أعمدة

( نصف كوب) .. د.عبدالله فتحي .. ( السوداني ) و ( سوناك )..هل نستثمر رياح التغيير؟!

رشفة أولى:

(السوداني)..رئيس الوزراء العراقي المطالب بتشكيل حكومة في ظرف 19 يوم تكون مرضية للأطياف السياسية المتنافرة ولمطالب الشارع العراقي في إيجاد ظروف معيشية أفضل..وإتخاذ إجراءات إقتصادية جريئة وفعالة في ظل موارد بلا مؤسسات بنية تحتية بعد دمار الحرب و الاستعمار..فلا حكم بلا اقتصاد مستقر..
( سوناك ) ..رئيس الوزراء البريطاني الجديد المنتمي لأسرة مهاجرة من الهند والذي يواجه رياح عاتية من جهات مختلفة ( أحزاب المعارضة وعلى راسهم حزب العمال المتنامية شعبيته . المخالفين لتعيينه من حزب المحافظين.الازمة الإقتصادية الخانقة من تداعيات الأحداث العالمية. المواطن الإنجليزي المتطلع لأوضاع حياتية أفضل وإيجاد بدائل عن زيادة الضرائب الحل الاسهل الذي يدفع ثمنه في كل ازمة. الدول الاوروبية وهى تنتظر موقف بريطانيا المهم في دعم الحليف الاوكراني)..

في الدولتين..توظيف وإستغلال الموارد الاقتصادية وإدارتها بصورة منهجية صحيحة هى التي تحدد مسار رياح التغيير..خصبة رطبة.. أم جافة جدبة.

رشفة ثانية:

هذه التغييرات المرتقبة في دولتي ( العراق.بريطانيا ) هل تتواصل رياحها وصولا إلى الأراضي السودانية والاجواء على الارض هنا تبدو أكثر تعقيدا مما هى هناك.. فهنا سطح سياسي موار معقد..تتجاذبه تيارات تهيج وتهدأ وتتلاشى احيانا..صحيح أن هناك شعارات معلنة من كل الأطراف لكن واقع الحال وحقيقته تقول أن معالجة ( قضية الحكم ) في السودان التي تكبل المارد الإفريقي الضخم ليستعيد مكانته الشاغرة كمتغير مؤثر وكدولة محور قوية ومركز ثقل استراتيجي شرق اوسطي يستطيع ان يؤدي دور إيجابي على كل الاصعدة في الدائرة الإقليمية من حوله على اقل تقدير ..قضية الحكم التي تتطلب مرونة وتنازلات مبدئية وتسامي على محاصصات الاحزاب والكيانات ومن قبلها تتطلب رجال نبلاء أصحاب مواقف بطولية شجاعة.. ينظرون نحو مستقبل أبناء السودان الزاهر القريب جدا إذا تمت معالجة ( قضية الحكم )..فهل من مستجيب؟!..
بينما نظرة عميقة الى الواقع والمتاح والموجود وملموس فعليا نعود منها بإبتسامة واسعة ووجه مشرق وقلب منشرح..فالموارد الاقتصادية المتفجرة كينابيع عذبة تغطيها غمامة السطح السياسي القاتمة تجعل كل سياسي سوداني ( هاوي او محترف ) يعض أصابع الندم على كل لحظة ضيعها في جدال فارغ و سباق بالحمير ومضايقة النمل في عيشه وعرق غالي سكبه وهو يحفر تحت اقدامه في رمال متحركة لا تنقص بل تزيد..فما إن تزول الغشاوة المصطنعة الخادعة عن أبصار السودانيين إلا ووجدوا أنهم في وطن (كنز لا ينضب) بكل مكوناته التي تبدأ بالإنسان السوداني ولا تنتهي بالمناخ السوداني ..سيجدون السودان ( جنة الله في الأرض ).

رشفة آخيرة:

قمة (المناخ) العالمية التي تجري فعالياتها هذه الأيام في مدينة شرم الشيخ على ساحل البحر الاحمر..تناقش كيف أن التغييرات المناخية دخلت حياة الإنسان اليومية بكل انحاء العالم فكانت في مجتمعات (نقمة) وصارت في مجتمعات ( نعمة )..وانا مابفسر وانت ياسوداني مابتقصر!!..السودانيون في إنتظار حكومة أولاد بلد من ( ككا والكوة وأربجي والعالياب والسميح ومليط)..الدرب قدامهم فاتح..فهل نستثمر رياح التغيير لصناعة واقع سوداني أفضل؟! أم سنظل نمارس رياضة الغوص في مستنقع الوحل؟!..و..معاكم سلامة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى