أعمدة

( رؤى متجددة ) .. أبشر رفاي ..مرحبآ به في وطنه الثاني السفير الامريكي فزع ام فزاعة ولا فازع

واخيرا وصل السفير الامريكي لدى السودان الذي طال انتظاره وكما يقول السودانيون القدم ليهو رافع ، مرحبا به في وطنه الثاني بين أهله وعشيرته في الانسانية وقواسمها وشراكاتها ومصيرها المشترك ، حللتم اهلا ونزلتم سهلا ، شكرا الادارة الامريكية الديمقراطية بقيادة حكيمها الرئيس جو بايدن والجهات السياسية والتنفيذية والتشريعية والاستراتيجية المختصة بترقية وتنمية العلاقات الخارجية عموما والسودانية الامريكية على وجه الخصوص بترفيع مستوى العلاقات الى درجة سفير ، المستوى الذي افتقدته العلاقات الثنائية طويلا ، وهو مستوى مهم للغاية لما له من ايجابيات عظيمة تخدم مصالح البلدين بشكل كبير اذا وظفت التوظيف الامثل …
تربط السودان بالولايات المتحدة الامريكية علاقات تاريخية استراتيجية رأسية وافقية على الصعيد الثنائى والعمق الاقليمي والمحيط الدولي .
امريكا بلا ادنى شك دولة مفتاحية عظمى على رأس النظام العالمي الجديد الذي ينادي بصون حقوق الانسان عبر قيم الديمقراطيات والشفافية وترقية علاقات الشعوب وأنسنتها بأزالة واذابت كافة اشكال التمييز الذي يزين موثيق ومعاهدات النظام العالمي الجديد ولم يتوقف الامر عند هذا الحد انما بلغ مرحلة ضرورة صون الكونيات والكون كوكب الأرض على سبيل المثال .
.هذا التوجه ان صدق ولم تخالطه المفاهيم الخاطئة والمتعمدة وثقافة الامبريالية والهيمنة واجندة استغلال واضطهاد الشعوب هذا التوجه يتفق ويتسق تماما مع المبادئ العامة والمعاني الجوهرية للرسالات السماوية مجتمعة ومع الاعراف الانسانية الفطرية الحميدة .
.تساءلنا في عنوان القراءة هل السفير الامريكي الجديد جاء فزع ، ام مفزع بضم الميم وتشديد الفاء ، ام فزاعة ، ام فازع تلك المفردات لها مفاهيم ومعاني ودلالات مختلفة سيتضح اي منها المقصود لاحقا ، عند المحك ومحطة الفعل الميداني والديواني ومن وراء الكواليس ، قديما قالوا (الكضب) قلة أكيدة دعونا نترريث قليلا حذر الوقوع في محظورات الكذب وسوء الظن وانه لايغني عن الحق شيئا ، ولكن من باب اعقلها وتوكل ، فأن مؤشر الطقس السياسي الملبد بغيوم مطر المنزرين ومراصد اتجاهات الاعاصير والريح العقيم التي ظلت تهب وتستهبب بين الفينة والاخرى من مناطق الضغط العالى والمنخفض ، تجاه بيئتنا السياسية ، تفيد بأن مجئ السفير الامريكي ونائب مدعى محكمة الجنايات الدولية في هذا التوقيت لم يكن مصادفة وانما له علاقة مباشرة بحركة وحراك المشهد الداخلي ..
ومما يؤسف له بان ثورة ١٩ ديسمبر رغم عن عظمتها وتاريخيتها الا انها ثورة دون سائر الثورات الاخرى التي شهد التاريخ بأنها قد اكلت بنيها وابيها لكن ثورة ١٩ ديسمبر من الوقائع التراكمي منذ اندلاعها والواقع المعاش طال الزمن ام قصر ومالم يتم تدارك الامور بمسئولية وحس وطني نبيل مرشحة لاكل وطنها ومواطنيها وذلك من خلال اربع ثغرات بالغة الخطورة ، الاولى يتم تحت ساترها الجيد ضرب عرى واواصر وممسكات الجبهة الداخلية والابقاء عليها مفككة بواسطة جهات وفئات ومرجعيات مدربة مخلصة لخدمة هذا الفعل الخبيث الرامي لتمرير اكثر من مخطط داخلي خطير مثل الاستنزاف الممنهج وشل حركة الانعاش والانتاج وصولا الى حالة الانهيار التلقائى المفاجئ ، والعوامل اليوم متوفرة ومنعقدة اجتماعيا وسياسيا وامنيا واقتصاديا وغطاء سياسي مأقلم ومستدو

الثاني :- ارتهان القرار الوطني للاجنبي والمؤجنب والمستجيب الذي يمشي بينهما .

ثالثا :- التدخل الدولى او بالأحرى المدولن بحجج مصنعة خصيصا من بينها حجة القط على الفأر في عرض البحر .

الرابع :- حالة التردد الناجم عن صعوبات سياسية استرتيجية تكتيكية تحول دون اتخاذ المواقف التي تتماشى وتتلائم والمشهد زائدا حجم تأثيرات الاساليب الممنهجة الناعمة الرامية لتفكيك ممسكات وعناصر الجبهة الداخلية يضاف لها غياب وتغييب الارادة الوطنية الحرة والاسباب متعددة متداخلة…
ومن شواهد اساليب قطع الطريق أمام أي اجراءات وتفاهمات وطنية حرة بأيعاز داخلي وخارجي مشترك . التملص التام عن كافة اشكال الوعود والدعم والمساعدات الاخلاقية الداعمة للبلاد وللتغيير عقب الثورة بل قبلها والابقاء فقط على الدعومات والقروض والمساعدات الابتزازية المشروطة المسيسة ليس هذه المرة على غرار سياسة العصاة والجزرة وانما
عصاة بلا جزرة .
فسارت الامور على هذه الوتير حتي بلغت محطة الاجراءات التي اتخذها الرئيس البرهان في ٢٥ اكتوبر وعندها سارعت ذات الجهات التي درجت على تعليب المشهد الوطني ووضعه في رف المجهول ولكن هذه المرة بطرق وأساليب اكثر ذكاء” مبقية المشهد الوطني على حالة من البغلنة السياسية ظاهره المغيرات صبحا فأثرنا به نقعا وباطنا حمارا مكاديا حرن فى النقعة .
.ثم لاحت فرصة اخرى عبر حوار الالية الثلاثية الذي كان بالإمكان تطويره ومعالجة عيوبه ونواقصه تجاه فرصة عقلنة وتسريع الحلول الوطنية الا ان ذات الجهات قدرت وفكرت في تنفيس عبوات وتعبئة حوار الالية الثلاثية وذلك عبر اسلوب فتح اللعب بغرض تعطيله وتغيير مساره وقد أنجز ذلك بواسطة مساعدة وزير الخارجية الامريكية مولى في ، عندما تفضلت بمبادرة تكتيكية ظاهرها تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين وباطنها تصويب النظر نحو وجهة محددة سلفا وقد كان ، فشل حوار الالية الثلاثية وتم دفنه في اجداث الزمن ولحد التاريخ . وعندما لاحت فرصة المدنية الاتتقالية التوافقية المفضية الى المدنية الدستورية الانتخابية الحرة التي ابتكرها وابتدرها بوطنية وشجاعة تاريخية المكون العسكرى ، بأيداعه المسئولية والسلطة والمدنية كاملة منضدة المدنيين بكافة الوان طيفهم بلا اي عزل سياسي خارج سياق الديمقراطية والعدالة والقانون بتاريخ ٤/ يوليو ٢٠٢٢ وقد استجابت قطاعات واسعة للدعوة من خلال المبادرات وتنوعها وتباينها ولكنها في النهاية ستفضي الى عقلنة الحلول ، ولكن للاسف الشديد حتى هذه الفرصة اليوم تجرى المخططات السياسية بالداخل والخارج تجرى على قدم وساق على تفشيلها او الالتفاف عليها او التبضع في سوحها وسوقها ..
في النهاية حكاية الوطن اصبحت في قبضة المأساة السياسية و الخطر الشديد وشعبه لا حول له ولاقوة ، وقواه السياسية مشغولة بحالة الاعداد الجيد لمعركة كسر العظام ضد بعضهم البعض سياسيا اجتماعيا وامنيا ياسلام يخربون بيوتهم بأيديهم وايدي أعدائهم واخرين من دونهم . مرحبآ بالسفير الامريكي الجديد وسط هذه البيئة الوطنية المتردية مرحبآ به فزعا وليس وجعا وفزاعة وغيرها كمايروق ويراوغ البعض ، مرحبآ به ليس بمفهوم الدبلوماسية النمطية وانما بمفهوم المتقدمة حرص السفير والبعثة الدبلوماسية حرصها على صون وترقية مصالح البلدين الشقيقين انسانيا والصديقين بروتوكوليا..
نصيحتنا الحارة للسفير الامريكي تمسكه بالتقاليد الاخلاقية للشعب الامريكي الصديق وان يقف في مسافة واحدة من الفرقاء السودانيين وان لايناصر فئة ضد فئة او مشروع ضد مشروع ، وان يسمع بعدالة متناهية لجميع الأطراف والاصدقاء والخواص وخواص الخواص يسمع بحيادية وشفافية كاملة منعا لاساليب الاستقواء والتجيير السياسيين عبر اساليب التضليل السياسي وتوظيف نقاط اهتمامات ومصالح الشعب والادارة الامريكية توظيفها بذكاء حاد ضمن مدخلات ومعادلات الصراع السياسي الداخلي صراع تاريخي ومرحلي … ولسع الكلام ما كمل سعادة السفير التحية عبرك للقائم بالأعمال السابق البيرتو فردنانز ونائبه جوناثان فولتر والقنصل شاس ولبنات عمي لزم كونداليزا رايز ، سوزان رايز ، جنداي فرايزر ، ميشيل لافون روبنسن اوباما ، وللبعثة والجالية ومجلس الصداقة الشعبية السودانية الامريكية ..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى