الأخبار

الذكرى الثانية لإتفاق جوبا للسلام!!جرد حساب بقلم : فاطمة لقاوة

الحروب ظاهرة إجتماعية ورثناها منذ أن قتل قابيل آخاه هابيل ،فأصبحت بين البشر،وقد يكون الصراع أمراً واقع بين الأفراد أو الجماعات أو الكيانات أو الدول،عندما تتعارض المصالح بين الأطراف وينسد الأفق أمام الحلول السلمية،إلا أن إدارة الصراعات بطريقة تقود إلى سلام مطلوب بين الأطراف المتنازعة.
بعد الحرب العالمية الأولى والثانية ،لجأ المجتمع الدولي إلى إنشاء منظومة الأمم المتحدة ومكاتب حقوق الإنسان العالمية ،ووضعت قوانين ومواثيق تُلزم جميع الأطراف الموقعة عليها بالإنصياع لتلك البنود وتطبيقه اإلا أن بعض الدول ذات النفوذ تعمل على إعاقة تطبيق تلك البنود ،وقد تعمل على إستغلالها آحيانا.
في الإسلام نجد أن السلام هو أساس الحياة ،بينما الحرب ظاهرة تأتي عرضاً ،لذلك نجد لفظ السلام ومشتقاته قد ورد في القرآن في أكثر من <١٣٢> آية قرآنية،بينما كلمة حرب جاءت في <٦>آيات فقط،ورسولنا الحبيب صلوات الله عليه وسلم أوصى في أحاديثه النبوية على السلام حين قال:(المسلم من سلم المسلمين من لسانه ويده)،وهذا دلالة واضحة على أن الإسلام دين سلام والقرآن الكريم سبق جميع المواثيق التي تتحدث عن أسس وقواعد وضوابط السلام.
الحرب في السودان ممتدة ،وشجرة الصراع جذورها متشابكة ومعقدة ،وقد وُقعت إتفاقيات سلام متعددة برعاية خارجية وداخلية تجاوزت ال ٥٠إتفاقية ،إلا أنً معظمها باءت بالفشل وعادت الصراعات بين الحركات المتمردة والمركز ،وقد أضرت تلك الحروب المجتمعات في مناطق النزاعات وأقعدت عجلة التنمية في أقاليم وولايات النزاعات.
بعد سقوط الانقاذ قادت الحكومة الإنتقالية مفاوضات سلام برعاية من دولتي جنوب السودان وتشاد ،وقد وقعت اتفاقية سلام في منبر جوبا بين الحركات والمركز عدا حركتي عبدالعزيز الحِلو ،وعبدالواحد محمد نور.
توقيع سلام جوبا لم يأتي بالساهل لولا الجهود التي بُزلت من رجل السلام الأول الجنرال محمد حمدان دقلو ،نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع ،ووفده المرافق من حكومة السودان،الذين صبروا ورابطوا بصدق وشفافية دون كلل أو ملل وصبروا لحين توقيع الاتفاقية.
بالأمس ٣/إكتوبر/٢٠٢٢،مرت سنتان على توقيع اتفاقية جوبا للسلام،والسودان في مفترق طُرق وأمام تحدي كبير بين أنَّ يكون أو لا يكون ،والوضع يحتاج إلى رؤية ودراية وصبر وطول بال من أجل الحِفاظ على إتفاق جوبا الذي حفظ الدماء بين السودانيين.
السلام لا يعرف قيمته إلا من إكتوى بنار الحرب وذاق مراراتها ،لذلك جاء إحتفال شباب الثورة المستقلين بالذكرى الثانية لإتفاق جوبا للسلام ،وقد جاءت الإحتفالية في زمن يتصارع فيه الساسة حول كراسي السلطة غير آبهين بمآلات الأوضاع وتشظي الوطن .
إحتفالية شباب الثورة المستقلين بالسلام كانت جهاز إنزار مبكر للجميع ،ورسائل صادقة وضعها الشباب في بريد الأطراف الموقعة على سلام جوبا من أجل إعادة النظر وجرد الحساب بكل شفافية وصدق وأن يضع الجميع شعار :《السودان أولاً》.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى