أعمدة

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) فرصتنا أجل الوطن …٩

ما حدث في حق أبنائنا السبعة ، من جنود القوات المسلحة السودانية ، وفي حق مواطن مدني سوداني قبل أيام ، من قِبَل الجيش الأثيوبي ، هو جريمة بشعة ومُنكَرة تتعارض مع الشرائع والأعراف الدينية والإنسانية ، والدولية ، إذ إن إعدام الأسرى أمرٌ لا يقبله دينٌ ولا عقلٌ ولا منطق ؛ بل زاد عليه الذين نفذوا هذه الجريمة بدم بارد ، أن قاموا بتصوير هؤلاء الأبطال الأشاوس ، وتم توزيع الصور من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ، ليس في إثيوبيا وحدها ، بل وصلت إلينا هنا في السودان ولكل الدنيا ، في أقل من ثلاثٍ وعشرين ثانية ، وهي الفترة التي يستغرقها إرسال أي رسالة من أي بقعة في الأرض ، إلى أي بقعة أخرى مهما بعدت .
يتصور الذين أرسلوا رسالة الخزي والعار تلك ، أنهم حققوا نصراً كبيراَ بنشرهم لتلك الصور ، لكنهم أكّدوا على أنهم ما زالوا يعانون آثار الهزيمة على الأرض التي إستردهاجنودنا البواسل ، وأنهم ما زالوا يعانون آثار الهزيمة النفسية التي لحقت بهم أمام شعبهم ، بعد أن قام جيشنا العظيم بطردهم إلى داخل حدود دولتهم ، وإسترداد كل اراضي الفشقة المحتلة .
ما حدث من إعتداء سافر وغَادِر على أبنائنا من منسوبي القوات المسلحة السودانية ، وعلى غيرهم من المواطنين السودانيين ، يستوجب الرد السريع والحاسم ، ونحن نعلم دوافع ذلك العدوان الجبان ، لأنه محاولة هروب من أزمات الداخل الأثيوبي ، والصراعات الاثنية والمناطقية داخل دولة إثيوبيا ، إلى إختلاق أزمات لصرف النظر عما يحدث في الداخل الأثيوبي ، وقد أخذت الصراعات تأخذ من قاعدة الإستقرار والأمن في دولة إثيوبيا فتقلصت رويداً رويداً ، خاصة مع الأزمات الإقتصادية الناجمة عن إسترداد السّودان لكامل أراضي الفشقة المحتلة منذ ثلاثة عقود ، والناجمة أيضاً عن الإندفاع وراء تحقيق أحلام بعض قيادات الدولة الأثيوبية هناك ، في تشييد سد النهضة ، والذي يرى البعض هناك أنه سدٌّ ذو ثلاث شعب ، الشعبة الأولى هي إنتاج الكهرباء فقط ، ونحن نعلم أنه لن يستخدم من أجل الزراعة أو إستصلاح الأراضي ، فالهضبة الأثيوبية جبالٌ ومرتفعات ليست بها مساحات كبيرة تصلح للزراعة .
أما الشعبة الثانية فهي إيقاف الحلم السوداني المشروع بإسترداد منطقة بني شنقول ، وهي إقليم سوداني خالص ، يمكن أن يتثبّت المتشكّكون في سودانيته من الوثائق التي مازالت موجودة وحية في دور الوثائق هنا وهناك وفي بريطانيا .
أما الشعبة الثالثة فهي إستخدام السد وسيلةً للتحكم في إنسياب مياه النيل الأزرق إلى كلّ من السّودان ومصر ، بل وسيلة لتهديد الأمن المائي والمجتمعي والإقتصادي في البلدين .
الآن وجب علينا أن نقف جميعنا خلف جيشنا العظيم ، وأن يتناسى السّياسيون خلافاتهم وصراعاتهم على كراسي الحكم ، فالذي حدث ويحدث الآن ، يستهدف هذا الوطن كله ، الوطن الذي يضم بين أراضيه أكثر من مليوني لاجئ اثيوبي هارب من جحيم ما يحدث في بلاده ، وهذا أمرّ يتطلّب إعادة النظر فيه ، ولا يعني هذا المطالبة بطرد هؤلاء اللاجئين الذين إستجاروا ببلادنا ، لكن من بينهم بالتأكيد من هم ليسوا بلاجئينو، بينهم رجال الاستخبارات الذين يرصدون ما يحدث في بلادناز، وبعضهم مكلف برصد ومتابعة إثيوبيين آخرين معارضين لنظام الحكم في بلادهم .
الملف كبير وشائك ، لكن الأهم من هذا كله الآن أن يكون الرد سريعاًََ ، وأن يتم تنظيم الوجود الأثيوبي في السودان بالطرق القانونية المتعارف عليها… كفانا فوضى .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى