أعمدة

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. خطاب مفتوح نقرأه مع رئيس وأعضاء مجلس السّيادة …

السيّد رئيس مجلس السّيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، والسادة أعضاء المجلس من المكوّنين العسكري والمدني …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، نحن نعرف ما تمر به بلادنا من أوضاع إستثنائية ، وأزمات إنعكست سلباً على كل أفراد الشعب السوداني ، ونعلم وتعلمون أن هناك فئة أعطت ولم تستبق شيئاً ، هي فئة المعاشيين الذين يستحقون العيش الكريم بعد سنوات العطاء الثر في سبيل الوطن والمواطنين ، ومع ذلك نجد الكثيرين منهم لا يملكون قيمة العلاج الذي يحتاجه من تقدم به العمر ، ونحن وأنتم نعلم جميعاً إن جملة ما يحصل عليه المعاشي في الشهر الواحد ، لا يتجاوز العشرة آلاف جنيه ، وهو مبلغ لا يساوي أكثر من سبعة عشر دولار ، ولكم أن تتخيلوا حال مواطن معاشي نفرض عليه أن يعيش بهذا المبلغ طوال شهر كامل ، ولنا أن نتخيل إن كان يعول زوجة أو عدداً من الأبناء والبنات ، ترى كيف يكون حال هذه الأسرة .. ؟
قبل يومين تداول مستخدمو وسائل التواصل الإجتماعي مآسٍ لبعض الأسر السودانية التي أجبرتها الظروف ، وإضطرتها الضائقة المعيشية إلى بيع بعض أثاثات بيوتهم ، وبعض مقتنياتهم من الأجهزة الكهربائية والمنزلية ، بأبخس الأثمان ، وكلهم يقول لمن سأله عن أسباب هذا البيع : ” الجوع كافر ” .
قبل أيام إنعقدت ورشة عمل حول المعاشات والمعاشيين ، الورشة أوصت بأن تتم زيادة المعاش بنسبة خمسين بالمائة ، وهذا يعني أن يصبح المعاش الشهري خمسة عشر ألف جنيه ، وذلك يعني أن تكون مصروفات اليوم الواحد خمسمائة جنيه ، وهي لا تكفي مصروفاً لطفل في مرحلة الأساس .. وياله من مقترح بئيس كان من الأفضل ألّا يتم تقديمه ، وكان من الأكرم ألّا يعلن الصندوق الوطني للمعاشات والتأمينات الإجتماعية تبنيه لهذا المقترح .
نخاطب السادة رئيس وأعضاء مجلس السّيادة ، لأن إتخاذ أي قرار إصلاحي في هذا الجانب ، هو قرار سيادي ، خاصة وإنه ليس هناك مجلس تشريعي قائم يقوم بهذا العمل ويعدّل القوانين ، ونحن نعرف أن هناك صراعات وشد وجذب داخل الصندوق الوطني للمعاشات والتأمينات الإجتماعية ، بين من يرفضون الإدارة الحالية ، وبين من يؤيدون بقاءها ، وهو قرار سيادي لا يصدر من وزير المالية أو أي وزير آخر ، لذلك ننتظر القرار السّيادي الذي يسعد الآلاف من المعاشيين وأسرهم ؛ بل ننتظر ما هو أكثر من ذلك ، بأن يصدر قرار بمجانية العلاج لكل المعاشيين ، وهم فئة عمرية تعاني من الأمراض المرتبطة بتقدم العمر ، مثل أمراض ضغط الدم ، والسكري ، والروماتيزم وأمراض العظام ، وأمراض العيون ، وفي هذا إن حدث تكريم لهذه الفئة العظيمة التي أدت ما عليها ولم تنتظر الجزاء .
السيد رئيس وأعضاء مجلس السّيادة بشقيه العسكري والمدني ، لعل دافعي لكتابة هذا المقال هو ما شاهدته ولمسته وعايشته من معاناة عدد من المعاشيين ، ومنهم رجل نعتز به في مجال الإعلام والتعليم العالي معاً ، هو الصديق والرفيق وأستاذ الأجيال الخبير الإعلامي البروفيسور صلاح الدين الفاضل أرسد ، المدير الأسبق للإذاعة السودانية ، وأستاذ الإعلام في عدد من الجامعات السودانية ، وقد توقف الآن تماماً عن العمل بسبب المرض الذي أقعده تماماً ، فالأخ الكريم الأستاذ الدكتور صلاح الدين الفاضل ، يعاني من مرض الفشل الكلوي ، وتُجرى له عمليات الغسيل مرتين في الأسبوع ، وهي تكلفة فوق طاقة القادرين ، فما بالكم بالمعاشيين ، وهو للعلم رجل لم نقدم له ما يستحق ، ولن يصدق أحد أن البروفيسور صلاح الدين الفاضل ، لا يملك بيتاً حتى الآن .
أخي السيد رئيس مجلس السّيادة والأخوة أعضاء المجلس ، أول المقال هو قضية عامة تخص المعاشيين ، وبقية المقال هو قضية خاصة بأحد رموزنا الوطنية والإعلامية .. رجاءً تدخلوا .. رجاءً .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى