أعمدة

صلاح حبيب يكتب في (ولنا راي) .. 30 يونيو .. هل انتفاضة جديدة؟!

اعلنت قوي الحرية والتغيير ولجان المقاومة وبعض الاحزاب السياسية المشاركة في مليونية الثلاثين من يونيو الخميس القادم لكن حتي الان لم نعرف هل تلك الدعوة بغرض إسقاط نطام العسكر الذي انقلب علي المشاركين له من القوى المدنية في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي وهل تلك الدعوة فعلا ستعمل علي إسقاط النظام كما حدث في انتفاضة رجب ابريل 1985 او الثور ات السابقة بالتاكيد الوضع يختلف تماما الان فاذا رجعنا الي الانتفاضات الشعبية التي حدثت بالبلاد منذ نطام الفريق عبود الذي سقط بثورة اكتوبر المجيدة في 1964، وهذه الثورة كان الجو مهيا لها تماما والصراع محتدم والمظاهرات انتظمت كل أرجاء البلاد، بجانب القوي السياسية التي عملت علي تعبات الشارع وفي ظل الشحن الكبير لم يجد العسكر الا الرحيل فاعلن الفريق عبود خطابا للأمة السودانية معلنا التنازل عن الحكم ومن ثم انحازت القوات المسلحة و اتفقت مع المدنيين علي حكم البلاد و فق فترة زمنية محددة وبالفعل تم تكوين الحكومة برئاسة سرالختم الخليفة كرئيس للوزراء، ثم انحازت القوات الميلحة في رجب ابريل بعد ان ضغط الضباط الصغار بالتعاون مع بعض الرتب العسكرية مثل الفريق تاج الدين عبد الله فضل واللواء عثمان عبدالله و فارس حسني وحمادة عبدالعظيم وغيرهم من الضباط الذين اجبروا الفريق الراحل سوار الذهب بالانحياز للشعب ولولا انحياز القوات المسلحة لما نجحت الانتفاضة، فاليوم وبعد ثورة ديسمبر العظيمة التي انحازت لها القوات المسلحة في العام 2018 ما كان لها أن تنجح لولا انحياز العسكر لها وهذا يعني ان الثورة التي يحركها الساسة المدنيين مالم يكون لها سند من العسكر يين فلن تنجح، اذن فان مليونية الثلاثين من يونيو لن يكتب لها النجاح طالما العسكر علي سدة الحكم فالوضع هنا يختلف عن كل الثورات السابقة فالعسكر الان شريك في الحكومة المدنية ولم يكون خارج دائرة الحكم فكل الأمور تحت سيطرته اي ان السلاح والقوة بكل مكوناتها تحت يده والشارع اعلن منذ قيام ثورة ديسمبر بسلميتها فطالما الثورة سلمية ولم يحدث اي نوع من التخريب او الاعتداء علي مؤسسات الدولة فالعسكر في امن ولن يجبرهم احد الانصياع للشارع اوالتنازل عن الحكم، لذا لابد ان يتفق الجميع علي ان قوة واحدة لن تستطيع علي الحكم فالمدنيين محتاجين للعسكريين و العسكريين محتاجين الي المدنيين لكن ركوب الراس لن يقود البلاد الي تحقيق الامن و السلام و الاستقرار، فالظرف تغيير ففي الثورات السابقة لم تكون هناك اجندات خارجية او عمالة او الوقو ع تحت تاثير الدو لار و غير ذلك من العملات التي يتم بها شراء الذمم والنفوس، ففي الثورات السابقة كان الحراك داخليا التغيير ايضا داخليا ولم تات قيادات من الخارج لتتولي زمام الامور فالجميع كانوا بالداخل لكن الوضع الان اختلف فهناك من جاء ولم تكون له ادني معرفة بالحكم ولا بالظر ف التي كان يعيش فيها الشعب لذا كان تفكيرهم كيف يعتلوا كراسي السلطة ولو علي ارواح الشهداء، لذا فشلوا في اول امتحان تعر ضوا له وسيظل الفشل ملازمهم اذا فكروا مرة اخري الدخول في تلك التجربة، ان مليونية الثلاثين من يونيو سيخرج لها الملايين في كل أنحاء البلاد ولكن ستكون مثلها مثل المليونيات التي انتظمت البلاد منذ انقلاب الخامس و العشرين من اكتوبر الماضي فيجب ان يتناسي الجميع خلافاتهم مدنيين وعسكريين من اجل مصلحة الوطن والا فان الامر سوف يتطور لامر اخر سنفقد من خلاله كل البلاد، لذا لابد من تدخل العقلاء لنزع فتيل الأزمة قبل ان يحدث الانفجار الكامل.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى