أعمدة

(ما وراء الخبر) ..محمد وداعة .. اسقاط الانقلاب .. انهاء الانقلاب.. طى صفحة الانقلاب

*تناقضات طرفى التسوية لن تحل ثنائيآ ، الطرفين على اتفاق ان يختطفوا المشهد*
*الطرفين سيخسرون ، و الخاسر الاكبر هو الشعب السودانى* ،
*اعادة التموضع دون تكتيكات مرنة يصبح ضربآ من المستحيل*
رفعت الحرية و التغيير مجموعة المركزى شعارات ( لا تفوض ، لاشراكة ، لا شرعية ) ، و كان العنوان الابرز هو اسقاط الانقلاب ، و سعت من خلال ذلك ربما للتواصل مع الجذريين ، و اتهمت الحزب الشيوعى بانه يدعم الانقلاب برفضه ان يتوحد معهم ، و ظلت العلاقة غامضة وغير محددة مع حراك الشارع ، الى ان جاءت احداث باشدار التى كانت علامة فارقة ، حيث رفضت مجموعة من لجان المقاومة مجرد وجود مجموعة المركزى فى موكب باشدار ، و تكرر الامر فى شمبات و السبيل والثورة مناطق اخرى ، ووصل الامر الى الاتهامات و التخوين و العداء ،
استخدمت مجموعة المركزى شعار اسقاط الانقلاب ، و رفضت اتفاق ( حمدوك – برهان ) ، و ووصفت حمدوك بالخائن ، و ذهب البعض منهم الى تحميل حمدوك مسؤولية كل اخفاقات الفترة التى كان فيها رئيسآ للوزراء ، بالرغم من ان حمدوك دافع عن اتفاقه مع البرهان و قال انه ابرم هذا الاتفاق حرصآ على حقن دماء السودانيين ، فكم استشهد من الشباب ؟ ، وكم اريقت من الدماء ؟
وعلى كل حال لم تصبر مجموعة المركزى على شعار اسقاط الانقلاب ، مثلما لم تتريث فى الانتقال من شعار انهاء الانقلاب الى طى صفحة الانقلاب ، ذلك لان الضغوط الاقليمية الدولية التى تعرضت لها كانت هائلة ، و احدثت بينها تباينات كبيرة ، فلم تقو على الاستمرار فى صفحة طى الانقلاب و انتقلت مباشرة الى مشروع التسوية ،فى تقدير كاتب هذه السطور ان ديناميكية التموضع السياسى مع الحفاظ على الاهداف مطلوبة ، و لكن هذا التموضع دون تكتيكات مرنة يصبح ضربآ من المستحيل ، مجموعة المركزى اضعفت مركزها و موقفها باصرارها على الحل الثنائى ، و فقدت تعاطف بعضآ من حراك الشارع لانها اجتمعت و تحاورت سرآ ، و تنازلت عن شعارات رفعتها ،
فى تقديرى ان مسلك مجموعة المركزى هو نموذج لفشل النخبة السياسية السودانية ، و تشتت افكارها ، و اصطناعها لموضوعية زائفة ، وعدم وجود برنامج سياسى ، و فقدانها للوعى بتقاليد و اليات العمل المشترك ، و لذلك تريد هذه المجموعة اعادة التجربة مع ادعاء توسيع المشاركة ، والاصرار على احتكار مركز القرار ، هذه المرة باتفاق مع المكون العسكرى ، و سيكون دورها فى هذه التسوية اضعف من تجربتها السابقة ، و ستواجه معارضة اشرس من ذى قبل ، هذه التسوية ستحقق لمجموعة المركزى بعض اهدافها و فى مقدمتها العودة شريكآ فى الحكم ، بعد ان كانت تحكم منفردة ، و سينال المكون العسكرى بعضآ من طموحاته فى تكريس وجوده فى السلطة ، بالرغم من اعلانه عزوفها عنها ، لن تحقق هذه التسوية الاستقرارالسياسى المنشود ، وستسقط التسوية ولو بعد حين بثورة او بانقلاب ، و لن تكتمل الفترة الانتقالية ، لان تناقضات طرفى التسوية لن تحل ثنائيآ ، الطرفين على اتفاق ان يختطفوا المشهد ، و الطرفين سيخسرون ، و الخاسر الاكبر هو الشعب السودانى ،

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى