أعمدة

(بينما يمضي الوقت) ..أمل أبوالقاسم ..على خلفية تكريم المملكة للسلطان “على دينار”

قبيل فترة كنت بصدد إنتاج فيلم وثائقي باسم (الطريق الى الحج) وذلك ليس اعتباطا أو لأجل انتاج فيلم والسلام لكن لأجل عكس تاريخ مشرف منبعه غربنا الحبيب. لابد ان تفرد له مساحات واسعة وان يملك لاجيالنا والعالم اجمع.

وكذا قبيل سنوات قليلة كتبت في صحيفة (المجهر السياسي) الغراء مقالا عن آبار على وكسوة الكعبة المشرفة بالحجاز وقتها وعبت ليس على المؤرخين بل على وزارة التربية والتعليم التي ضمنت الحديث عن على دينار في المنهج الدراسي بصورة مقتضبة لا تليق وعظمة ما قدمه هذا الرجل لتأريخ السودان وكنت حينها بنيت مقالي على خلفية مقال لكاتب عربي في واحدة من الصحف العربية احتفى فيه ايما إحتفاء بالسلطان على بن السلطان زكريا بن السلطان محمد الفضل والذي عرف بعد توليه الحكم في 1898م ب”على دينار”، وكيف ان الكاتب تعمق في السيرة واورد حقائق اطلعت عليها انا الباحثة في التاريخ لاول مرة.

قلت انني شرعت في إنتاج فيلم يوثق لرحلة الحجيج تلك منذ اكثر من قرن لما تنطوي عليه من سيرة باذخة وعطرة لابد ان تحفظ عن ظهر قلب، وبالفعل أول وجهتنا كانت لوزير الشئون الدينية والأوقاف السابق “نصر الدين مفرح” طالبين على الأقل دعما لوجستيا وقد رحب بالفكرة ووعد بتقديم كل مافي وسعه، وطلبنا منه مخاطبة أحفاد السلطان على دينار، والسفير السعودي بالخرطوم لدعم العمل بما يليهم سيما انه سيشمل دارفور ويمتد إلى المملكة حيث آبار على وق أكد مؤرخون سودانيون، من بينهم البروفسور يوسف فضل ان الآبار الشهيرة التي يطلق عليها ” آبيار على” في الأراضي المقدسة تحمل إسم السلطان على دينار

. وبالفعل
من واقع دراستي ودراستي العليا للتأريخ، فضلا عن ممارسة الإعلام اعددنا مسودة لتنفيذ العمل توطئة لمخاطبة الجهات المعنية لكن ظروف أحداث 25 اكتوبر عطلت الأمر الى حين.

ما دفعني لاعادة الطرق على هذه الاضاءة هو تكريم المملكة العربية السعودية للسلطان على دينار في شخص احفاده عند عيدها الوطني الثاني والتسعون الذي اقامته بمنتجع الجناورية جنوبي الخرطوم. ودعوني هنا اقف على هذا الاحنفال حتى وان جاءت الكلمات في حقه متأخرة، وقد كانت امسية نادرة من امسيات الخرطوم الاحتفائية حتى على مستوى احتفالات المملكة باعيادها السابقة بالسودان، وذلك للزخم الكبير الذي حفها وقد ضمته جنبات المنتجع الذي امتلاء بطنه على اتساعها، وقد ضمت كل الوان الطيف السياسي بما في ذلك الحكومة السابقة والحالية، وممثلي الجيش، وسفراء الدول العربية والغربية، الى جانب رجال الطرق الصوفية، والحركات، وزعماء الطوائف، ووجهاء الدولة، والاعلاميين واصدقاء، السفارة فكانت لفتة بارعة ان يلتقي كل هذا الطيف في محبة المملكة العربية السعودية ممثلة في سفيرها السعوداني كما يطيب له القول في كل محفل، كيف لا وقد انسجم في المحتمع السوداني بعفوية وحب حد انها اوجعت البعض.

ميز تلكم الأمسية التي كانت فيها المملكة حاضرة بطقوسها وشخوصها المبادرة التي عمد اليها السفير على بن حسن جعفر بتكريمه النوعي لعدد من الشخصيات بعمرة مدفوعة التكاليف من بينهم السلطان على دينار، ورغم انه متأخر الا انه أتى وكان له وقعه الطيب على سلالته وعلى السودانيين، فما قدمه السلطان على دينار للحجيج آنذاك يحتاج الثناء من كل السودانيين وليذكروا كيف انه كان يؤمن لهم طريق القوافل، حتى بعد ان قطع الانجليز الطريق عليهم (درب الاربعين) والذي لم يقتصر على السودانيين فحسب تصدى السلطان للأمر وحل المشكل.
كذا يستحق التكريم العظيم من المملكة التي كان يرسل لها المحمل والصرة من خيرات دارفور عند كل موسم، وكسوة الكعبة، لكنا تعود لنقول ان عزاؤنا تسمية الابيار بأسمه.

فشكرا للملكة وشكر كثير للسلطان السوداني الذي خلد ذكرى عظيمة ليس بكسوة الكعبة والمحمل فقط انما للتأريخ الكبير الذي خلفه أيضا عن مناهضة المستعمر، وكان على احفاده تضمينه بصورة اوسع لكتيبات وافلام وتمليكه للاجيال المتعاقبة ولكل العالم.
مجددا شكرا المملكة لتكريم رجال سودانيين اعطوا وما بخلوا في كل ما يليهم وكل عام متقدمة ومزدهرة ومزيد من امتداد العلاقات وتقوية الآصرة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى