تقارير

السفير الأمريكي في شمال دارفور.. طبيعة الزيارة!!

وصل إلى الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور “السبت” سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالسودان جون غودي فري، برفقة وفد من السفارة في أول زيارة له خارج العاصمة الاتحادية الخرطوم منذ تسلمه مهام عمله سفيراً لبلاده في الرابع والعشرين من شهر اغسطس الماضي. وكان في استقبال السفير الأمريكي والوفد المرافق له من أعضاء الكونغرس الأمريكي ومسؤول المعونة الأمريكية “ميرفن فيرو”بمطار الفاشر، والي الولاية نمر محمد عبد الرحمن، وعدد من أعضاء حكومته.وعقد الوالي اجتماعاً مغلقاً مع السفير الأمريكي ووفده المرافق بالأمانة العامة لحكومة الولاية بالفاشر، ورحب سيادته بالزيارة مؤكدا أنها ستسهم كثيراً في تسهيل مهمة السفارة تجاه دعم وتوطيد العلاقات السودانية الأمريكية بما يخدم مصالح الشعبين.وقدم نمر تنويراً مفصلاً للسفير الأمريكي حول سير تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام في السودان، مؤكداً أن التنفيذ يسير بصورة طيبة برغم بروز بعض التحديات.وقال نمر إن حكومته تتطلع إلى أدوار أكبر للولايات المتحدة في دعم مسيرة التنمية، وتقديم الخدمات لمواطني الولاية الذين لايزالون يعانون من الآثار التي خلفتها الحرب.من جهته قال السفير غودي فري إن الهدف من زيارته إلى الفاشر هو التعرف على مجمل الأوضاع بدارفور، خاصة فيما يلي سير تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام في السودان، بجانب التعرف على قضايا التنمية والاستقرار بدارفور، وبحث السبل المثلى لتطوير العلاقات الثنائية بما يمكن أمريكا من الاضطلاع بدور أكبر في تعزيز الأمن والاستقرار في السودان عامة وإقليم دارفور على وجه الخصوص، مضيفاً إن برنامج زيارته ستمتد لثلاثة أيام يتضمن القيام بزيارة ميدانية إلى مخيم زمزم للنازحين “15كلم جنوب مدينة الفاشر” ، بجانب عقد لقاء مع المنظمات والهيئات الدولية العاملة بالولاية، فضلاً عن عقد لقاء آخر مع قادة الإدارات الأهلية ولجان المقاومة وزيارة إلى جامعة الفاشر و زيارة قرية طرة شمال الفاشر.

طبيعة الزيارة
ويرى الدكتور عادل التجاني الأكاديمي والمحلل السياسي أن الزيارة تعني أن السفير الأمريكي يبحث عن دور جديد لأمريكا في دارفور بعد أن فشلت التحركات السياسية في الخرطوم في تحقيق المطالب الأمريكية بإعادة الحرية والتغيير المجلس المركزي للسلطة وقال التجاني لابد من الحيطة والحذر من خطورة المخططات الأمريكية وأضاف تبرز العديد من المخاوف بشأن تحريك وصناعة الأزمات في الإقليم بعد أن شهد إستقراراً في الفترة الماضية وقال إن القوى الغربية في حقيقتها لا تريد السلام والإستقرار للسودان وأكد أن العنف القبلي الذي اندلع في دارفور الاشهر الماضية من الواضح انه وراءه أيادي خارجية ولذلك من غير المستبعد أن تكون كل التحركات الغربية في الإقليم موضع شبهة وتحريض وتأمر وتخطيط لإشعال الفتن لتحقيق الأجندة الخاصة بها وأكد التجاني ان التجربة المريرة تستوجب على السلطات أن تراقب بحذر.

تجاوز المهام
بدوره تساءل الخبير في الشئون الدبلوماسية محمد تاج السر عن سبب الزيارة والبقاء لمدة ثلاثة أيام في إقليم دارفور وأشار إلى أن هذه الزيارة الطويلة والبقاء خارج نطاق البعثة الدبلوماسية فيه يتجاوز مهام وحدود تحركات الدبلوماسيين وقال انه يجب المعاملة بالمثل لافتاً إلى أنه لايسمح للسفير السوداني بالتجول في الولايات الأمريكية وعقد اللقاءات السياسية والاجتماع مع المكونات المجتمعية وأكد تاج السر ان هذا وضع شاذ وغير مقبول وأكد أن تحركات الدبلوماسيين السودانيين في واشنطن محدودة ومحددة وقال إن هذا هو العرف الدبلوماسي ولكن السفير الأمريكي يتجاوز هذا الأمر وقال إن دور اي سفارة وبعثة دبلوماسية واي سفير هو بحث العلاقات الثنائية مع النظم السياسية الحاكمة وليس الاجتماعات مع المواطنين والاقاليم والولايات وأكد تاج السر ان وزارة الخارجية مطالبة بمعالجة هذه التجاوزات.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى