مقالات

كتب صلاح الباشا يكتب : من الذي منح الاستاذ جعفر حسن صكوك تقييم الاتحادي الاصل؟؟

من خلال متابعاتنا لمقابلات وبيانات وتصريحات الشقيق الاستاذ جعفر حسن الناطق الرسمي باسم قوي الحرية والتغيير وايضا التجمع الاتحادي انه ظل يوجه هجوما مغلفا بالسخرية الاستعلائية للحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل متي ما اتيحت له منابر اعلامية وقد سبق له ان ترعرع وآخرون في مواعينه ردحا من الزمان.. بل وقد قام مؤخرا بعمل درجات من واحد الي ثلاثه وقام بوضع كيانات سياسية في كل درجة او مرتبة باعتبارها ضد ثورة الجماهير . وهذا لعمري استعلاء تغلفه حزمة من الاوهام المؤقتة .
ومن فرط انتشاء الاستاذ جعفر بتوافر المواعين الاعلامية التي ظلت تستنطقه من وقت لآخر للحديث حول الراهن السياسي بكل تكويناته فانه قد نسي او تناسي ان التاريخ القريب يحدثنا عن التوافق الذي حدث بين المكونات السياسية المعارضة والمؤتمر الوطني منذ العام ٢٠٠٥م وحتي وقت قريب. ولقد ظللنا نرحب بحوارات الشقيق جعفر في الشأن الوطني إلا انه قد جانبه التوفيق حين ترك مهاجمة شريكه في الحكم وهو المكون العسكري وبدأ مهاجمة القوي السياسية الاخري.
وتحديدا نود ان نشير بان الاتحادي الديمقراطي الذي كان لرئيسه السيد محمد عثمان الميرغني وقيادات حزبه قد سبق له ان قاد معارضة قوية مدنية واحيانا مسلحة تحت راية التجمع الوطني الديمقراطي منذ العام ١٩٩٠م وحتي توقيع اتفاقية السلام السودانية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان في منتجع نايفاشا بجمهورية كينيا وايضا اتفاقية التجمع الوطني والمؤتمر الوطني في ذات العام بالقاهرة وعلي اثرها انتهت الحرب بين الطرفين وقد اشترك التجمع في المجلس الوطني الانتقالي بعشرين نائبا ولمدة ست سنوات حتي انتخابات تقرير المصير لجنوب السودان في العام ٢٠١١ والتي كانت نتيجتها انفصال الجنوب.
وصحيح ان الاتحادي الاصل قد دخل في اتفاقية وفاق مع المؤتمر الوطني وشاركه في الحكم ببعض المقاعد الوزارية وبمنصب رئاسي شانه شان حزب الامة في ذات المنصب الرئاسي وذلك بكامل النوايا الحسنة من جانب الاتحادي الاصل وبرغم معارضة العديد من القيادات الاتحادية لتلك المشاركة ومن ضمنهم صاحب هذا القلم … الا ان تلك المشاركة لا تنسحب اثارها وسوءاتها علي القاعدة العريضة التي يتكون منها هذا الحزب الوسطي العريق .. وكل المتابعين للحراك السياسي داخل الاحزاب يعلمون جيدا ان هناك آراء متباينة داخل الاحزاب السودانية ومن اهمها الاتحادي الاصل والذي نشأت بداخله حاليا حركة تغيير تدعو الي اعادة النظر لعدم الارتماء في شرك الذين يؤيدون انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م وقد نجحوا في ذلك.. وهم قيادات قوية ومستنيرة وتقف معها كوادر عديدة بالمركز والولايات من خلال منصات الوسايط التي تنطلق منها مؤخرا ..
وما يحمد لقيادة الاتحادي الاصل الحالية انها ظلت تردد دائما انها تدعم فترة الانتقال وفي ذات الوقت تنأي بنفسها عن المشاركة في اي حكومة قبل اجراء الانتخابات .
غير ان قيام الشقيق جعفر حسن بتنصيب نفسه كحاكم عام يحدد توجهات الاحزاب السودانية فإنه لايملك صكا شرعيا في هذا الامر وحتي وان كان هناك وزراء من الاتحادي الاصل قد شغلوا بعض الحقائب المحدودة خلال السنوات الاخيرة من حكم الانقاذ لكنهم لم يسرقوا او ينهبوا او يغتالوا احدا من ابناء شعبنا خلال تلك الفترة المحدودة بل كانت النزاهة والشفافية ديدنهم في ادائهم لاعمالهم الرسمية.. كما ان غالب جماهير الاتحادي الاصل وشبابه المتوثب وحتي هذه اللحظة هم الوقود الذي يشعل مع شباب اهل السودان حراك المواكب والتظاهرات في كل مدن السودان حاليا . لذلك فإن علي الشقيق جعفر والذي ينتمي الي فصيل اتحادي له اسهامه الواضح في الحراك السياسي الحالي ان يتفرغ لبناء حزبه الوليد بمثل ما نفعل نحن كحركة تغيير فاعلة داخل الاتحادي الاصل للمساعدة في خلق حزب وسط قوي وفاعل داخل الحركة السياسية السودانية .. ذلك ان حزبنا الذي ضحينا من اجله بالغالي والنفيس وقد ظللنا ننافح فيه وندافع عنه تحت احلك الظروف سجنا وتشريدا وهجرة لاكثر من نصف قرن من الزمان فاننا لن نتخلي عنه بمجرد انه قد أخطا في بعض التقديرات السياسية خلال السنوات الاخيرة. ولكن ما يرفع رأسنا انه لم يشترك في اي من جرائم الحكم التي حدثت ابان سنوات الانقاذ التي امتدت لثلاثين عام خلت.. نعم ان الاصل هو حزب الوسط العريض والذي مهما اختلفت وجهات النظر بداخله فانه لابد ان يلتحم ويستقوي برجاله وشبابه المتوثب . وستكون الانتخابات العامة التي لايطيق سماعها البعض هي الفيصل.
وسنظل نتمسك بحزبنا الاتحادي الاصل صاحب اكبر قاعدة جماهيرية في بلادنا مهما اختلفت المواقف وافترقت الدروب.. وسيبقي حزبنا في ساحة الوطن وستذوب احزاب الفكة مثلما حدث في انتخابات العام ١٩٨٦م وقبلها انتخابات العام ١٩٦٤م .
فالمعدن الاصيل لا يصدأ ابدا .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى