أعمدة

ضياء الدين بلال يكتب (عامٌ على الرَّحيل)

في مثل هذا اليوم، رحل الأستاذ الإنسان كمال حسن بخيت، رئيس تحرير عدد من الصحف السودانية والكاتب الصحفي المعروف.

أبو مصعب، صاحب العلاقات النوعية الواسعة داخل السودان وخارجه، صديق عُظماء الشعراء والمُفكِّرين، محمود درويش والفيتوري وغادة السمان ومنصور خالد وغيرهم.

الراحل كمال بخيت من أميز صُنّاع صفحات المنوعات والفنون في الصحافة السودانية، وصاحب عناوين خالدة في أرشيفها المُمتد, وهو يُقدِّم المُبدعين للجمهور.
الجميع يذكرون، كيف قدّم صاحبة الصوت العذب الشجي النسائمي، سميرة دنيا بعنوان جاذب وباهر (دنيا اسمها سميرة).
ولأستاذ كمال، حوارات ماتعة مع مُفكِّرين وسِياسيين وشُعراء وأُدباء عُرفت بأوراق العمر.
عاشرت أستاذ كمال رئيساً لتحرير العزيزة (الرأي العام) وهي في قِمّة سُطُوعها، وكُنت مديراً للتحرير مع صديق الروح والود الجميل أبو حباب.
كان بين ثلاثتنا ودٌ مُمتد،ٌ وضحكٌ وطرائف ومقالب بريئة، ووجباتٌ مُشتركةٌ.
ولأستاذ كمال معرفة أمدرمانية بأفضل محال الطعام، السمك من السبكي، والفول من فريد، واللحوم من البرنس، والبطيخ (حمرة وحلا).
يدعوني للإفطار معه واعتذر (فاطر يا أستاذ ما عاوز)، فتخرج مقولته المأثورة (لا تتعجّل يا ضياء، تأتي الرغبة، حينما يحضر الطعام).

كان كريماً، بشوشاً، مضيافاً، مكتبه لا يخلو من الزُّوّار من مُختلف طبقات المُجتمع، وهنالك تتدفّق القصص والحكاوي وتخرج الأسرا ر والنوادر (حاج رحمة خلي النار تحمى ونادوا لي أمير التلب).

لا أحدٌ يغضب من كمال، فهو صديق الجميع وخِلّهم الوفي، صَريحٌ ومُباشرٌ ولكنه لا يحرج أحداً, ولا يخدش مشاعر، ولا يكسر خاطراً.

صارع المرض بصبرٍ وثَبَاتٍ وجَلدٍ، وبدعمٍ أسري حنون مدرار.
ورغم لزومه المنزل لسنواتٍ وتوقُّفه عن العمل، لم ينقطع عن مُتابعة تفاصيل الشؤون العامة، بسياستها وفنها وخيرها وشرها والعالم السري للأشياء.

رحم الله الأستاذ كمال حسن بخيت وتغمده بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى