أعمدة

لواء شرطة م عثمان صديق البدوي .. (قيد في الأحوال ) .. “سلات” وشواء بجاوي “تسوية” هل ستستوي؟!

اقترب الجيش وقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” من التوصل لإتفاق ، بوساطة أميركية ، يهدف لتسوية الأزمة السياسية والتي رشح منها ، منح قادة الجيش حصانة من المتابعات القضائية، وِفق ما أوردت “بلومبرغ” ، وموافقة الجيش على تعيين رئيس دولة غير عسكري ، ورئيس وزراء يختاره المدنيون . وخرجت وزارة الخارجية الأمريكية ببيان “مالْيا فيهو يدها” مفاده ( إنّ بلادها مستعدة لاستخدام جميع الأدوات المتاحة ضد الذين يسعون إلى عرقلة التحول الديمقراطى) ، ذلك عندما ضمنت أنّ التسوية الثنائية على وشك التوقيع، خرجت ببيانها التهديدي هذا ! حيث كانت واثقة وواضعة في الإعتبار بأنّ لجان المقاومة هي لسان حال “قوى الحرية المجلس المركزي” التي تمثلها في الشارع والمسيرات المليونية ، وأنه بمجرّد التوقيع على التسوية ستهدأ لجان المقاومة وترضي ، وتفرح، وتسعد ! … لكن أمريكا تفاجأت بأن هذا الشباب “الراكِب راسو” مازال في عناده ! ، فقد كشفت وأكّدت مسيرات 21 و 25 ، و30 أكتوبر ذلك جلياً ، بأنّ لجان المقاومة على مبدأها الثابت، ولاءاتها الثلاث ، التي لن تحيد عنها ، ولن تتزحزح ، هذه اللجان التي كانت تشجعها أمريكا عقب كل مسيرة ، هي الآن لم تأت في خطها وخطتها، وخرجت عن عصا طاعتها !!.

تنظر أمريكا لهذا الخذلان المبين من لجان المقاومة ، في وقتٍ فيه انفتح لها باب ريح عنيف جديد ، عندما وجدت قوى نداء السودان والإتجاه الإسلامي ذلك “الباب متاقا” لتوصيل صوتها للمجتمع الدولي ، عبر مسيرة دعت لها يوم 29 أكتوبر، لمدة ساعتين فقط ، لكن المراقبون يرون أنّها أرسلت رسالتها للمجتمع الدولي عبر آلة إعلامية ضخمة ، تم إعدادها إحتياطياً، بإتقان وإحكام ، رغم عدم حيادية “قناة الجزيرة مباشر” ، حين ثبّتت كاميرتها على المواطنين حول المنصّة فقط ، ولم تتجوّل في الشوارع لتنقل حجم المسيرة بكل أمانة صحفية ، عندما اعتادت أن تفعل في كل المليونيات ، وإظهار وجه كل متظاهر حتى في أزِقّة وشوارع العاصمة الفرعية !، ومتابعة مقدمة المليونيات حتى آخر فرد فيها . في وقتٍ فيه يري مراقبون آخرون ، أنّ فتح الكباري في ذلك اليوم من قِبل السلطات ، يعني أنّ المكون العسكري قد “فتح” للتيار الوطني والإسلامي كوسيلة ضغط جديدة ، ليؤكد أنّ “وراءه رِجّالة” .

المهم وحسب محلّلون أنّ أهم ما تم إعلانه في المسيرة ، هو رفض التدخل الأجنبي في شئون السودان ، ومهما كان الإستخفاف بالذين خرجوا وتصنيفهم من النظام البائد والفلول ، فقد كان حديث ممثل الإدارات الأهلية بالخرطوم وحده ، بطرد رئيس البعثة الأممية ، رسالة كبيرة، شغلت وسائط التواصل الإجتماعي ، وكانت حديثها الشاغل حتى اليوم !.

إذن بقاء لجان المقاومة على موقفها الثابت ، ورفضها للتسوية، ورفعها لشعار اللاءات الثلاث، وعدم وجود أي أثر للحزبين الكبيرين “الإتحادي الديمقراطي وحزب الأمة ” في الساحة السياسية ، واللذان كانا في زمنٍ غير هذا يرجّحان الكفّة و”يقلِبان البيعة”، ويعدلان الميل ، وانقسامهما ، والشيخوخة التي أضعفت حيلتهما، وتذبذب آرائهما، سيّما حزب الأمة القومي ، الذي قلبه مع “الحسين” وسيفه مع “معاوية” ! ، وهكذا حال كل بقية الأحزاب ذات المبادئ المتناقضة ، حيث حزب اليمين “المؤتمر الشعبي مع وثيقة اليسار الدستورية !، والحزب الشيوعي اليساري ضدها ، لذلك أصبحت هذه الأحزاب بدون مبادئ وبدون قواعد جماهيرية ، ودون صوت مدوِّي في الشارع السياسي “يدوِش” السلطات … ولا “لافتة” حتى يرفعها مندوب عنها في المسيرات المليونية ، لتؤكد حضورها على الأقل !.

من كل هذا الواقع السياسي الضبابي ، قرأتْ أمريكا الملعب جيداً ، وفكّرت… ثم قدّرت ، وقالت في نفسها أنّ السبيل الوحيد لحفظ ماء وجهها ، والخروج من هذا المأزق ، هو السفر لكسلا “رمز المحنّة” ! ، علها تجد من يحِن علي حالها هناك !.. وحتى تقطع الطريق أمام “البُعبُع” الذي خرج يوم 30 أكتوبر ، ولمدة ساعتين فقط ، فزلزل أركانها ، وهي تعلم أنه لو “ختّ رأسه” مع “الشرق”،،،،، و”الشرق أتى” بثقله لمسيرة نداء السودان القادمة ، أو قطع الطريق القومي ، فهذه نهاية الوساطة الدولية ! ،كما أنّ الشرق هو الموانئ والأماني الأمريكية كلها ! . لذلك ، ومن أجل ذلك ، هرع السفير الأمريكي “بقَدرة جلاله” لأحفاد “عثمان دقنة” من أجل تسوية جديدة… تسوية تكفيه شر القادم والأسوأ في نظره…. وفي حسابات أمريكا.. ضرر أخفّ من ضرر !… ذهب السفير إلى “تِرِك” وترك قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ، “للقيام بمحاولات جديدة، لإثناء الحزب الشيوعي ولجان المقاومة عن موقفهما الرافض بالإنضمام إلي حاضنته ، حيث كشفت قوي الحرية والتغيير أمس ، عن انخراطها في اتصالات واسعة مع القوى الثورية والمدنية والأحزاب السياسية خارج التحالف، بما فيها الحزب الشيوعي لبناء “الجبهة العريضة لإنهاء الإنقلاب”.

وإلى تسويةٍ قادمة
… وحتى تستوي ويأتي أُكُلها من “سلاتٍ بجاوي ” شهي ، شتوي يعجب السفير “جون قودفري”!

حتى تستوي التسوية الجديدة….

إنتظروهم !

لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
31 أكتوبر 2022

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى