أعمدة

(وهج الكلم) .. د حسن التجاني .. مالك مجافي الناس قاعد براك في (غرقة)..!!

* احيانا كلنا نحب الجلوس لوحدنا مش في غرفة في زنزانة لو لقينا افضل من الذي نعيشه في الحياة القاسية هذه و المسمومة .؟ كهرباء قاطعة في بلد الخزانات… موية مافي في أرض النيلين ..الاكل والشراب مولع نار في بلاد الأرض الخصبة ..شوارع مكسرة ورديئة… حياة بائسة مدارس مغلقة طلاب حياري طاشين في مستقبل مجهول باختصار اكرمنا الله واهاننا الانسان وهو مهان.
*صديقي اللواء المثقف بأقل ما يمكن ان اصفه الرجل الانسان وكنت القبه بالرجل الانجليزي الاسود فهو يحمل صفات ندر ان تجدها في هذا الزمن.. الزمن الذي تغير فيه انسان السودان لدرجة الانحراف الانساني والذي كان قد اشتهر به دون شعوب العالم اجمع .
* اللواء شرطة حيدر احمد سليمان الذي صال وجال في الشرطة كل أركان المعمورة لينتهي به المقام في ولاية البحر الأحمر والتي عشقها حتي كدنا ان نلقبه بادروب الشرق والذي ترك فيها بصمة لا يمكن ان يمحوها الزمن ولا حتي التاريخ لانه بصمها في نفوس اهل الشرق الذين أحبوه واحباهم.
* امس ظللت ابحث عنه هاتفيا فوجدته هو الاخر يبحث عني انها مفاهيم تبادل الخواطر ودار بيننا حديث طويل عن الذكريات هنا وهناك حديث يشفي الروح المعني …فقلت له اين انت يا سعادتك اين انت يا مالك القلب بالعروف … مالك مجافي الناس فاكمل بذكائه المعروف و قاعد براك في غرفة علي وزن الأغنية وقاعد براك في غربة..واكمل الحمد لله فقد شفيت بعد زراعة كلية في مصر وأمر الأطباء بالسكون بعيدا خوف الالتهاب في غرفة فقلت له سلامات انت تبري من الألم الألم ما ليك انت انت كدرو ولا زيو …وانطلق الحديث منه دررا وراح بي في سياحة طويلة علمت انه مازال هو حيدر الذي لم تغيره الظروف ولا المحن ولا شدة الايام وقسوتها ونكرانها للجميل الذي صنعه فينا…فلم يذكر لي أحد بسوء طيلة زمن الحوار… كل الذي قاله لي زارني بالأمس السيد الفريق اول عادل بشائر المدير العام الاسبق للشرطة بصحبة الفريق عثمان يوسف سفيرنا بتشاد الجديد كان وقع الخبر عندي كبير وقوي ان الدنيا مازالت بخير ..
* البحث عن الناس الأوفياء الانقياء مهم وتفقدهم في في حالهم واحوالهم مهم خاصة عندما يكونون في امس الحاجة لمثل هذه الزيارات لا لحاجة ينتظرونها فحيدر بخير الحمد لله فقط يحتاج السؤال والانس وجميل القول والحديث ولا يحتاج لغيره فالناس بالناس والكل برب العالمين الواحد الأحد.
* كان اللواء حيدر ممثل للشرطة في ميادينها الصعبة واتفاقيات الدولة العصيبة فخبر أسرارها ومضامينها و معانيها وكان له سهمه بحكم تمكنه من اللغة الاجنبية فالرجل عمل بشرطة الإنتربول زمنا حتي أرهقت عيناه ذلك فاثر علي بصره الذي تعافي منه هو الاخر بعد مرض الكلي.
* امثال اللواء حيدر والذي حرمته سبعة ايام فقط من ان يكون مستوفيا لشروط رتبة الفريق او هكذا يقولون هو ارفع من هذه الرتبة بل يستحق الأكثر منها تكريما وتبجيلا لما قدمه لهذا الوطن الحبيب لكنه اثر الصمت ورضي بما قسمه الله له في هذه الدنيا وفعل البشر ولن يضيع أجره عند الله فهو محفوظ وسيلقاه عند البشر ولو بعد حين.
* حيدر رجل منظم ومؤدب وراقي وهادئ وذكي واديب ومثقف و(بلاك انقلش مان).
* يكفيه حب الناس ويكفيه شرفا ما قدمه لوطنه وما برح مكان التقديم متي طلب منه ذلك فالرجل يعرف بعقله فالكاتب المصري الشهير بتوقيع عموده الصحفي تحت مسمي (متفائل جدا ) كان لا يوجد فيه الا عقل فهو بدون إياد ولا ارجل فقط عقل يسجل بصوته عموده الذي شغل الدنيا كل الدنيا ولا يعلم الناس عنه شئ غير انهم يلتهمون عموده بشقف فكان مبدعا بحق…
* لكن اللواء حيدر بكامل صحته وحركته ويمتلك عقلا تبارك الرحمن يزن دولة لم تستفد منه حتي الشرطة بعد تقاعده التي افني كثير من عمره فيها دون كلل او ملل..
* امثال حيدر لا يهمل بل يجب البحث عنه وتفقده والاستفادة منه تخطيطا وفهما ودراية لكل معضلة من معضلات العمل الأمني بالبلاد فهو مازال بعود أخضر قاعد براه في غرفة.
سطر فوق العادة:
حيدر لا يحتاجكم في شئ لكنه تحتاجه البلاد ويحتاجه العباد لاجل الرمي بسهم الفائدة في عمل الامن وليس الشرطة فحسب.
(ان قدر لنا نعود)

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى