أعمدة

د. عمر كابو يكتب في (كابوية) ..جامعة الخرطوم: إحباط مؤامرة

كنت البارحة قد أبنت وفصلت في مساحة أخري استهداف المخابرات الأجنبية للقوات المسلحة والقضاء السوداني وجامعة الخرطوم٠
أما جامعة الخرطوم فقد رموا بأسلحتهم الثقيلة لتدميرها مستخدمين العملاء من خونة اليسار بدءً بمسجدها العتيق الذي حولوه أيام الإعتصام نادياً للرذيلة والمنكر والفحشاء والبغاء ولعب الميسر وساقط القول حتي رأينا مقاطع من خزي تنشر معروضات يعف اللسان عن ذكرها في هذا الموضع تكشف فساد الممارسة وقبح الأفعال انتشرت في جميع زوايا المسجد دون حياء منهم أو خجل٠
ثم اتجهوا بذات عدم المبالاة نحو مبانيها وقاعاتها فمزقوا المحاضر والمراجع وحطموا الأجهزة والمعامل الأصول وهشموا زجاج الأبواب والشبابيك وعاثوا فيها فسادا وتدميرا ممنهجا لم يبقوا علي شئ فيها إلا وقد ألحقوا به الأذي والخراب والدمار٠
وختموا خطواتهم الشريرة بتعيين مديرة شيوعية كل ما فعلته أنها مررت أجندتهم حيث شردت الكوادر الإدارية والاكاديمية المؤهلة ثم استبطأت استئناف الدراسة فاستمرت الجامعة مغلقة طوال الفترة الانتقامية حتي أصدر البرهان قرارات(٢٥ أكتوبر) التاريخية التي قضت علي المد اليساري وكان أحد ثمراتها إقالة تلك الشيوعية وتعيين العالم الكبير بروفيسور عرديب أحد أعظم علماء بلادي وفخرها في مجال الطب البيطري٠٠ الرجل الذي يدين العالم كله بالفضل والعرفان لبحوثه الجادة وأوراقه العلمية الهامة ومساهماته الفكرية ومشاركته الواسعة في المنتديات العلمية القيمة داخل وخارج السودان٠
جئ به مديراً لجامعة الخرطوم محصناً بعزيمة لا تفتر وشكيمة لا تعرف اليأس ليبدأ عهده معها بترتيب بيتها الداخلي إدارياً مقدماً تجربة رائدة في الأنأة والحكمة والهدوء معتمداً علي مبدأ الشوري والديمقراطية فعهد لكل كلية أن تنتخب عميدها دون تدخل من جانبه مما خلق حالة من الرضا والوفاق والتوافق٠
بعد ذلك قرر الانفتاح علي مظان المال عصب الحياة حيث جسر قنوات تواصل مع ولاية الخرطوم ما جعل الوالي يزورها أكثر من مرة ملتزماً بتنفيذ عدد من المشروعات تأهيلاً ودعماً وتعاوناً ومساندةً٠
هاهو يتفوق علي نفسه في عقد بروتوكولات مع الجهات الخارجية حيث شرفت الجامعة في فترته القصيرة هذه زيارة عدد مقدر من سفراء الدول الخارجية مترجما جهده ذاك بتوقيع مذكرات تفاهم تخدم منسوبي الكلية أساتذةً وطلاباً٠٠
لكن أهم مايحمد للرجل أنه أعاد الاستقرار الأكاديمي بالرغم من الظروف الصعبة التي يعاني منها الطلاب في الداخليات٠
فكان أن تم تخريج دفعات من الطلاب خطوة عادت بعد انقطاع طويلٍ طويلٍ عن الدراسة٠
ثم كان انجازه الحقيقي ونجاحه في ترفيع بعض أعضاء هيئة التدريس إلي درجة المحاضر والأستاذ المساعد ورفع الغبن عنهم تقديراً عظيماً منه لشرف الزمالة وتطبيقاً صحيحاً للقانون ولائحة الترفيع مكن الجامعة من ملء الوظائف الشاغرة من أعضاء هيئة التدريس حسب مطلوبات وزارة التعليم العالي؛ وتأميناً لها من أي نقص يهدد الاستقرار٠
هاهو الآن يقود خطوات حثيثة مع أبناء الجامعة الخيريين ومؤسسات المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص لاعادة الجامعة سيرتها الأولي٠
نكتب ذلك بين يدي توجه عدد من دول الخليج باعلانها عدم الاعتراف بشهادات السودان الجامعية علي قرار مافعلت مؤسسات الكويت التي رفضت تعيين أي من السودانيين بل اتجهت لعدم تجديد تعاقدات السابقين٠
أمام ذلك لابد من أن تتجه الإرادة السياسية والوطنية لإعادة الثقة للنظام التعليمي في السودان وإلا ستخسر البلاد والشعب فرص الالتحاق بأي وظيفة خارج القطر٠
دعوة لأحزاب اليساريين أن أرفعوا أيديكم عن جامعة الخرطوم فهي بوابة التعريف بالسودان ورمز اعزازه و((فترينة)) الاشعاع المعرفي ومصدر الإلهام والنبوغ٠
سنقف بكل قوة ضد أي محاولة للنيل منها أو تدميرها٠
وسنتصدي لصوتِ أي ((شاذٍ)) يريد أن ينال من عزم إدارتها فذاك أقل مايمكن أن نقدمه لجامعة منحت البلاد الضياء٠

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى