تقارير

احداث افغانستان.. بصمات امريكية لا تمحوها الالاعيب!!

تتوجه انظار واهتمام العالم كله هذه الأيام على الأحداث الجارية في أفغانستان وعودة طالبان الي تصدر المشهد السياسي الافغاني بقوة اشبه مايكون بزلزال تدميري كاسح وسريع لم يتعد اللحظات لينتهي كاشفا عن هدم كل ما كان قائما من سلطة وحياة وحضارة مدعومة بامريكا ومستندة في نفوذها علي المعسكر الغربي!
ودون ادني وخزة ضمير اعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها خروجها من افغانستان بعد اكثر من عشرين عاما تاركة اؤلئك الأشخاص الذين تعاونوا معهما لمصيرهم دون اي اعتبار لصداقة او تحالف او شراكة او اي اتفاقات تمت تحت المنضدة فيما بينها وبينهم من اجل توطيد نفوذها في افغانستان!
علي الرغم من تأكيداتها علي أعلى مستوياتها الادارية في السلطة وقبل أيام قليلة أنه لن يتأذى أحد وأن الولايات المتحدة لن تترك أي شخص في ورطة. ومع ذلك لم يكن الأمر كذلك تمامًا.
أخذ “الشركاء” الغربيون أنفسهم فقط؛ وفي اعادة نادرة لاحداث ومشاهد مطار “سايغون” بعد خروج امريكا منها واجلاء مواطنيها يتكرر ذات المشهد بمطار كابول في نفس الشهر من العام 1973 في فيتنام فتماما كما حدث هناك يحدث الان في كابول؛ بمجرد دخول حركة طالبان وقطعت يد التدخل والهيمنة و”الهمبتة” والسطو المنظم لبلدها ارتعب المتعاونون من عملاء الداخل وعلا صراخهم! وبعد ان اختارت امريكا من عملائها من تريد منهم تركت اغلب الباقين الذين سوف يكتشفون كيف التعامل مع الحال بأنفسهم حينما يكونوا وجها لوجه مع السلطات الحاكمة من طالبان!
وذلك مثال جيد كما يري الخبراء للسودانيين الذين يعتمدون على “الشركاء” الغربيين ويضعون كل “البيض” في سلة امريكا!؟
وان كان هنالك من درس يمكننا الاستفادة منه باستيلاء حركة طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان هو نفاق الغرب وعلي رأسه امريكا وازدواجته في الشعارات التي يرفعها بصورة جاذبة ومغرية للسذج والبسطاء كموضوع الدفاع عن الديمقراطية و حقوق الإنسان و النوع و ما الى ذلك من شعارات براقة وانها لا تهمه حقيقة بل لا بهمه ان تتحرر الشعوب من الظلم او الجهل وانما تهمه المصالح التي يحققها من خلال ذلك! لم تثبت الاحداث سوى حقيقة واحدة تقول انه لم تهتم الولايات المتحدة أبدًا بأولئك الذين أقامت معهم ما يسمى بالشراكة! وانما كان اهتمامها دوما بثلاثية تمثل جماع مصالحها التي تنجرف معها دوما الولايات المتحدة في السياسة العالمية وهي الموارد والتحكم والفوائد!؟ هذه هي أمريكا أيها السادة؟!.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى