أعمدة

احمد عبدالوهاب كتب في (فنجان) .. دمعة حرى في رحيل المهندس أحمد عثمان الجندي

غيب هادم اللذات عقب عطلة عيد الفطر المبارك، الاخ العزيز المغفور له باذن الله تعالى المهندس احمد عثمان الجندي، الرجل النسمة الدائم البسمة.. والرياضي المطبوع، وصاحب الرأي المسموع.. رحل إثر علة لم تمهله طويلا.. وراح مبكيا على شبابه الغض، واخلاقه العالية، ونفسه السخية الراضية..
وقد كان تشييعه في مسقط رأسه، ترجمة حقيقية لوفاء أهل ودمدني للرجل المعطاء. وكانت جنازته استفتاء حقيقيا لحب أهل الجزيرة الخضراء الكرام للرجل الكريم.. كمعني سامي من معاني الوفاء لأهل العطاء.. وقد خف رسميون وشعبيون مع عشرات الآلاف لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه الطاهر.. والصلاة عليه والدعاء له وحضور مراسم الدفن..
وبمثلما كان الفقيد مبرزا في دراسته الأكاديمية ، كان أيضا متفوقا في مجاله الهندسي وناجحا في أعماله التجارية..
ولم يشغله كل ذلك النجاح عن عشقه الرياضي، فقد كان يدرك جيدا أن العقل السليم في الجسم السليم.. مارس المهندس الراحل الرياضة لاعبا موهوبا، وإداريا فذا.. وتوج ذلك بأن كان لآخر أيام حياته رئيسا لنادي الأهلي مدني. أحد أعرق وأشهر اندية السودان والجزيرة.. والذي يطيب لعشاق المستديرة تسميته ب( سيد الاتيام ).. ولا عجب أن تدافع المجتمع الرياضي بالعاصمة الخرطوم، وبحاضرة الجزيرة ، والولايات إلى أداء واجب العزاء، وتأبين الفقيد.. وكانت لفتة رائعة من أندية الممتاز بمدني ان جاء منها الاقطاب والاداريون ومعهم المنتخبات ، والفرق بكامل زيهم الرياضي المميز لكل نادي تعبيرا عن تضامن الوسط الرياضي مع أسرة الفقيد في فقدهم الجلل…
كان الرجل صاحب البسمة المرسومة على محياه على الدوام، صاحب قلب سخي، وكف ندي.. وحلال مشاكل وكافل أيتام .. تدافع الفقراء والمساكين صوب مأتمه باكين معددين مآثره وذاكرين بالخير اياديه البيضاء.. فقد كان يصلهم برجله وجيبه.. وكان الذي في جيبه ليس ملكا له.. وكما قال عكير الدامر كان (عدو مالو)..
رحل الرجل الشهم الكريم إلى أكرم جوار، وترك أسرة صغيرة في كنف اخوال عظام، واعمام كرام.
والعزاء موصول لآل الركابي بمدني والخرطوم، وللاخوة صلاح ومحمد ودفع الله طه الركابي..
نسأل الله تعالى أن يجعل البركة في عقبه، ويبارك في عثمان، ويربط على قلب أم عثمان ورغد وثريا وبكوري.. وأن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والغفران، ويسكنه عالي الجنان، ويلهم أسرته وآله وعارفي فضله الصبر والسلوان..
إنه الكريم الرحيم، الحنان المنان..
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى