أعمدة

انواء رمضان محجوب    إليها.. في عيدها ال(92) 

تحتفل المملكة العربية  السعودية، غدا الجمعة  باليوم الوطني ال92، وهو ذكرى تأسيس الملك عبد العزيز آل سعود، السعودية الحديثة، أو السعودية الثالثة، بعدما وحد مدنها تحت إمرته.   قصة الاحتفاء باليوم  تعود إلى الثالث والعشرين من سبتمبر 1932، حين صدر مرسوم ملكي من الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، بتحويل اسم الدولة من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى المملكة العربية السعودية.   في إحدى الوثائق التاريخية التي نشرتها ادارة الملك عبد العزيز، عبر حسابها على تويتر، توثيقاً لاعتماد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود باعتبار اليوم الأول من السنة الهجرية الشمسية الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر من السنة الميلادية هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وذلك عام 1965، ليكون هو العام الأول للاحتفال بتأسيس السعودية بعد توحيدها بـ23 عامًا.   مؤرخون ومراقبون للمشهد السعودي يشيرون إلى نجاح الملك المؤسس نجاحات عبر حكمه حين استطاع توحيد أجزاء المملكة، ومناطقها وقبائلها تحت راية التوحيد، وفي تأسيسه للدولة الحديثة عبر نجاحه في (توطين البادية، وتشجيع التعليم، وإرسال البعثات، وإنشاء الوزارات والدوائر الحكومية، وتوسعة الحرمين، وخدمة بيت الله الحرام، واستقدام الشركات للتنقيب عن البترول، وتكريره، وإنشاء شبكات الطرق، وشبكة المواصلات والاتصالات..وغير ها.   والمملكة بعد 92 عاماً تواجه اليوم بتحديات عديدة، في مجملها هي تحديات الأمة العربية والإسلامية كلها، أبرزها على الاطلاق مواجهتها للخطر الإيراني  في المنطقة في ظل تزايد النفوذ الإيراني، الذي نجح في تشكيل جبهات مسلحة في لبنان واليمن والعراق وسوريا.    على مستوى العلاقات السودانية السعودية فهذه العلاقات ضاربة في القدم، حيث كان السودان معبراً للهجرات العربية إلى أفريقيا بغرض التجارة ونشر الدعوة الإسلامية ..   بدورها أسهمت رحلات الحج والعمرة للسودانيين في تجديد العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بين السودان والمملكة العربية السعودية، وقد أسهمت رحلات الحج وخاصة الرحلات السنارية والدارفورية وما تبعها من ركب الحج في مقدمته محمل السلطان علي دينار ولعبت دوراً كبيراً فى العلاقات.   سياسيا شهدت العلاقات بين البلدين أيضا تطوراً منذ استقلال السودان في العام 1956م وإنشاء  أول تمثيل دبلوماسي بين البلدين فضلاً عن التواصل القائم بين البلدين عبر البحر الأحمر.  تاريخياً مثلت قمة الخرطوم في العام 1967م والتي عرفت بقمة اللاءات الثلاثة تحولاً كبيراً في العلاقات السياسية وذلك عند زيارة المغفور له جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز، ودور السودان الفاعل فى المصالحة بين الملك فيصل بن عبد العزيز والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.  هذه العلاقات شهدت تطوراً منذ السبعينات ومساهمة أعداد كبيرة من النخب السودانية فى عمليات البناء والنماء والتطور التى شهدتها المملكة العربية السعودية.     ولعبت  المملكة دوراً مقدراً فى مشروعات التنمية في السودان من خلال الاستثمارات والمشروعات الكبيرة التي تبنتها فهي مشارك أصيل في مصنع سكر كنانة وعدد من المشروعات التنموية الأخرى لا مجال لحصرها، فضلاً عن النشاط الثقافي المشترك خاصة فيما يتعلق بوجود الطلاب السودانيين في بعض الجامعات السعودية ومساهمتها في جامعة أفريقيا العالمية، بجانب التعاون في ميدان الثقافة الواسع عبر البرامج التلفزيونية والإذاعية والمنتديات والمهرجانات وغيرها.  الأماني الصادقة لخادم الحرمين ولشعب المملكة بأن يعود اليوم الوطني (93)، والمملكة وشعبها أكثر أمناً وتقدماً.. وأن تبلغ العلاقة بين الخرطوم والرياض قمة التطور والتقدم.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى