أعمدة

*مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. الخرطوم/ الرياض … الطريق إلى الإستقرار ….!

منذ الإعلان عن اللقاء الذي تم بين سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان ، سعادة السفير ” علي بن حسن جعفر ” ، يوم الإثنين قبل الماضي ، لمساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية ، السيدة ” مولي في ” ، رفقة القائمة بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم ، السيدة ” لوسي تاملين ” ، ترقّبت شخصياً حدثاً كبيراً ، يحرّك ساكن الأوضاع الراهنة ، والجمود الذي ضرب المشهد السوداني ، وكاد أن يطيل أمد الأزمة السياسية الحادة ، والمفتعلة في تقدير كثير من المراقبين للشأن السوداني .
إعتمدت الرياض في تعاملها مع الخرطوم ، على وضوح الرؤية ، والتعاون في الوصول إلى تحقيق الهدف الأسمى للبلدين ، وهو المصلحة المشتركة ، ويبدو ذلك من خلال العلاقة التاريخية والمميزة بين البلدين الشقيقين ، والتي ترسخت أكثر في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ، ومن تولّى الأمر بعده من أشقائه الكرام ، أبناء مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة ، الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود ، وهو مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة وأول ملوكها ، والحاكم الرابع عشر من أسرة آل سعود .
أذكر ويذكر كل من عاش فترة ما بعد إنتفاضة أبريل من العام 1985 م ، والتي أنهت حكم الرئيس الراحل جعفر محمد نميري ، رحمه الله ، نذكر جميعنا كلمة صادقة وعميقة ، للملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ، رحمه الله ، وهو أول من قام بتغيير
لقب صاحب الجلالة وغيره بـ «خادم الحرمين الشريفين» ليكون أول ملك رسمي يلقب بهذا المصطلح ، منذ العام 1986 م ؛ وقد كانت كلمته تلك هي إن المملكة العربية السعودية يمكنها أن تتقاسم اللقمة مع الأشقاء في السودان ؛ وكانت بلادنا وقتها تعالج جراحات ما بعد تغيير النظام ، وتحاول التعافي من آثار الجفاف والتصحر الذي ضرب جزءاً من القارة الأفريقية منتصف ثمانينيات القرن العشرين .
الآن نجد أن المملكة الشقيقة تحاول أن تتدخل من أجل رأب الصدع الذي ضرب القوى السياسية في السودان ، فأمن السودان هو من أمن المملكة ، وأمن المملكة من أمن السودان ، بل إن أمن المنطقة والإقليم وأمن الدول المطلة على البحر الأحمر ، مترابط ويؤثر بعضه على بعض ، وستظل منطقتنا مطمعاً لناهبي ثروات الشعوب بإسم التحالفات العالمية والغربية ، وسيظل البحر الأحمر مطمعاً لدول كثيرة وكبيرة ، لأن المتحكم فيه ، يتحكم في ثلث تجارة العالم ، ومنتجاته النفطية ، إن لم يكن أكثر .
الشعوب لن تنسى أبداً من يقف إلى جانبها في ساعات المحن ، حتى وإن نسيت الأنظمة والحكومات ، ولن ننسى أن المملكة العربية السعودية الشقيقة قد نأت بنفسها عن أي صراعات على السلطة في السودان ، ولم تجعل أراضيها مثابة أو نقطة إنطلاق لأي عمل عدائي ضد البلاد ، حتى وإن تخالفت الحكومات وإختلفت .
الآن ومع تحركات الأخ الكريم سعادة السفير السعودي لدى السودان علي بن حسن جعفر ، والتي تنطلق وفق موجهات عامة تمثل توجهات بلاده نحو السودان ، الآن نجد أنفسنا نستقبل بإذن الله تعالى واقعاً جديداً ، تصنعه وحدة الهدف والمصير ، ونتمنى أن تكون القوى السياسية على قدر كبير من المسؤولية الوطنية التي تعبر بنا إلى محطة الإستقرار المنشود ، الذي لن يتحقق ألا إذا توفرت الإرادة ، وخلصت النوايا ، وأصبح الوطن هو الهدف وهو المراد .ولا نملك إلا أن نقول شكراً جزيلاً لسفير خادم الحرمين الشريفين ، وشكراً جزيلاً للأشقاء في المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى