مقالات

بناء القُدرات وتكنولوجيا الزراعة والبحوث.. دعوة السودان أمام الأمم المتحدة. بقلم : ابراهيم شقلاوي

بالحديث عن أزمة الغذاء العالمية المحتملة والتي رجح المراقبين إنعكاسها علي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع استمرار تداعيات “كوفيد-19” ومن خلال تصريح صادر عن المدراء الإقليميين لكل من منظمة الأغذية والزراعة، برنامج الأغذية العالمي.. عن الأزمة التي يجب أن تتخذ كافة التدابير لتلافيها.. في ذلك يبرز دور السودان من خلال إمكانياته الواسعة للدخول كشريك إستراتيجي في تلافي هذه الأزمة من خلال مساهمته في إنتاج الغذاء حيث يؤهله وضعه المريح من حيث الارضي الشاسعة الصالحة للزراعة والمياه متعددت المصادر .. هذآ بجانب موقعه الجغرافي المطل علي المواني العالمية..

فبلادنا تزخر بالعديد من الموارد والثروات وبإمكانها المساهمة في دعم الاستقرار الإقليمي في جانب توفير الغذاء حيث.. جا خطاب رئيس مجلس السيادة أمام إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حافلا بالعديد من المؤشرات السياسية والامنية والاقتصادية وقد وصفه عدد من المراقبين بالجيد في هذا التوقيت المهم من تطور العملية السياسية والامنية في بلادنا.. لكن يهمنا من الخطاب الجزئية المتعلقة بإمكانية مساهمة السودان في ردم الفجوة الغذائية المحتملة جراء الحرب الروسية علي أوكرانيا وموجة الجفاف التي متوقع ان تضرب منطقة الشرق الاوسط و افريقا.. فقد تحدث رئيس مجلس السيادة عن (إن تصاعد أزمة إرتفاع أسعار الغذاءِ والطاقةِ يتطلبُ مزيداً من التعاون الدولي، وفي هذا السياق نؤكدُ أن السودانَ مؤهلٌ لتحقيقِ الأمنِ الغذائي على المستوى الإقليمي والدولي، وإننا ندعو من هذا المنبر الأمم المتحدة ووكالاتها المُتخصصة والمُنظمات الإقليمية والدول الصديقة والشقيقة للمساهمة في دعمِ جهود السودان لتحقيق ذلك عبر نقل التكنولوجيا الزراعية وبناء القُدرات ودعم مراكز البحوث الزراعية)
هذا الحديث المهم يتطلب تضافر جهود جميع الشركاء في عملية الانتاج وتوفير الغذاء..من خلال تدريب الموارد البشرية ودعم مراكز البحوث الزراعية والمائية من قبل المنظمة الدولية لذلك يجب ان ينهض الخبراء في وزارتي الزراعة والري بتقديم الخطط والدراسات في هذه المجالات بجانب وزارة المالية بطرح المشروعات بغرض توفير التمويل اللازم المحلي والاقليمي.. كذلك يجب ان ينهض الاعلام كشريك استراتيجي في عمليات التنمية للحديث عن الفرص المتاحة في هذا الجانب.

فان حديث البرهان يدعو الي أهمية توظيف التكنلوجيا في الزراعة من خلال تقديم الحلول المبتكرة التي تعتمد على التقنية الحديثة المتقدمة من اجل التعامل مع التداعيات المدمرة لتغير المناخ على الزراعة.. ربما في ذلك الجفاف وفقدان الأراضي الصالحة للزراعة بسبب التصحر، ولتلبية الطلب المتزايد على الغذاء لمواطنينا ولدول الجوار عبر تفعيل مبادرة الامن الغذائي العربي.. في ظل تقدم التقنيات الحديثة التي تعمل علي تطوير الزراعة وعمليات الري او مايعرف بالزراعة الذكية التي باتت تعتمدها العديد من البلدان والتي تدعو الي تحويل الزراعة من ممارسة تعتمد بشكل كبير على الخبرة التقليدية للمزارعين إلى صناعة أساسها البيانات الدقيقية التي تعتمد تسطيح التربة بالليزر ودراسة الاعماق وتحديد مدي صلاحية التربة هذا كما نعلم يفتح المجال أمام نطاق أوسع من المشاركة في العمليات الزراعية.. كما يدعم تعزيز الإنتاج ببيانات أفضل لتطوير الانتاجية.. تظل السمة المميزة للزراعة الذكية هي استخدام التكنولوجيا لتخطيط وإدارة المحاصيل بشكل أفضل.. وهذا يتضمن استخدام صور أقمار الاصطناعية لتحديد خصائص التربة ومراقبة تطور النبات وتقدير انواع المحاصيل بالإضافة إلى تحليل البيانات حول أنماط الطقس لإدارة التنوع المحصولي واستخدام طائرات بدون طيار وحاصدات عالية التقنية لتقليل الجهد والمحافظة علي الانتاج.. بإمكان المزارعين اذا تم تدريبهم و تسليحهم بتلك الأدوات تطوير ممارسات أكثر كفاءة كأن يتم استخدام الكيماويات الزراعية بدقة أكثر وتتم عمليات الري بصورة أكثر كفاءة وأكثر جودة لتقليل هدر المياه.. المتابع يجد ان وزارة الري عبر وحدة تنفيذ السدود قد قطعت في ذلك شوطا واسعاً من خلال اعادة تخريط التربة في عدد من المشروعات وخططت لاعادة هندسة عمليات الري.. فقط الامر يحتاج الي استكمال البنيات التكنلوجية وتحديث الدراسات.. بذلك نؤكد أن السودان قدم نفسه من خلال قيادة الدولة في هذه المرحلة بصورة جيدة لذلك لابد من المسارعة بتكوين فرق العمل التي تحول كل هذه الدعوات الي برنامج ينهض بقطاع الانتاج ويعزز فرص نجاح السودان في هذا التحدي الكبير الذي يعزز فرص الاستقرار وعودة النازحين والسلام المحلي والاقليمي ويدعم التنمية.

دمتم بخير.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى