أعمدة

(موازنات) … الطيب المكابرابي .. السودان ..بلد العجب

خلال نقاش تطاول واستطال عبر الهاتف مع احد الزملاء أمس توافقنا بعد اختلاف على اننا نعيش في بلد قام وانبنى على العجائب والغرائب في كل شئ بدءا من استقلاله الذي ناله باعلان وقرار اتخذه اهلوه من داخل البرلمان مرورا بكل فترات الحكم العسكري منها والمدني وكل الثورات والانتفاضات وقبل هذا وذاك تركيبة البلد السكانية ومانشا فيها من احزاب..
من عجائبنا اننا الشعب الوحيد الذي لم يتوافق ويستقر امره على شكل الحكم حتى الان برغم مرور اكثر من ستين عاما على نيلنا الاستقلال ثم ان من الغرائب اننا شعب يقدس القبلية والاصطفاف القبلي اكثر من تقديسه الدين الذي نهى عن هذه النعرة ووصفها بالمنتنة اي ذات الرائحة النتنة ونحن لهذه النتانتة عاشقون…
من غرائبنا اننا اهل حب للمعسكرات والانتماءات فهناك من يحب معسكرات اللجوء وبفضل البقاء فيها ومن يحب معسكرات اليمين أو اليسار ومن ينتمي لمعسكرات التناطح الحالي عسكر ومدنيين…
احدث المعسكرات ماتم تدشينه قبل يومين وهو معسكر التيار الاسلامي الذي اعلن خلال مخاطباته انه سيمتلك الشارع كما يفعل الاخرون…
نعم كان هذا المعسكر أمس الاول في الشارع وحدث ماحدث من توقف أعمال وتعطيل لمصالح كثيرين بعضهم تتأثر بتعطيل مصالحه مصالح البلاد كالمصدرين والمنتجين…
بالامس خرح علينا المعسكر الاخر صاحب وساكن الشارع قبل ظهور المعسكر الاخير …خرج علينا كذلك في تظاهر واحتجاج ومسيرات هنا وهناك أثرت هي الاخرى على الحياة في البلاد وعطلت كثيرا من مصالح العباد…
من يرشدنا الى الطريق الصحيح وكيف السبيل الى اصلاح حالنا المعوج هذا منذ عشرات السنين ؟؟؟
اتفقنا وصاحبي ان بلادنا تحتاج اعادة صياغة في كل شئ …
في التربية والتعليم والوطنية والخدمة المدنية والعسكرية والاخلاق والثقافة بكل ماتعنيه وماتتناوله من ماكل ومشرب وملبس وتعايش وفنون وحفاظ على الممتلكات وحض على الانتاح وخفض للاستهلاك وماالى ذلك من ادوات الثقافة وافعالها في المجتمعات…
توصلنا الى ان كل ذلك من مهام الدولة ولكننا اتفقنا كذلك وبكل آسف على ان هذا البلد لم تتهيا له حكومة راشدة تستطيع فعل هذاا لا في قديم الزمان ولا في مانراه ونتوقعه الان ….
انتهينا الى مايشبه الياس من انصلاخ الحال فرفعنا الاصوات بالدعاء لرب السماء ان يسلط علينا من يقوم بهذا كله واكثر حتى تمضي بلادنا نحو قمم تستحقها فعلا وستصلها دون شك ان وجدت من قلبه حقا على السودان ….

وكان الله في عون الجميع

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى