أعمدة

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) … خدمات الخرطوم .. آمال معلقة ..!

أسبابٌ خاصّة ، منعت صاحبكم من أن يكون مشاركاً بالحضور والمتابعة والرصد ، في ورشة عمل تنفيذ مشروعات البنى التحتية بولاية الخرطوم عبر أنظمة (البوت ) يوم السبت العاشر من سبتمبر الجاري ، بداية هذا الأسبوع ، والتي شارك فيها خبراء ومختصون في أنظمة (البوت) إلى جانب ممثلين لوزارة المالية الاتحادية ، وبنك السودان المركزي ، ووزاتي العدل والخارجية ، و إتحاد أصحاب العمل السوداني ، ورجال المال والأعمال ، إضافةً إلى الشركات و الكيانات الهندسية والمقاولين ، وبيوت التحكيم ، إلى جانب مسؤولي حكومة ولاية الخرطوم .
لم أعتذر عن الحضور إذ أن طارئاً منع مشاركتي في هذه الورشة المهمة ، وقد أبلغني الأخ الكريم ، زميلنا الاستاذ الطيب سعد الدين بالدعوة ، وهو العمود الأساسي في إعلام ولاية الخرطوم منذ سنوات ، وشكرته على الدعوة مع تأكيد الحرص على المشاركة ، وسبق أن بدأت حكومة السودان من قبل مع بعض الشركات العالمية المتخصّصة بنظام (البوت) وهو يعني إتفاق بين الدولة وشركة متخصصة عالمية أو محلية من شركات القطاع الخاص تُوكِل بموجبه الدولة ، إلى الشركة مهمة تنفيذ أعمال أو مشروعات تدخل ضمن نشاطات القطاع العام ، عن طريق منح تلك الشركة إمتيازات محددة ، وفق الأصول القانونية من أجل إنشاء وتنفيذ مشروع ضخم مع التشغيل ، دون المساس بموازنة الدولة ، وهذا يُعتبر من الوسائل المناسبة لتنفيذ المشروعات الضخمة والكبيرة ، وهو نظام معروف في العالم بإسم ” نظام البناء والتشغيل والتحويل ونقل المالكية ” أو نظام ال( B. O .T) ، وهو إختصار للعبارة الانجليزية :
(BUILD OPERATE TRANSFER .)
ولهذا النظام مزايا عديدة ، أوّلها أنه يخفّف أعباء الدولة في الصرف على المشروعات الضخمة ، خاصةً تلك المرتبطة بالبنى التحتية ، إضافة إلى الإستفادة من الخبرات الفنية المحلية أو الأجنبية في إدارة تشغيل المشروعات ، خاصةً في ما يتعلق بنقل التكنولوجيا ، وتدريب العاملين على أحدث علوم الإدارة ، وهو أمر يسهم في بناء قاعدة كبيرة وواسعة وثابتة ، من الكفاءات وذوي الخبرات .
هذا غير تعزيز الكفاءة الإنتاجية في تشغيل مشروعات البنية التحتية الأساسية بإستخدام أحدث الوسائل بأفضل العناصر .
ومن مزايا وفوائد نظام (البوت) تحسين خدمات النقل ، وما يرتبط به من شحن و تحميل وتفريغ ، وتحسين الخدمات خاصة في الموانئ ، وإطالة العمر الإفتراضي للمنشآت ، من خلال الصيانة الدائمة المستمرة للطرق والإنشاءات ، وتوفير المال اللازم للإنشاء الذي كان سيقع عبء توفيره على الحكومة ، مع تحميل مخاطر التنفيذ من منفذي المشروعات .
ولنظام البوت عيوب مثلما له مزايا ، ومن عيوب هذا النظام إن المستثمرين يغالون دائماً في تقدير تكاليف الإنشاء ، بهدف فرض أسعار عالية على مستخدمي المشروعات بعد الانتهاء منها .. وقد يلجأ بعض المستثمرين إلى إستخدام معدّات قديمة ، أو تقنيات متأخرة بعض الشئ ، وهو ما قد لا يوفر الجوانب الفنية اللازمة لإيجاد كوادر جديدة قادرة على إستيعاب آخر المستحدثات والمهارات الفنية .. وقد يترتب أيضاً على تشغيل بعض المشروعات أضرار تؤثر على الوضع البيئي ، وهو ما يتطلّب من الحكومات وضع إشتراطات تتعلق بالتوازن البيئي تكون واحدة من شروط منح العطاء .
أود الإشارة إلى أن الذي تم يوم السّبت داخل قاعة الإجتماعات بمقر الأمانة العامة لحكومة ولاية الخرطوم ، أمرٌ يستحق أن نهنّئ عليه والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة ، وهو من الكفاءات الإدارية المعروفة بالإسهامات المقدّرة في مجال الحكم المحلي والإدارة ، وقد خطا خطوة شجاعة جبارة وواسعة بتبني شعار : (ولاية الخرطوم نهضة .. تعمير .. تنمية مستدامة) وتبنّي معالجة المشروعات المتوقفة خلال الفترة السابقة ، لأن أحوال البلاد والعباد أضحت ظاهرة للعيان ولا تحتاج إلى من ينتبه إليها ، خاصةً في مجالات الخدمات ، والأمن وإمدادات المياه والكهرباء ، والطرق والصرف الصحي ، والنقل والمواصلات .
دعونا جميعنا نعمل من أجل إنجاح الفكرة والمشروع ، ودعونا نحْلم بتحقيق مشروعات ضخمة وعظيمة تبقى للأجيال القادمة ، وهو أمر يمكن تحقيقه إذا خلصت النوايا ، وأعِنّا الرجل ومعاونيه في حكومة الولاية على العبور بالخطة إلى الأمام ؛ فقد أضحت آمالنا في خدمات مميزة ومتميزة في الخرطوم وكل ولايات الخرطوم ، أضحت معلّقةً بجهد المسؤولين يمشي على الأرض .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى