أعمدةبيانات

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بعْدٌ .. و .. مسَافَة)..” تربيتة ” على كتف الوطن ..

الخميس التاسع عشر من أغسطس الحالي ، كنت على موعد مع مفاجأة شبابية ، لم أتوقعها ؛ إذ كنت قد تلقيت دعوة كريمة من مجموعة شبابية تهتم بالثقافة والآداب والفنون ، بمناسبة إكمالها لعامها الأول ، وقد وصلتني الدعوة من أحد أبنائي الشعراء الشباب ، لأكون شاهداً على تكريمه وآخرين بعد فوزهم في مسابقة شعرية نظمتها “تربيتة” التي أثق تماماً في أنها ستكون إحدى أكبر المؤسسات الثقافية في بلادنا في مقبل الأيام .
الإحتفالية كانت في قاعة مأمون بحيري بالخرطوم جهة مقر جهاز السودانيين العاملين بالخارج ، أو جهاز المغتربين كما درجنا على القول ، وكانت فرصة طيبة ومناسبة سعيدة بحق أن أشاهد هذا الصرح الثقافي العملاق ، وسبق أن دعاني من قبل الأستاذ علي دينار مأمون بحيري ، لزيارة تلك القاعة ، لكن الزيارة جاءت لاحقاً ولأسباب ليست بعيدة عن الهدف الأسمى لهذا المركز الثقافي الكبير .
نعود ل ” تربيتة ” التي إحتفلت بسنويتها الأولى بالخميس ، وهي مثلما أشرنا مجموعة شبابية ، تهتم بالثقافة والآداب والفنون ، وهي ملتقىً للمبدعين الشباب من الجنسين ، يشرف على إدارتها التنفيذية الإبنة رُبا خالد علي ، ومن بين عضويتها كوكبة من المبدعين والمبدعات الشباب ، أمثال الأبناء والبنات سلافة سيد الزبير ، أمينة العلاقات العامة ، والبراء محجوب الطيب ، والروائي عبدالمنعم عبدالرحيم مؤلف رواية ( سايكو ) والروائي عمر علي الجقومي مؤلف رواية ( أنصافُ الأشياء .. آخر الأرض ) والروائي علي عثمان الإمام ) مؤلف رواية ( رسائل) والكاتبة الروائية أبرار الطيب ، مؤلفة رواية ( نبض الإلتئام ) ، إضافة إلى مبدعين ومبدعات من أمثال الإبنة طيبة إبراهيم عبدالعظيم ( الإستاند أب كوميدي ) وفرقة ( سبيستودان ) ، وغيرهم .
الإحتفالية التي أنبأت عن ميلاد كل هذه النجوم الشابة اللامعة ، قدمت مفاجأة كبرى بتكريم الفائزين في مسابقتها الشعرية ، وهم شعراء يمثلون الموجة الشعرية الثورية ، التي تحاكي نبض الشارع ، وتتنفس أنفاس الثورة ، وتحيي ذكرى الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل قضاياهم ، فقد أستحق الشعراء الشباب الذين لطّفوا أجواء تلك النهارية بعظمة كلماتهم ، وأحاسيسهم المرهفة ، وهم الشعراء أحمد شوقي بشير ، وكأنما كان للإسم أثر ، ومهاب مصطفى الذي إنفعل معه وتفاعل كل من كان في القاعة ذلك النهار ، خاصة وهو ينشد لأمه أروع الكلمات وأرقّها لينزل من على المنصة ويقبّل رأسها .. وقد أدى الشاعران شوقي ومهاب فقرة مشتركة بعزف مع العود كأنه خلفية لأحداث القصيد .. وتلاهما الشاعر معد شيخون ، شاعر الثورة والاعتصام ، الذي تغنّى للشهداء والوطن فأبكى وأسأل الدمع من عيون الحضور ، وتذكرت ساعة إلقائه الشعر ، الشاعر المصري الشاب هشام الجخ ، فالقضايا تتشابه وطريقة الأداء أيضاً .
وشارك الشاعر الكبير والإعلامي المعروف ومعد البرامج المتميز الأستاذ عاطف حسن شريف في فقرة رائعة ألقى فيها بعض قصائده من ديوانه ( إمرأة بلون الماء ) فنال الإستحسان والتصفيق الحار .
خلصت من حضوري ذاك أن هنالك جيل متمرّد ، جيل صنع الثورة وآمن بها ، لكنه ما زال يؤمن بأن ثورته لم تؤتِ ثمارها بعد ، وإنها أصبحت في يد الغير ، لذلك ستظل جذوتها مشتعلة في هذا الجيل الذي يجاهر بأنه أزاح ظالمٌ لكنه لم يُزِح الظلم ، وإنه مازال بعيداً عن أهدافه المرجوّة ، بعد سطا من سطا على الحلم .. والواقع معاً .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى