ببمبان الكجر وقتها، داعي ذلك الإرتياح، الامل والعشم انه احد ابناء الولايه المفترض فيه معرفة انسانها وكيفية جلب إحتياجاته وتشخيص أدواء مرافقها وإيجاد إمكانية لعلاجها وانه يعد متوفر علي تأهيل علمي وصاحب خلفيه نشاط اسفيري معني بالنيل الابيض، ولم يكن احد يدري انه غير مالك لملكة الحكم والادارة، فغني عن القول ان الملكة في ذاتها – علي قول المناطقة – لا يوجدها نشاط او حراك ولا يجلبها تأهيل او تعلم انما ينمياها ان هي وجدت.
● عندما تعانق هذه الحروف عيون القراء يكون اسماعيل وراق قد اكمل عاما كاملا (يزيد اياما) علي كرسي والي ولاية النيل الابيض وحاصل هذا العام من جهة الإنجاز ضئيل لدرجة انه لا يقدر بقيمه في محصلة التقييم والتقويم، وعلي الذين يدافعون عن تجربة الوالي وراق تقديم انجازاته في عملية جرد حساب، فلم نري غير عطاءت بغير انفاذ لزوم (الشوا)، وفي نوحي غير مسيسه بحياة المواطن!، دلني يا صاحي علي مستشفي تمت صيانتها او مدرسه شيدت او مرفق معطوب اصلح، فحتي الآن لم تشهد الولايه في عهد هذا الوالي افتتاح مشفي او مرفق خدمي واحد وحتي مياه الشرب انعدمت والحال ان الولاية تجتنب النيل الدفاق والذي يرسل عذب ماءه ليصل حتي دلتا مصر ولم تتوفر للولايه آليات سقيا للناس والزرع والضرع!!( *كالعير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول*)، فالرجل عجز بشكل كبير عن توفير مدخلات الزراعة وشاهد ذلك العجز إعتصام الزراعيين في الولاية الذي لم يفضه الا حرصهم علي تمويل المزارع، ولم يتوفر حتي الآن مقوم للعروة الزراعية القادمة والهامة وتبعا للفشل في الزراعة يتبع ذلك شلل في توابعها من ثروة حيوانية وصناعة تحويلية.. مزارع المشاريع الزراعية في الولاية يشتكي لطوب الارض من عدم الاهتمام بدعم العملية الزراعية في ظل ظروف ضاغطة علي المواطن الذي كان يمني نفسه بالإنسناد علي المحصول القادم والذي اضحي بعيد المنال !.. المرافق الصحية في عهده كادت تخرج عن الخدمة (مستشفي كوستي نموذجا) .. اكملت الولاية عامها الدراسي في ظل نقص كبير في جميع مقومات العملية التعليمية من إجلاس وكتاب وكراس وتستقبل عام قادم خالي الوفاض ولا يعرف له حراكا الا انه فصل ما يقارب مائة معلم من النشاط الطلابي!..جاء الوالي بفرضية ان يقوم بدور متكامل لخدمة انسان الولاية في كل الصعد، بيد انه لم يزور اغلب محليات الولاية ولم يخاطب انسانها في منتدي او لقاء سياسي، فالتنمية السياسية داخله ضمن مقومات التنمية الكلية بحسبانها تخلق تواصل وتعارف بين الحاكم والمحكوم وتعد الطريق لصناديق الانتخاب القادمه،
لم يغبر وراق البرادو التي خرج من سقفها بتراب نجوع الولاية في لقاءات جماهيرية ليري ويسمع ومن ثم يقرر بدلا عن اعتماده علي مستشارين لم يفصح عن اسماءهم حتي هذه اللحظه ولم يخاطب جماهير الثورة الا في مناسبات محدوده من الاعتصامات التي حدثت وقد بدأ مرتبكا وغير مرتبا في حديثه في بعضها !،فهذا الوالي مواجه بتحدي ان هذه الولايه قد اكتسحها حزبه (حزب الامه القومي) في اخر انتخابات ديمقراطيه (١٩٨٦م) ووراق لم يقدم ما يحقق ذلكم الحلم، ويري البعض ان تواصله الاجتماعي ضعيفا الم يكن معدوما !.
● عام كامل في عمر الزمن والناس كافي للحكم التقييمي وبهذا اللحاظ فان تجربة هذا الوالي لم تقدم ما يشفع له او يجعل الابقاء عليه مقبولا، اللهم الا ان تتدخل المحاصصه فتقدم (المؤخر) بدواعي بعيده عن مظان العطاء واستحقاق الإنجاز، فلو كانت للحاضنه السياسيه اجهزة تقييم واستقراء فان تفعيلها حتما في غير صالح اعادة تكليف وراق، اللهم الا ان تكون الحاضنه السياسية غير راغبه في إرضاء إنسان الولايه ليقف داعما لها عند دق طبول الاختيار الديمقراطي القادم.

**منقول من صحيفة الانتباهة الصادره اليوم الجمعه١٣ أغسطس٢٠٢١م صفحة٦*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى